العدوان الخارجي والفساد .. وجهان لعملة واحدة
السياسية : المحرر السياسي
في لقائه بمحافظي المحافظات وعدد من مسئولي الدولة، أكد فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، أهمية الارتقاء بالأداء العام لمؤسسات الدولة بما يؤمّن نهوضاً شاملاً للتنمية المحلية، بحسب الإمكانيات المتاحة سيما في ظل الظروف الصعبة التي يتعرض فيها الوطن لعدوان وحصار وحرب اقتصادية منذ أكثر من ست سنوات.
في حقيقة الأمر، لم يكن حديث الرئيس المشاط مبالغاً فيه، حيث لا يقل الفساد خطورة عن العدوان الخارجي الذي يدمر الوطن بالسلاح، وذاك يُدمر الوطن من الداخل وهو الأخطر لأن العدو معروف وتتم التهيئة لمواجهته، لكن الفساد ورموزه غامض وخفي ويُمارس تحت مبررات واهية وغير صحيحة لا تخدم الوطن وتقدمه ومصالحه، بل يتم فيه إيثار المصلحة الشخصية على المصلحة العليا للبلاد.
وبنظرة شاملة لخطورة الفساد يمكن الجزم في القول أنه يستحيل تحقيق أي خطوات ايجابية في عملية البناء والتنمية، مادام الفساد يعشعش في مؤسسات الدولة ويُدمرها من الداخل.
إن قضية الفساد وإن كانت موجودة وبنسب متفاوتة على مستوى العالم، فإن خطورته في اليمن مضاعفة كون الوطن يمر بظروف استثنائية قاهرة، تستدعي من الجميع العمل بهمة عالية وبروح المسؤولية الوطنية التي تؤثر مصلحة الوطن وتقدمه على ما دونها.
لا يمكن أن يتحمل الوطن معضلتين في وقت واحد، العدوان الخارجي والفساد، ما يحتم على الجميع العمل بهمّة وإخلاص في النهوض بأداء مؤسسات الدولة كل من موقعه، ذلك هو الذي سيسهم في مواجهة العدوان الخارجي.
لم يعد خافياً على أحد أن مشكلة الفساد المالي والإداري أنهكت اقتصاد البلاد بسبب إساءة استخدام السلطة والمال العام لتحقيق مكاسب خاصة، وعليه يجب التخطيط لمعالجة الفساد كجزء من استراتيجية شاملة تكفل النهوض بأداء مؤسسات الدولة وبكوادر وطنية على درجة عالية من الشعور بالمسؤولية.