بقلم: عودي شهام

( صحيفة “جيروزاليم بوست- jforum ” العبرية- ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

يعتقد الخبراء أن الانخفاض الحاد في الناتج المحلي الإجمالي في إيران يتساوى في حدته, كذلك الذي شهدته البلد أثناء حربها مع العراق.

وفي نهاية العام 2020, كان الوضع في إيران لا يبشر بالخير, حيث كان البلد في أدنى مستوياته, وذلك كان بمثابة نتيجة حتمية لسلسلة من الإجراءات والأحداث التي مرت بها البلد: الإدارة الأميركية العدائية، والعقوبات الشديدة، والفيضانات، والزلازل، وبطبيعة الحال انتشار جائحة الفيروس التاجي.

ومن جانبهم, يعتقد الخبراء أن الانخفاض الحاد في الناتج المحلي الإجمالي في إيران اليوم لا يقل حدة عما كان عليه أثناء الحرب بين إيران والعراق في ثمانينيات القرن العشرين.

بيد أن إيران، بوصفها دولة عريقة وفخورة، لم تسمح لسنة سيئة جدا بأن تؤثر على أهدافها الطويلة الأجل والمتمثلة في تطوير قنبلة نووية وتعزيز هيمنتها في جميع أنحاء المنطقة.

وفيما يتعلق بتطوير القنابل، يفترض أنه إذا قررت إيران اليوم البدء في بناء سلاح نووي، فالأمر لن يستغرق منها لإنجاز المهمة نحو عامين.

ملصق لزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله بألوان زاهية في الناقورة، بالقرب من الحدود اللبنانية الإسرائيلية، الشهر الماضي/ تصوير: عزيز طاهر/ رويترز

ملصق لزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله بألوان زاهية في الناقورة، بالقرب من الحدود اللبنانية الإسرائيلية، الشهر الماضي/ تصوير: عزيز طاهر/ رويترز

وعلى الصعيد الإقليمي، تسعى إيران إلى توسيع هيمنتها من خلال ما يطلق عليه في كثير من الأحيان في الجيش الإسرائيلي “الهلال الشيعي” والذي يمتد من إيران إلى العراق وسوريا ولبنان واليمن، والحفاظ على علاقاتها بالسنة: حركة حماس في قطاع غزة.

وقد شهدت آلية التأصيل هذه قيام إيران بإقامة روابط ثقافية ودينية من خلال إرسال الأموال والذخائر ودعم الأنظمة المحلية.

في أوائل العام 2020, فقدت الجمهورية الإسلامية شخصية عسكرية مهيمنة, لطالما عكفت على تنسيق جهودها لتوسيع رقعة نفوذها في المنطقة والمتمثلة في قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني.

كان الجنرال سليماني طليق اللسان باللغة الفارسية والعربية، كما قضى جل عمره مسافر بين أقطار المنطقة, حيث عمل على التنسيق بين مختلف الوحدات والميليشيات والأنظمة.

وتحت عينة الساهرة، كان نضال “الهلال الشيعي” أكثر فعالية, حيث عكف على شن هجمات جديدة ضد أعداء إيران.

في حين أن اغتيال الجنرال سليماني على يد الولايات المتحدة الأمريكية  مطلع يناير من العام الماضي كان بمثابة خسارة كبيرة.

وعلى الرغم من غيابه، استغلت الإدارة الإيرانية جائحة الوباء العالمي لزيادة تعميق علاقاتها وتقديم مساعدتها إلى وكلائها تحت ستار المساعدات الإنسانية.

تعتبر العراق واليمن بلدان رئيسيان استخدمتهما إيران هذا العام كقواعد لشن هجمات على إسرائيل, حيث أرسلت طائرات بدون طيار بعيدة المدى وغيرها من الأسلحة إلى كلا البلدين، مع العلم أنه إذا تم شن هجوم على إسرائيل من أي منهما، فإن إسرائيل لن تنتقم تلقائيا على الأراضي الإيرانية.

وعلى الرغم أن هذا التطور يبعث على القلق، فإن أنظار إسرائيل تتجه وتتركز على لبنان في المقام الأول, حيث يواصل حزب الله ــ العميل الرئيسي لإيران ــ في تعزيزه.

تحاول إيران من خلال الاراضي اللبنانية شن هجمات ضد اسرائيل في مرتفعات الجولان.

وقد سبق أن لوحظ أمثلة على ذلك في أغسطس ونوفمبر الماضيين عندما عثر الجيش الإسرائيلي على متفجرات وضعتها الوحدة الإيرانية التي تدعى 840 بالقرب من الحدود مع سوريا.

وهي وحدة عملياتية إيرانية من النخبة تعمل بشكلٍ سري بصورة نسبيه, حيث تتلقى أوامرها من “لواء القدس, كما أخذت على عاتقها عمليات تخطيط وإنشاء بنية تحتية، خارج إيران، والموجهة ضد أهداف غربية.

واليوم, لقد أصبحت “الحرب بين الحروب” وضعاً دائماً من الأعمال العدائية المنخفضة الحدة، كما أن كل من إسرائيل وحزب الله يتعلمان المناورة وفقاً لقواعدها الأساسية غير المعلنة.

أما بالنسبة لـ «حزب الله» في الوقت الحالي، فهناك “نزاع مفتوح” مع تل ابيب، والذي أسفر عن مقتل أحد أعضائها في سوريا في أغسطس 2019.

ثم وضع زعيم «حزب الله» حسن نصر الله المعادلة – التنظيم سينتقم للموتى، حتى لو استغرق الأمر وقتاً.

ومنذ ذلك الوقت، جرت عدة محاولات للقيام بذلك، بيد أن المنظمة لم تنجح في فعل ذلك حتى الآن.

وطوال العام، عكف حزب الله على مواصلة إعادة التسلح وتلقى ذخائر أكثر تقدما من النظام الإيراني، بما في ذلك الأسلحة الموجهة بدقة.

غير أن مصادر داخل جيش الدفاع الإسرائيلي تقول إنه على الرغم من هذا التهديد، فقد استحدث جيش الدفاع الإسرائيلي وطور أدوات أكثر فعالية لمواجهة حزب الله، وأن الجماعة لا تزال رادعة، وأنها غير مهتمة في الوقت الراهن بالشروع في خوض صراع واسع النطاق مع الجيش الاسرائيلي.

يدرك حزب الله أن جر لبنان – الغارق في الوقت الحالي في أزمة اقتصادية وسياسية واجتماعية خطيرة – إلى حرب يمكن أن يؤدي إلى انهياره بالكامل.

ومن ناحية أخرى، فإن حزب الله مصمم على تحقيق هدفه وتصفية حساباته، الأمر الذي قد يؤدي في الأخير إلى مواجهة محدودة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية, والتي قد تتصاعد إلى يوم أو أيام من القتال الأكثر كثافة.

 

* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع