الإمارات.. وسياسة الكذب والتضليل على العالم
السياسية: المحرر السياسي
يزعم وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أن بلاده أنهت تدخلها العسكري في اليمن في شهر أكتوبر الماضي 2020م، فما مدى صحة هذا التصريح وما المناسبة للإدلاء به ؟
في حقيقة الأمر، أن هذا التصريح قد جاء بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن وقف دعم بلاده لعدوان التحالف على اليمن بقيادة السعودية والإمارات.. هنا يظهر الحجم الحقيقي لدولة الإمارات وعدم امتلاكها لقرار مستقل الأمر الذي يوضح للعالم أجمع أن هذه الدولة والسعودية تعملان لإرضاء سيدهم في البيت الأبيض.. ألم يكونوا ملكيين أكثر من الملك مع سياسية سيدهم المنتهية ولايته ترامب؟ ونفذوا كل ما يريد ذلك المعتوه الأمريكي وباركوا وخدموا كل قراراته المجحفة والظالمة.
واليوم، وبعد أن تغير الرئيس الأمريكي وجاء رئيس آخر برؤية جديدة للحرب الظالمة على اليمن سارع ذلك القرقاش، للإدلاء بتصريح يرضي به سيده الجديد في البيت الأبيض مدعياً زوراً وبهتاناً أن بلاده قد أنهت تدخلها العسكري في اليمن محاولا بذلك كسب ود وعطف الرئيس الأمريكي الجديد.
هنا تتضح المسألة أكثر ليرى العالم بجلاء أن من يتولون الأمر في الإمارات والسعودية ليسو مسئولين ولا قادة وطنيين وإنما هم كتبة يقومون بدور وظيفي لخدمة الحاكم الفعلي لمنطقة الخليج الغنية بالنفط مقابل توفير الحماية الأمنية لهم وإشباع رغباتهم الشاذة دون محاسبة أو عقاب.
إن العالم كله يعرف أن القوات الإماراتية لا تزال تعبث بدرة الجزر على مستوي العالم سقطرى، وأن تواجدها لا ينحصر في سقطرى فقط بل قامت بإنشاء وتمويل مليشيات وأذرع لها في مساحات متعددة في عدن والساحل الغربي ومحافظتي الضالع ولحج.
إن أقسى ما يمكن أن يرتكبه أي سياسي في العالم هو انتهاج سياسة الكذب المفضوح كتكتيك وإستراتيجية وهذا ما تفعله دولة الإمارات حاليا.. كيف يمكن للعالم أن يفهم حقيقة تصريح أو بكلام أدق حقيقة الكذبة التي خرج بها أنور قرقاش على تويتر قائلاً “إن بلاده أنهت تدخلها العسكري في اليمن في أكتوبر الماضي”، هل يمكن أن يصدق العالم كلام هذا المعتوه الإماراتي وعلى من يكذب؟.
لكن ما هو معلوم أن قرقاش بتصريحه هذا أراد استعطاف سيده في البيت الأبيض ويقدم نفسه وبلاده بهذه الخسة للإدارة الأمريكية الجديدة.
لقد تعدت المشاركة الإماراتية في العمليات العسكرية إلى الاحتلال فالوجود العسكري الإماراتي في الأراضي اليمنية “سقطرى والساحل الغربي وعدن” هو احتلال.. وما تفعله القوات الإماراتية في المناطق المحتلة فاق كل تصور وأقرب مثال على ذلك ما تقوم به من تغييرات ديموغرافية وتدمير للبيئة وسرقة للآثار والثروات الطبيعة.. فلا يعتقد المحتل الإماراتي أن كل ذلك سيمر مرور الكرام وسيعرف حقا وفعلا أن اليمن مقبرة للغزاة.