في ليبيا وسوريا واليمن… فوضى بعد الربيع
بقلم: سيليان ماسية ونيكولاس بريسل
(صحيفة “ليبراسيون- liberation” الفرنسية- ترجمة: وائل حزام، الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)
بعد عشرة أعوام من الثورات العربية ” صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية تقيم ما جرى.
اليوم، هناك ثلاث دول جرفتها الحرب الأهلية والجهادية و تبددت آمالهم في التجديد الديمقراطي.
إن ربيع الشعوب العربية بعيد كل البعد من أن يكون مشرقا في كل مكان, وفي كثير من الأحيان، يتبعه شتاء قاس, كما هو الحال في مصر حيث انتصرت الثورة المضادة.
وفي بعض الأحيان، يكون أيضا، هناك ” ضوء خافت ” بين ” عالم قديم يحتضر وعالم جديد ظهر ببطأ، حيث نشأت الوحوشِ, وذلك وفقا لما تنبأ به انطونيو غرامشيي، فيلسوف ومناضل ماركسي إيطالي.
في سوريا وليبيا واليمن، التهمت هذه الوحوش ثورة الربيع التي كانت في العام 2011.
فقد اتخذوا شكل ديكتاتور وحشي، كما ظهر بشار الأسد بأنه مستعد لتنزف دماء بلاده مقابل البقاء في السلطة؛ وكذلك ما حصل من تفكيك كامل للدولة الليبية التي سلمت بالكامل إلى شهية الميليشيات أو الحرب الاهلية التي لا نهاية لها في اليمن وتسببت بـ “اسوا ازمة انسانية في العالم”، بحسب الأمم المتحدة.
إن الملف الثاني المخصص للذكرى السنوية العاشرة للثورات العربية في هذه البلدان التي وقفت في فوضى نهاية الربيع, ولديهم على الأقل شيئان يشتركان به.
إن الجماعات الإرهابية الإسلامية ازدهرت هناك, كما وقد استفادت هذه الجماعات من هذه الفترة ليؤسسوا انفسهم.
وبالطبع، تم استخدامهم بطريقة ساخرة لتبرير القمع بشكل شرس أو لطلب الدعم من الدول الغربية.
لم يولد الجهاد في العام 2011، لكن اقسى فروعه الدولة الإسلامية “داعش” ولد في أعقاب ثورات الربيع المٌجهضة.
الثابت الآخر، وهو تدخل القوى الأجنبية في هذه الصراعات, ففي سوريا، خسر المتمردون، الذين كانت تدعمهم دول الخليج، معظم رعاتهم (باستثناء تركيا)، بينما أوكل بشار الأسد خلاصة وإنقاذه إلى طهران وموسكو.
وفي اليمن، يخوض البلد منذ خمسة أعوام، تحالف مسلح بقيادة الرياض لمقاتلة الحوثيين المدعومين من ايران.
وفي ليبيا، حيث بدأ كل شيء بتدخل غربي أدى الى الإطاحة بالقذافي، واليوم تدين حكومة الوحدة الوطنية الهشة بقائها إلى المساعدة العسكرية التي حصلت عليها من انقرة لمواجهة قوات الجنرال المتمرد خليفة حفتر، المحمولة على طول الذراع من قبل مصر وروسيا والإمارات العربية المتحدة.
وفي بعض الأحيان، ساعدت هذه الجهات الفاعلة الخارجية – عن طيب خاطر أم بغير قصد – في انشاء هذه الوحوش .
وبعد عشر سنوات من الربيع، لم يعد هناك احد قادر على السيطرة عليهم بعد الان.
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع.