بقلم: كريس نينهام

(موقع “كومن دريمز-Common Dreams” الإنجليزي- ترجمة: انيسة معيض, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

لقد لقي ربع مليون شخص حتفهم نتيجة التدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن، وتعتقد الأمم المتحدة أن الحرب والحصار المصاحب لها يهدد 24 مليون شخص بنقص حاد في الغذاء.

لقد شهد اليمن أسوأ تفشي للكوليرا أكثر من أي مكان في العالم منذ عقود، بينما لا يزال وضع جائحة كوفيد – 19 في البلد غير واضح, نظراً لانهيار  النظام الصحي.

ومع ذلك، فإن الحرب على اليمن هي كارثة لم يتم تناولها والتحدث عنها إلى حد كبير ومشكلة الإعلام الغربي أن هذه كارثة نتجت من السياسة الغربية الخارجية.

قال يان إيجلاند، الأمين العام للمجلس والمسؤول السابق عن الإغاثة الإنسانية في الأمم المتحدة، “اليمنيون ليسوا في مجاعة، بل يدفعهم رجال لديهم السلاح والسلطة إلى الهاوية”.

كل من يريد أن يرى نهاية للوحشية الخفية لهذه الحرب يجب أن يتدخل بطريقة أو بأخرى.

تعد المملكة العربية السعودية هي أكبر مستورد للأسلحة من كل من الولايات المتحدة وبريطانيا.

في ما يقرب من ست سنوات منذ بداية الحرب، كثف كلا البلدين من دعمهما للسعودية دبلوماسياً وسياسياً وعسكرياً.

استقبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على السجادة الحمراء في كل من واشنطن ووايتهول خلال هذه السنوات.

وعلى الرغم من أن المتحدثين الرسميين الحكوميين ينفون التدخل المباشر، فإن لدى كل من بريطانيا والولايات المتحدة قوات وتكنولوجيا تدعم الرياض في الخطوط الأمامية.

وفي الواقع، تعتمد الجهود العسكرية السعودية إلى حد كبير على الدعم الغربي.

قال جون ديفيريل، مسؤول سابق في وزارة الدفاع والملحق العسكري في السعودية واليمن, في عام 2019:

“يعتمد الرؤساء السعوديون تماماً على “”BAE Systems وهي شركة بريطانية متعددة الجنسيات للأسلحة والأمن والطيران، ولا يمكنهم فعل ذلك بدوننا”.

أكد موظف في الشركة وجهة النظر هذه لـ Channel 4 Dispatches، “إذا لم نكن هناك، في غضون سبعة إلى 14 يوماً فلن تكون هناك طائرة في الجو”.

إن دعم بريطانيا للمجهود الحربي هو نتاج جزئي لتاريخها الاستعماري في البلد.

وهي مدفوعة أيضاً باهتمام ما بعد الاستعمار بتأمين إمدادات النفط من المنطقة، فضلاً عن تأكيد جديد على دور بريطانيا العالمي.

لكن ألأكثر من أي شيء هو نتاج الاستراتيجية العامة لتقوية التحالف المناهض لإيران في المنطقة والسعودية, لكن لدينا الآن فرصة حقيقة للضغط من أجل إنهاء الحرب.

إن الرأي العام في الغرب يعارض بشكل واضح التدخل, ففي بريطانيا، عارض 63 % من السكان مبيعات الأسلحة إلى السعودية على مدار العامين الماضيين على الأقل، مع تأييد 13 % فقط, في حين أن الرقم أعلى في الولايات المتحدة.

على الرغم من الاتفاق الأخير بين الإمارات والسعودية فإن التحالف العسكري لم يقترب من تحقيق أهدافه الحربية التي تم الإعلان عنها بداية حملة القصف في عام 2015.

لا يزال غالبية السكان في المناطق التي يسيطر عليها أنصار الله “الحوثيين” والذين يعارضون الرئيس السابق هادي المدعوم من الغرب.

الأزمة الاقتصادية المتصاعدة في السعودية تجعل استمرار هذه الحرب المكلفة أكثر وأكثر صعوبة.

كل هذا ينعكس في الحقيقة أن جو بايدن قد غير موقفه من الحرب.

في عام 2015 كونه كان نائب للرئيس كان له دور فعال في جعل الولايات المتحدة تتورط في الأعمال العدائية.

وخلال الحملة الانتخابية في العام الماضي وعد بإنهاء دعم الولايات المتحدة للحرب والدفع باتجاه حل سلمي، ولو انه لم يقدم إلا تفاصيل قليلة.

لم تكن اختياراته لفريق السياسة الخارجية مشجعة بشكل خاص، لكن الإدارة الجديدة ووعود بايدن توفر فرصة لتصعيد الضغط على القوى الغربية لتغيير المسار.

وهذا هو سبب أهمية اليوم العالمي للعمل ضد الحرب وقد تزامن مع أول يوم لبايدن في ممارسة مهامه، والغرض منه هو تكثيف الضغط على جميع الدول التي تدعم تحالف الحرب الذي تقوده السعودية.

لقد كان الدعم ملفتاً, فقد كان هناك 320 منظمة من ثمانية عشر دولة مختلفة تدعم الاحتجاجات.

تتراوح هذه من الجماعات المحلية المناهضة للحرب إلى تحالفات السلام الوطنية والجماعات السياسية مثل “France Insoumise” وهو حزب سياسي ديمقراطي اشتراكي يساري في فرنسا والاشتراكيين الديمقراطيين في أمريكا.

كما تشارك العديد من المنظمات اليمنية من الدولة نفسها وخارجها.

على الرغم من الصعوبات التي يفرضها فيروس كوفيد -19, تستمر أخبار المزيد والمزيد من الاحتجاجات المحلية في الظهور.

وفي أماكن أخرى، تقوم المجموعات المحلية بالتحدث بالمكبرات الخاصة بها لدعمها, وسوف يبلغ الاحتجاج ذروته في مسيرة دولية عبر الإنترنت في الساعة 7 مساءً بتوقيت جرينتش.

ومن بين المتحدثين كورنيل وست وداني جلوفر وشيرين العميدة من الولايات المتحدة, ودانييل أوبونو من فرنسا, ويانيس فاروفاكيس من اليونان, وجيريمي كوربين.

كل من يريد أن يرى نهاية للوحشية الخفية لهذه الحرب يجب أن يتدخل بطريقة أو بأخرى.

انشر الصور ورسائل مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي وقم بالتغريد باستخدام هاشتاغ “Yemen Cant Wait -اليمن لا يمكن ان ينتظر” واضغط على عضو البرلمان الخاص بك، وعلاوة على كل ذلك انطلق إلى ما يبدو أنه تجمع تاريخي.

لقد انطلقت الآن حركة عالمية لإنهاء هذه الحرب ولدينا فرصة للتغيير، ويجب أن نقتنصها.

* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع.