يبدو أن مواجهة عسكرية شاملة بين القوات اليمنية وإسرائيل تبدو شبه حتمية في العام 2021.

بقلم: أحمد عبد الكريم

( موقع ” منتبرس نيوز” الإنجليزي- ترجمة: نجاة نور، الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

عدن، اليمن – دخلت السعودية العام الجديد بطريقتها المعتادة، حيث استهلت السنه بشن غارة جوية استهدفت مجموعة كبيرة من المدنيين في حفل زفاف في اليمن.

في ليلة رأس السنة، لقي خمسة مدنيين على الأقل مصرعهم عندما أطلق مسلحون مدعومون من السعودية قذائف مدفعية على حفل زفاف في منطقة الحوك المأهولة بالسكان في مدينة الحديدة الساحلية الاستراتيجية.

تشير التطورات التي تدور في جميع أنحاء الشرق الأوسط إلى الواقع الذي سوف يحدث في اليمن، حيث أنه من غير المرجح أن يؤدي عام 2021 إلى إنهاء حرب السعودية المستمرة منذ ما يقرب من ست سنوات على اليمن.

بدأت بوادر التصعيد بالظهور تدريجياً في الداخل اليمني وعلى طول البحر الأحمر في أعقاب موجة التطبيع بين دول الخليج وتل أبيب.

بعد ما يقرب من ست سنوات من الحرب، لا يزال اليمن موطناً لأكبر أزمة إنسانية في العالم, حيث يعاني الملايين من الجوع والفقر ويحتاج 80٪ على الأقل من السكان إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية.

يواجه حوالي 13.5 مليون شخص نقصاً حاداً في الغذاء وقد يرتفع هذا العدد إلى 16.2 مليون في عام 2021، وفقاً لهيئات الإغاثة الدولية.

دقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ناقوس الخطر بشأن ملايين اليمنيين الذين يعيشون تحت خط مستويات متفاقمة من الجوع بحلول منتصف عام 2021.

كما وصف برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة الأزمة في اليمن بأن الحاصل في اليمن “الأسوأ في العالم”.

فرض الحصار السعودي على ما كان بالفعل واحدة من أفقر دول العالم سيطرة مشددة على جميع جوانب الحياة في اليمن منذ عام 2015.

ومع ذلك، لا توجد مؤشرات على رفع الحصار السعودي عن مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة، أهم الموانئ الجوية والبرية في البلد، وتسبب إغلاقها في وفاة الآلاف من اليمنيين المدنيين أكثر مما تسببت به الضربات الجوية السعودية، خاصة في ظل تفشي جائحة فيروس كورونا.

حرب إسرائيلية خاطفة

على الأرض، من المتوقع أن تتوسع بوادر التصعيد خلال عام 2021 حيث تبدو المواجهة العسكرية المفتوحة بين اليمن وإسرائيل أقرب من أي وقت مضى في أعقاب التصريحات الإسرائيلية الأخيرة، بما في ذلك تصريح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي العميد هيداي زيلبرمان، الذي كشف لموقع سعودي على شبكة الإنترنت، عن نية بلده شن حرب خاطفة في اليمن, مؤكدا أن إسرائيل تراقب الأوضاع في اليمن والعراق.

يخشى اليمنيون من أنهم سيدفعون ثمن التوترات بين إيران والولايات المتحدة، وفقاً لما صرح به العديد من اليمنيين لموقع مينتبرس.

قال زيلبرمان في مقابلة مع موقع إيلاف الإخباري السعودي، إن النظام في تل أبيب يتوقع هجوما إيرانيا من اليمن والعراق.

وأشار إلى اليمن بـ “الدائرة الثانية لإيران بعد لبنان وسوريا”.

جاءت التصريحات الأخيرة بعد تصريح مماثل أدلى به بنيامين نتنياهو في أكتوبر, حيث زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إيران سعت إلى ضرب إسرائيل من اليمن باستخدام ضربات صاروخية.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها مينتبرس وأكدها مسؤولون حكوميون يمنيون في صنعاء، فقد جرت ترتيبات وتنسيق بين إسرائيل ودول الخليج لتصعيد الوضع في اليمن وتبريره كرد فعل لرد إيراني متوقع على اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زاده وقائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني, الذي اغتيل في يناير 2020 في غارة جوية أمريكية على مطار بغداد الدولي.

هذه المعلومة أكدها جلال الرويشان نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع في حكومة صنعاء عندما قال لوسائل إعلام محلية إن إسرائيل بدأت بنقل معدات عسكرية إلى المنطقة بعد التطبيع الأخير مع دول الخليج، بما في ذلك الدول المشاركة في “التحالف”، في إشارة إلى الإمارات والبحرين.

وأضاف: “ما فشلوا في تحقيقه في غضون ست سنوات، لن يتمكنوا من تحقيقه خلال شهر، حتى في عهد بايدن.”

وقال اللواء عبد الله الحكيم رئيس المخابرات العسكرية في صنعاء في بيان أن الجيش اليمني المتمركز في صنعاء “يراقب أعمال واستفزازات [إسرائيل] وأعمالها العدائية المخطط لها”.

وقال ” أعيننا لا تغفل عن أفعال العدو الصهيوني في المنطقة، وعليهم أن يتفهموا خطورة تحذيرنا من أن أي تهور أو أعمال طائشة ستكون لها عواقب وخيمة على تل أبيب”.

تهديد بالحرب الشاملة:

قال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية اليمنية في صنعاء لـمينتبرس إن أي هجمات إسرائيلية أو حرب ضد اليمن ستشعل حرباً شاملة في الشرق الأوسط وأن إسرائيل ستكون أول من يعاني، مضيفاً أن مصالح إسرائيل وحلفائها في منطقة البحر الأحمر يصبحون هدفاً مشروعاً في إطار حق الدفاع عن النفس الذي تضمنه جميع المواثيق والاتفاقيات الدولية.

إن أي عمل عسكري إسرائيلي في اليمن سيؤدي بلا شك إلى تصعيد في المنطقة.

وفي أعقاب إعلان النوايا الإسرائيلية، حذرت تصريحات صادرة عن قادة يمنيين من هجمات انتقامية على إسرائيل والبحر الأحمر وأي مكان آخر في المنطقة.

وبالنظر إلى نبرة المسؤولين في صنعاء عند حديثهم لمينتبرس وحقيقة أن الحوثيين لم يتورعوا عن متابعة الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة الانتقامية على أهداف في السعودية والإمارات، بالإضافة إلى حجم الاستعدادات الميدانية من أجل مواجهة مفتوحة ومؤلمة مع إسرائيل، فإن احتمال سقوط صواريخ الحوثيين على إسرائيل أمر حقيقي للغاية.

حتى بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في المناطق الخاضعة للسيطرة الكاملة للتحالف الذي تقوده السعودية، من غير المرجح أن ينهي عام 2021 معاناتهم، حيث ترقى ممالك الخليج الثرية إلى سمعتها العريقة، وتسبب الفوضى وعدم الاستقرار في المناطق التي تسيطر عليها, وذلك وفقاً لسكان تلك المناطق الذين تحدثوا إلى “مينتبرس” في أعقاب التفجيرات العنيفة التي ضربت مؤخراً مطار عدن الدولي وقصر المعاشيق الرئاسي.

ضرب انفجار كبير مطار مدينة عدن جنوب اليمن، الذي تديره قوات تابعة للجماعة المسلحة المدعومة من الإمارات، المجلس الانتقالي الجنوبي، بعد وقت قصير من وصول طائرة تقل “الحكومة اليمنية” التي تم تشكيلها حديثاً في الرياض، وهبطت هناك, حيث قتل في الانفجار 25 شخصا على الاقل بينهم مسؤولون وأصيب 110, وبعد لحظات من الهجوم على مطار عدن الدولي، ضربت انفجارات منطقة المعاشيق في عدن، حيث تم نقل الحكومة المشكلة حديثاً قبل لحظات فقط من وصولها.

على الرغم من أن حلفاء السعودية اتهموا الحوثيين بالهجمات, في حين رفض الحوثيين هذا الاتهام بشكل قاطع.

جاءت الهجمات بعد أن تعهدت الفصائل التابعة للحراك الجنوبي الموالية للإمارات بإحباط الحكومة المعلنة من جانب واحد بعد عودتها إلى عدن من الرياض حيث كانوا يعملون في الغالب تحت رهن الاحتجاز القسري.

تحت ادارة بايدن، ستستمر القنابل في الوصول للتحالف:

معظم الناس في اليمن محكوم عليهم بمستقبل قاتم، ليس فقط بسبب التطورات على الأرض ولكن أيضاً بسبب موجة الموافقات التي قدمتها الولايات المتحدة لكل من التحالف الذي تقوده السعودية وإسرائيل.

تمت الموافقة على بيع الأسلحة إلى السعودية والإمارات, البلدان التي لديها سجل مروّع في انتهاكات حقوق الإنسان والتي لا تزال تشن حرباً ضد أفقر دولة في الشرق الأوسط.

هذه الموافقات، التي من المرجح أن يتجاهلها الكونجرس على الرغم من التمرد المتزايد على المبيعات من الشعب الأمريكي، تشمل 290 مليون دولار من القنابل، وهي هدية أخيرة من إدارة الرئيس دونالد ترامب.

وافقت وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة لوزارة الخارجية على بيع قنابل GBU-39 صغيرة القطر للسعودية.

كما تشمل الموافقات أيضاً البيع المقترح للطائرات بدون طيار المتطورة وطائرات F-35 المقاتلة بقيمة 65.6 مليون دولار إلى الإمارات، حيث تأتي تلك الموافقات على الصفقات كمكافأة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

أعرب الرئيس جو بايدن عن بعض المعارضة لأعمال السعودية الخبيثة في اليمن، لكن معظم اليمنيين لا يرون سوى فرصة ضئيلة في أن يأتي عام 2021 بتغييرات إيجابية من قبل بايدن بالنظر إلى الواقع الجيوسياسي الحالي في الشرق الأوسط.

يتضمن هذا الواقع قدسية العلاقة الأمريكية مع إسرائيل، والأموال السعودية، وحمى التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل التي تجتاح الشرق الأوسط، وربما الأهم من ذلك, الهوس المستمر من الإدارات الأمريكية المتزامنة ومن الرياض وأبو ظبي بمحاولة احتواء ما يسمى بـ “النفوذ الإيراني” في الشرق الأوسط وربط الحرب في اليمن بهذا الجهد.

بغض النظر عمن يقف وراء الانفجارات الأخيرة في عدن، هناك علامات واضحة على التصعيد، مما يعني أن الحرب في اليمن ستستمر على الأرجح في التصعيد في عام 2021 وأن المزيد من اليمنيين سوف يفقدون حياتهم، وسيزداد عدد النازحين داخلياً، وستستمر الأوبئة بالانتشار بلا هوادة.

كما سيتم تدمير المزيد من المدن والمستشفيات والمدارس، وتترك ملايين العائلات التي لا حول لها ولا قوة دون أي وسيلة لكسب لقمة العيش.

على الرغم من وجود دعوات دولية لإنهاء الحرب على اليمن فضلاً عن المحادثات غير المباشرة بين الحوثيين والسعودية، إلا أن القليل منهم يأمل في أن يتمكنوا من إنهاء الحرب اليمنية المريرة في عام 2021.

رداً على استمرار الحرب والحصار، هدد الجيش اليمني المتحالف مع الحوثيين، والذي يمتلك في ترسانته زوارق مائية عسكرية متطورة، ناقلات النفط السعودية على البحر الأحمر في سياق حملة عسكرية أطلقها قبل شهرين في محاولة منها الضغط على الرياض لإنهاء حربها المدمرة.

* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.