بقلم: نيلا بيلر (صحيفة “ليزيكو – les Echos” الفرنسية– ترجمة: وائل حزام، الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

مع الاتفاقيات الابراهيمية، أظهر الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، نفسه بأنه صانع سلام في الشرق الأوسط.

فقد قامت الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان ومؤخرا المغرب بتطبيع علاقاتها مع الدولة اليهودية.

إذا ما الذي تتوقعه إسرائيل مع وصول جو بايدن إلى السلطة.

لقد كانت مصر في العام 1979 والأردن في العام 1994, ومن ثم ها هي دفعة كبيرة من الدول العربية في العام 2020 تعلن تطبيعها مع إسرائيل،  الامارات العربية المتحد والبحرين والسودان.

وفي الشرق الأوسط، هناك المزيد والمزيد من الدول العربية التي ستبرم مع إسرائيل معاهدات التطبيع.

وقد أشرفت الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب على الاتفاقات الابراهيمية بين إسرائيل وجيرانها.

إن هذه الاتفاقيات تمثل تغييرا كبيرا في توزيع السلطة في غرب آسيا, وبدون شك، كانت العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية موجودة بالفعل وبشكل غير رسمي، إلا انها تمثل ضربة كبيرة في المنطقة، ويعد ذلك انتصارا سياسيا لرئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتياهو ودونالد ترامب، وكلاهما يعتبران انفسهما بأنهما “صانعو السلام” .

اذا، هل سيحاول الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، التراجع بشكل منهجي عن كل ما أنجزه سلفه؟ فمع وصول الرئيس جو بايدن إلى السلطة، اليك كيف يمكن أن تنقلب التوازنات في المنطقة.

1-    فرص العمل، ولكن ليس فقط:

بالنسبة للاماراتيين، الذين لا يخفون طموحاتهم، فان اتفاقات ابراهيم، تمثل مكاسب اقتصادية مفاجئة: فقد ذهب 60 الف إسرائيلي في إجازة إلى دبي هذا الشتاء- وعلى صعيد البلد ليس هذا تافها – كما تم التخطيط أيضا لإجراء تبادلات في مجال التكنولوجيا الفائقة, وذلك دون احتساب الجانب العسكري والاستراتيجي.

كما أن الامارات بصدد الحصول من الولايات المتحدة الأميركية على أسلحة قوية، كانت مرفوضة من قبل أن تمنح لدول الخليج “مقاتلات F-35 وطائرات بدون طيار، وطائرات الحرب الالكترونية من  طراز EA-18G Growler.

للإماراتيين والإسرائيليين عدو مشترك: ايران والإخوان المسلمين وهذا هو الحال أيضا بالنسبة للبحرين.

وحتى أواخر الستينيات، كان الدولة الفارسية لا تزال تعتبر هذه المملكة الخليجية الصغيرة المقاطعة الرابعة عشرة لإيران.

وبالنسبة لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتياهو، فهو يعتبر ايران العدو الأول لإسرائيل؛ وكما القول المأثور “أعداء اعدائي هم أصدقائي” فهذا ينطبق مرة أخرى في الشرق الأوسط.

2-    إسرائيل تحد من عزلتها في المنطقة

إن تطبيع العلاقات مع الامارات والبحرين والمغرب يعد إنجازا حقيقيا للإسرائيليين, وقد تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بإستراتيجية “الجدار الحديدي”، والتي في نهاية المطاف ستقنع قوة الدولة العبرية جيرانها بأنه ليس لديهم خيار سوى الاعتراف بوجودها.

يقول المؤرخ المتخصص في الشأن الإسرائيلي والعلاقات الدولية، فردريك شيلو: “على عكس مصر والأردن، يقترح شركاء إسرائيل الجديد علاقة أكثر دفئا بين البلدان”.

وبالفعل، فان دول الخليج الأخرى على حد سواء بعيدة عن القدس والأراضي المحتلة والقضية الشائكة للاجئين الفلسطينيين.

3-   صفقة القرن: لا تزال على أهبة الاستعداد

عندما كان الرئيس الأميركي لا يزال في حملته الانتخابية، كان يفتخر بأنه افضل “صانع صفقات” في العالم.

ومع الاتفاقيات الابراهيمية، ارتفعت شعبية الرئيس الأميركي دونالد ترامب بين المسيحيين الانجيليين، وهم جزء مهم من قاعدته الانتخابية. ومن ناحية أخرى، تبين أن ما تسمى بـ “صفقة القرن”، التي اعلن عنها في يناير 2020، لتحقيق السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، قد فشلت.

وخلال جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ قال أنتوني بلينكين، وزير الخارجية في حكومة الرئيس المنتخب جو بايدن، أن “الولايات المتحدة الأميركية لن تتراجع عن قرارها المثير للجدل بالاعتراف بأن القدس عاصمة إسرائيل”.

4- يشعر الفلسطينيون بالخداع:

ومن جانبه، يقول فردريك سيلو “من المثير للاهتمام أن نلاحظ بأن القضية الفلسطينية لم تعد عقبة امام التقارب بين إسرائيل والعالم العربية، مما يثير استياء هذا الشعب.

كما أن السلطة الفلسطينية ادانت الاتفاقيات الابراهيمية، وقالت بأنها خيانة في الوقت الذي وصفت تلك الاتفاقيات بـ”الحقيرة”.

يوضح فردريك شيلو، أن “أولوية الرئيس الأميركي الجديد لن تكون على الأرجح اقتراح اتفاقية سلام جديدة، فقط استئناف الحوار مع رام الله، واستعادة الثقة “.

ومع ذلك، يعتقد الرئيس الأميركي جو بايدن، أن النتيجة الوحيدة القابلة للتطبيق فيما يخص الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني هي “حل الدولتين”، وذلك كما صرح وزير خارجيته انتوني بلينكين خلال جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ.

5-   من المتوقع مزيد من التطبيع:

مما لا شك فيه أن إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن ستركب الموجة وتقترح توسيع الاتفاقيات الابراهيمية إلى دول أخرى.فقد كان الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب قد وعد بمزيد من الضربات المثيرة قبل نهاية ولايته، ولكن لن ينجح أي شيء على هذا الصعيد.

يعتقد الخبراء أن اندونيسيا ستنظم إلى الركب، فهي رمز قوي، حيث أن الأرخبيل هي أكبر دولة إسلامية في العالم.

وكما يقول فردريك شيلو، فأنه “من المتوقع أن تغلق عمان والسعودية الحظر المفروض على دول الخليج؛ أما بالنسبة للجزائر وتونس، فليس هناك شك بعد “.

* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.