السياسية :

الكاتب: جيوفاني روسونيلو*

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن وعد في احتفال كبير في مبنى الكابيتول أمس بطي الصفحة عن عصر الحقد، متحدثاً من نفس المكان حيث اقتحم حشد من أنصار الرئيس السابق الكونغرس قبل أسبوعين فقط في محاولة دموية لقلب نتائج الانتخابات.

وقال بايدن: “تمت الاستجابة لإرادة الشعب. لقد تعلمنا مرة أخرى أن الديمقراطية ثمينة، وأن الديمقراطية هشة. وفي هذه الساعة، يا أصدقائي، سادت الديمقراطية”.

ثم بدأ بايدن العمل، ووقع 17 أمراً تنفيذياً ومذكرة وإعلاناً أمس، مما قلب المسار السريع لعدد من الإجراءات المميزة لسلفه دونالد ترامب. فقد أوقف بايدن بناء جدار على طول حدود المكسيك. وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستنضم إلى اتفاق باريس للمناخ.

كما وقع أمراً بشأن السياسة البيئية يبدأ في عكس عدد من السياسات البيئية التي تم سنها في ظل إدارة ترامب، بما في ذلك إلغاء تصريح خط أنابيب “كيستون أكس أب” Keystone XL النفطي القادم من كندا.

وأثناء توقيعه على الأوامر، صاغها بايدن كدفعة أولى من عمل أكبر بكثير يتعين القيام به في الأشهر المقبلة. وقال إن هذا العمل سيكون استجابة أولاً وقبل كل شيء لأزمة وباء كورونا، لكنه سيركز بشكل أساسي على مهمته الأوسع وهي “إعادة بناء العمود الفقري للبلاد، الطبقة الوسطى. ولذا سيكون هناك الكثير من التركيز على ذلك”.

وقالت الصحيفة إن صورة بايدن وهو يرتدي القناع، وهو جالس في المكتب البيضاوي ويتحدث بنبرة مدروسة عن أهداف سياسته، قدمت تناقضاً صارخاً مع سلفه – تماماً كما كان نداؤه الافتتاحي للوحدة والمصالحة يتناقض مع التصريحات العدائية التي أدلى بها ترامب، من الكابيتول قبل أربع سنوات، عندما دعا إلى إنهاء “المذبحة الأميركية” في سنوات حكم سلفه باراك أوباما.

وعلى غرار بايدن، انشغل مجلس الشيوخ فور انتهاء حفل الافتتاح. وتم تغيير ملكية الغرفة رسمياً أمس، بعدما أخذ العضوان رافائيل وارنوك وجون أوسوف مكانهما كأول عضوين ديمقراطيين في مجلس الشيوخ عن جورجيا منذ 16 عاماً، وتولى أليكس باديلا المقعد الذي أخلته نائبة الرئيس كامالا هاريس (التي أدت القسم للثلاثة).

ومثّل وصول أعضاء مجلس الشيوخ الثلاثة الجدد وهاريس، كرئيس رسمي للمجلس والـ101 صوت بداية الأغلبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ.

وفي واحدة من أولى أعمال السناتور تشاك شومر كزعيم للأغلبية، توصل أعضاء مجلس الشيوخ إلى اتفاق لتسريع تعيين أفريل هاينز كمديرة للاستخبارات الوطنية في إدارة بايدن. وبعد تأكيد تعيين هاينز، يتجنب بايدن أن يصبح أول رئيس في الذاكرة الحديثة يبدأ فترة ولايته من دون أن يتولى على الأقل بعض وزارته، لكنه لا يزال في موقف نادر يتمثل في الاضطرار إلى انتظار تأكيد تعيين وزير دفاعه ومسؤولي الأمن القومي الآخرين.

* المصدر : الميادين نت
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع