الخميس في جنيف تبدأ وساطة الأمم المتحدة في حرب اليمن. إنها أول محادثة بين الطرفين منذ عامين. وتوقعات نجاحها منخفضة.

بقلم: مارتن جيلين

برلين (صحيفة “لوتسيرنر تسايتونج” الألمانية، ترجمة: نشوى الرازحي-سبأ)-

قتلى وجرحى بعشرات الآلاف، مجاعة وكوليرا، مدن مدمرة وتنظيم قاعدة أقوة من أي وقت مضى..ثلاث سنوات ونصف من الحرب الأهلية في اليمن، حولت البلاد الواقعة على الطرف الجنوبي في شبه الجزيرة العربية إلى منطقة كوارث. فمن الناحية العسكرية، توصل الخصوم إلى طريق مسدود، إذ لم يتغلب أي منهما على الآخر حتى الآن.

يسيطر الحوثيون المدعومون من إيران “حسب وصف الكاتب “على العاصمة صنعاء وأجزاء مهمة من الشمال. ويسيطر خصومهم المتحالفون مع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على المناطق الجنوبي وعلى رأسها مينائي عدن والمُكلا. ومحاولة الحلفاء انتزاع الحديدة من الحوثيين، أهم ميناء على البحر الأحمر، واقفة عند أبواب المدينة.

والآن غداً، يريد المفاوضون من كلا الجانبين الاجتماع مرة أخرى للمرة الأولى منذ أغسطس 2016. ففي ذلك الوقت، جلسوا على طاولة المفاوضات  في الكويت لمدة 108 يوما، قبل أن ينتهي كل شيء دون نتيجة.

مهمة صعبة:

بعد عامين، هاهو وسيط الأمم المتحدة الجديد مارتن غريفيث يريد وصل خيوط المحادثة الممزقة – هذه المرة في جنيف. فهذه المهمة الصعبة، التي تنتظر الرجل البالغ من العمر 67 عاما قرأنا عنها في آخر تحليل للأمم المتحدة بشأن اليمن. فقد ورد في نصه: “لقد توقفت الدولة عن الحياة…لقد تفككت الدولة إلى العديد من المناطق المتحاربة التي بات من الصعب للغاية إعادتها لتصبح دولة واحدة.”

لأن الحرب هي معركة بين القوى الإقليمية السعودية وإيران، “حسب وصفه” وصراع له جذور عميقة في اليمن. دخل الحوثيون حربا مع الحكومة في العاصمة صنعاء ست مرات في السنوات 2004-2010 لأنهم شعروا بالتمييز ضدهم من قبل الحكومة المركزية.

بعد الربيع العربي لعام 2011، حدثت أول حركة في هذا الصراع الدائم – وكانت في البداية جيدة بالنسبة لمطالب الحوثيين. ولكن يتعين أن يُنشئ الدستور الجديد نظاما فيدراليا من شأنه أن يحقق قدر أكبر من العدالة بين الأقاليم. لكن لم يتفق المشاركة عليه مرة أخرى. وفي سبتمبر 2014، انفجر غضب قيادة الحوثي. وجماعتهم القبلية تمثل ثلث السكان. وقد أمرت محاربيها بغزو صنعاء وهم من أشعل الحرب الأخيرة، التي بحسب ما توصلت إليه الأمم المتحدة، تسبب في ارتكاب الطرفين انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان.

وهكذا تبدأ جولة الوساطة الأولى هذه في جنيف بتوقعات منخفضة للغاية. قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن الهدف هو استكشاف مدى جدية الأطراف المتحاربة من خلال بدء مفاوضات حقيقية. يريد مارتن غريفيث أن يبدأ مهمته بمواضيع مثل تبادل الأسرى ووضع مدينة الحديدة، التي يتم عبرها الإمداد بالمواد الغذائية.

ففي حوزة الحوثيين 3 آلاف أسير والتحالف السعودي في حوزته حوالي 5 آلاف أسير.

قالت رندا سليم، الخبير في معهد الشرق الأوسط في واشنطن العاصمة وعضو فريق التفاوض السابق التابع للأمم المتحدة لعام 2016: “يمكن أن يساعد تبادل الأسرى في إعادة خلق ثقة كبيرة.”. ولكنها ترى أن الرغبة في سلام حقيقي منخفضة حيث قالت:”لقد أسس قادة كلا المعسكرين أنفسهم في هذه الحرب. وقد استفاد كلاهما من اقتصاد هذه الحرب جيدا.”