بقلم: باتريك وينتور

(صحيفة “الغارديان”البريطانية- ترجمة:انيسة معيض, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

قال مسؤول رفيع في المجال الإنساني أن تصنيف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للحوثيين كجماعة إرهابية أجنبية سيمنع الغذاء والمساعدات الأخرى من دخول اليمن والذي من المرجح أن يؤدي إلى مجاعة على نطاق لم نشهده منذ 40 عاما.

دعا مارك لوكوك، المدير العام لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى الغاء القرار، قائلاً إن تكلفة الغذاء من المرجح أن ترتفع بنسبة تصل إلى 400٪ وهو ما يفوق قدرة العديد من وكالات الإغاثة.

إن تصنيف مايك بومبيو للحوثيين المعروفين أيضاً باسم أنصار الله كمنظمة إرهابية أجنبية، قد تسبب في احتجاجات في أوساط المنظمات غير الحكومية التي تشعر بالقلق من أن ذلك سيجعل من المستحيل عليهم إرسال الغذاء وغيرها من المساعدات إلى اليمن.

وفي خطاب ألقاه أمام الأمم المتحدة, تنبأ لوكوك, وهو أول مسؤول في الأمم المتحدة يدعو إلى إلغاء التصنيف الأمريكي، بحدوث كارثة, قائلاً إن التجار الذين يعملون في المجال التجاري في اليمن كانوا يتجنبون بالفعل توفير الطعام لأن المخاطر كانت عالية للغاية.

كما أن اليمنيين يتزاحمون في الأسواق والمتاجر لتخزين ما يستطيعون, وتشعر العائلات بالرعب من عدم وصول المزيد من الطعام أو الإمدادات الأخرى إلى البلد.

يعتمد اليمن على استيراد  90٪ من الغذاء، وكل ذلك تقريبا من خلال المنافذ التجارية، كما أن وكالات الإغاثة أعطت اليمنيين قسائم أو أموالا لشراء الأغذية المستوردة تجاريا, مشيراً إلى أن وكالات الاغاثة لا تستطيع – ببساطة – أن تحل محل نظام الاستيراد التجاري.

وقال لوكوك: “الشركات اليمنية التي تجلب معظم المواد الغذائية تستخدم كلمات مثل كارثة ودمار ولا يمكن تصوره، عندما يصفون لنا ما يخشون حدوثه.

“منذ سنوات، كانت هذه الشركات تجتاز الجبال للحفاظ على سلاسل التوريد العالمية التي تتجنب المخاطر, بما في ذلك الموردين والبنوك وشركات التأمين وخطوط الشحن.

ويقوم بعض الموردين والبنوك وشركات الشحن وشركات التأمين بالاتصال بشركائهم اليمنيين ويقولون إنهم يخططون الآن للابتعاد تماماً عن اليمن, نظراً لكون المخاطر كبيرة للغاية.

إنهم يخشون الوقوع بشكل عرضي أو خلافاً لذلك، في الإجراءات التنظيمية الأمريكية مما قد يؤدي ذلك الى إقصائهم من العمل أو التعرض للسجن.

يقول بعض الموردين والبنوك وشركات الشحن وشركات التأمين اليمنيين إنهم يأملون في الاستمرار, وإذا استطاعوا الاستمرار يقولون إن أفضل تقدير لديهم هو أن التكاليف يمكن أن ترتفع بنسبة 400٪ , وهذا سيجعل الاستمرار في ممارسة الأعمال التجارية مكلفاً للغاية بالنسبة للعديد من المستوردين.

أن نظام الإعفاء المقترح لوزارة الخارجية الأمريكية لن يعمل: “هذه التراخيص غير موجودة بعد ووكالات الإغاثة ليس لديها تفاصيل مؤكدة حول كيفية عملها أو الأنشطة التي ستكون منوط بها, والتفاصيل على ما يبدو لن تكون جاهزة حتى يوم بدء سريان هذا التصنيف في 19 يناير.

كما أن التراخيص والإعفاءات للوكالات الإنسانية لن تحل المشكلة لأن الوكالات الإنسانية ليست هي التي تستورد معظم المواد الغذائية.

وأكد أنه لا يسعى للتشكيك في النية وراء قرار بومبيو، ولكن وراء تأثيره.

إن التقدم في دخول وكالات الإغاثة كان محدوداً وكان النداء الإنساني للأمم المتحدة بشكل عام يعاني من نقص التمويل وهذا ادى إلى أن القليل من اليمنيين تلقوا مساعدات خلال العام الماضي.

ينفذ بومبيو سياسة الأرض المحروقة في أيامه الأخيرة، حيث كان معظمها موجهاً لإيران، في محاولة لجعل من الصعب على الإدارة القادمة التوصل إلى تسوية من خلال التفاوض مع طهران, فهو مقتنع بأن الحوثيين موجهون من إيران.

واختتم لوكوك حديثه بتحذير الأمم المتحدة من أن التأثير الإنساني المحتمل لقرار الولايات المتحدة سيكون “مجاعة واسعة النطاق على نطاق لم نشهده منذ ما يقرب من 40 عاماً, هل ستمنع التراخيص والإعفاءات لوكالات الإغاثة  تلك المجاعة؟ الجواب: لا, الحل الوحيد هو إلغاء القرار.

وأكد كلا من مارتن غريفيث، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، ومنسق الغذاء في الأمم المتحدة، ديفيد بيزلي، ما قاله لوكوك، داعيا الولايات المتحدة إلى إعادة التفكير في التصنيف.

قال بيزلي: “نحن نكافح الآن بدون التصنيف, ومع التصنيف، سيكون الأمر كارثياً, وسيكون حرفياً حكماً بالإعدام لمئات الآلاف، إن لم يكن الملايين من الأبرياء في اليمن “.

وقال غريفيث: “سيسهم القرار في احتمالية حدوث مجاعة في اليمن ويجب إلغاؤه بناءً على أسس إنسانية في أقرب فرصة”.

* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع.