أمريكا .. وزوال نظام أحادي القطب
السياسية:
كتب: المحرر السياسي
منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1990 وبروز نظام القطب الواحد، شرعت الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال املاءاتها على دول العالم فيما يجب أن يكون وما لا يكون ونوعية الأنظمة السياسية التي يجب أن تسود في العالم وأسس العمل الديمقراطي وقضايا حقوق الإنسان وحرية الرأي من وجهة النظر الأمريكية.
سعت الولايات المتحدة في فرض رؤاها ووجهة نظرها في كل شيء وعممتها على العالم معتقدة أن الرؤية الأمريكية هي الرؤية المثالية التي يجب أن تسود.
عاثت أمريكا في قارات العالم ودوله فساداً وتدخلت في كل شيء واستغلت خيرات الدول وثرواتها لصالحها حتى حلفائها في أوروبا الغربية لم يسلموا من ذلك، عندها شعر العالم بفداحة انهيار الاتحاد السوفيتي وزوال حلف وارسو الذي كان المعادل الطبيعي للنظام الأمريكي وحلف شمال الأطلسي، وبدأ العالم يعيش تداعيات الآثار الكارثية لذلك الانهيار وشرع في البحث عن معادل لأمريكا.
لكن الشيء المؤسف أن القطب الآخر الذي على ما يبدو أنه سيكون من الصين وروسيا ما يزال في طور التشكل والعالم يراقب ذلك بلهف لأنه سيكون المعادل الطبيعي لسيطرة أمريكا على العالم.
شاءت الأقدار أن يأتي رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية اسمه دونالد ترامب وبرؤيته السياسية المتناقضة ألحق الضرر ببلاده بما لم يستطيع العالم كله أن يفعله بأمريكا وفرض أموراً كثيرة وقاسية على حلفاء أمريكا في أوروبا الغربية كألمانيا وفرنسا وبقية دول أوروبا.
تعامل ترامب مع بقية دول العالم بدونية وكبرياء، وهدد العديد من دول العالم بالاجتياح العسكري إذا لم تنصاع لإملاءات أمريكا وهو ما أبرز الوجه المتوحش للولايات المتحدة وأظهر الصورة القبيحة للإدارات الأمريكية والتي عمل رؤساء أمريكا السابقين على إخفائها.
وأخيراً جاءت الانتخابات الأمريكية لتكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير وعرف العالم بموجب ذلك حقيقة الانتخابات الأمريكية وزيف النظام الديمقراطي والانتخابي الأمريكي.
وقف العالم يتابع ذلك مبهوراً ومتشفياً بدولة ألحقت الضرر بمعظم سكان الأرض، القنابل والصواريخ الأمريكية ما تزال ماثلة للعيان في معظم دول العالم خاصة في منطقة الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، والجمهورية اليمنية أحد تلك الدول التي اكتوت بنيران السلاح الأمريكي بشكل مباشر وغير مباشر حيث استشهد آلاف اليمنيين بالسلاح الأمريكي.
واليوم يأتي وزير خارجية هذه الدولة الاستعمارية الشريرة بومبيو ليقول للعالم إن وزارة خارجيته ستصنف أنصار الله كمنظمة إرهابية، لكن الشيء المفرح أن العالم كله وقف ضد هذا الهراء الأمريكي ولم يعد لأمريكا قول يجب طاعته.
سبأ