هل يمكن لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية أن يكون مستداما؟
بقلم: كارولين فينيت
(صحيفة “لا كروا – la Croix” الفرنسية – ترجمة: وائل حزام، الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)
موافقة السودان بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل تحت قيادة الولايات المتحدة الاميركية, وانضمام البحرين والإمارات العربية المتحدة إلى اتفاقات ابراهيم, يمكن لدول أخرى ان تحذو حذوها وتشكل جبهة مشتركة ضد إيران.
من هي الدول العربية التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل؟
وقعت السودان في 6 من الشهر الجاري على اتفاقات إبراهيم التي بموجبها توافق السودان على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل بعد تلقيها مساعدات بقيمة مليار دولار من الولايات المتحدة لسداد ديونها للبنك الدولي، لتنضم بذلك إلى صف البحرين والإمارات والمغرب.
وقبل ذلك بشهر، كانت الولايات المتحدة الأميركية قد حذفت بالفعل الخرطوم من قائمتها السوداء، من الدول المتهمة بتمويل الإرهاب.
يقول الباحث دافيد ريغوليه – روز، أن السودان باعتباره بلدا أفريقيا فهو يعتبر نفسه بلدا عربيا وعضوا في الجامعة العربية، كما أن السودان يعتزم “الخروج من وضعه كدولة منبوذة، ورفع العقوبات عنها وإعادة إدماج العالم العربي كله”.
ووفقا للباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والمرتبط بمعهد العلاقات الدولية والإستراتيجية (IRIS)، فإن الخرطوم تستجيب للضغوط الأميركية القوية والضغوط ” الودية ” من الإمارات التي تشارك بشكل كبير في عملية التحول الديمقراطي.
وبينما أشادت جميع الأطراف بالاتفاق الذي وصف بأنه “خطوة مهمة في اتفاقيات التطبيع في الشرق الأوسط”، إلا أنها لا تزال الاتفاقية معلقة في ظل غياب برلمان انتقالي للتصديق عليه.
وبقيادة جارد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب، من المتوقع أن تستمر حملة تطبيع العلاقات مع إسرائيل لتصل بذلك التطبيع مع عُمان واندونيسيا والمملكة العربية السعودية.
تعتبر الرياض للولايات المتحدة الاميركية قطعة من خيار الرئيس المنتهية ولايته ترامب الذي يحلم بضمها لاتفاقيات التطبيع قبل الـ 20 من يناير من الشهر الجاري.
ولكن يبدو أن اللعبة ليس جيدة.
يٌذكر دافيد ريغوليه – روز بالقول أن “الملك سلمان مرتبط تاريخيا بالقضية الفلسطينية ويعتبر نفسه مسؤولا عن خطة الملك الراحل عبد الله التي قدمها في العام 2002، والتي نصت على التطبيع بعد الاعتراف بدولة فلسطينية”.
إن التعامل مع إسرائيل هو دائما خط أحمر لا يجب تجاوزه بالنسبة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وعلى الأقل في الوقت الراهن.
ما الهدف المشترك الذي تسعى إليه هذه البلدان؟
تؤكد الخبيرة في السياسة الخارجية انيك سيزل، أن “تلاعبات القوة في المنطقة أعدت كما كان في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما، كما نعرفها اليوم”.
وان الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، تلاشى تدريجيا وفتح المجال أمام عدو مشترك اخر وهي : ايران.
كما أن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، هو المحرك الذي سرع من عملية التوقيع على اتفاقات إبراهيم وبدونه ربما كان سوف يستغرق ذلك وقتا أطول بكثير.
ما هو الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة في المستقبل؟
لقد لعبت الولايات المتحدة الأميركية دور المصمم الكبير للخريطة الجديدة للشرق الأوسط مع مواصلة فك ارتباطه العسكري.
ويهدف هذا الى تخليص نفسها أو الخروج من المستنقع العسكري بقدر ما يهدف الى استعادة القوات لتركيزها نحو هدف جديد وهو : منطقة المحيطين الهندي الهادئ والصين.
في الوقت الذي تعتزم فيه واشنطن ترك مفاتيح التبادلات الإقليمية للاعبين محليين فاعلين.
في الشرق الأوسط التطبيع بدون سلام:
تحذر انيك سيزل، انه “قد يٌعتقد أن هناك ديناميكية لم تعد بحاجة الى مساعدتهم, لكن الممول الكبير يبقى الولايات المتحدة الأميركية والتي هي، أيضا، الحامية الكبرى لإسرائيل”.
لا ينبغي وصول الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن الى السلطة أن يقود إلى انتكاسة في التقدم.
بل يمكن أن يكون للمحادثات التي بدأت أن تستمر, لكن الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، يٌعد بأن يكون أقل عطاء من سلفه مع السعودية وإسرائيل.
ويجب أن يأخذ حل المسألة النووية الإيرانية جزءا كبيرا من جدول اعماله الدبلوماسية, حتى لو كان ذلك يعني الإساءة لشركائه الإسرائيليين.
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.