3 طرق أمام بايدن لدفع سياسته الخارجية
يوجد أمام الرئيس المنتخب بايدن ثلاث طرق لدفع بسياسته الخارجية على الرغم من "العراقيل" و "الحواجز" من البنتاغون في عهد ترامب
بقلم: بوني كريستيان
(موقع””Business Insider الأمريكي- ترجمة: انيسة معيض, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)
سيتولى الرئيس المنتخب جو بايدن منصبه وسيكون أمامه سلسلة من التحديات في ما يخص السياسة الخارجية في جميع أنحاء العالم.
لم يحقق نهج التأسيس نجاحا كبيراً في حل هذه التحديات، لكن يمكن لبايدن أن يعمل بشكل أفضل من خلال جعل الدبلوماسية الحذرة على مستوى العمل مركز السياسة الخارجية للولايات المتحدة، ويجب أن يبدأ على الفور.
لم يتبق سوى أيام قليلة على تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن, وبحسب ما ورد واجه فريقه الانتقالي “عراقيل” و “حواجز” من المسؤولين المغادرين في البنتاغون, الأمر الذي قد يبطئ بداية عمل الإدارة الجديدة للسياسة الخارجية.
هذا التأخير المحتمل يجعل الأمر أكثر أهمية بالنسبة للفريق القادم, أن يكون لديه خطة قوية ومستقرة لأجندة بايدن في مسائل الحرب والسلام والدبلوماسية والدفاع, و فيما يلي ثلاث خطوات أولى:
- وضع الاستراتيجيات وتحديد الأولويات:
يجب أن تبدأ إدارة بايدن بتطوير إستراتيجية كبرى واقعية ومتماسكة للسياسة الخارجية الأمريكية.
وهذا يعني تحديد المصالح الوطنية الحيوية وتمييزها عن مجرد ما يفضله الآخرين من سلوك, ما الذي نحتاجه بالفعل للبقاء كأمة؟ ما هي الأولويات وما هي التفاصيل؟
بالنظر إلى حالة الحرب الدائمة لدينا، تتطلب مثل هذه الإستراتيجيات تقييماً رصيناً لما يمكن أن يحققه التدخل العسكري الأمريكي في شؤون الدول الأخرى – ليس ما نريده ان يتحقق، ولكن ما يظهره السجل التاريخي.
يجب أن يفضي المسار الكئيب للعقود السبعة الماضية (كوريا وفيتنام ومختلف العمليات العسكرية والسرية الأصغر) وحقبة ما بعد 11 سبتمبر على وجه الخصوص (أفغانستان والعراق وليبيا والصومال وسوريا واليمن) الى مزيد من ضبط النفس في نهج المستقبل.
إن السياسة الخارجية العسكرية أولاً لم تخدمنا جيداً، ولم تحقق الفوائد العديدة الموعودة لسكان الدول التي قاتلنا فيها.
يجب أن تتزامن البراغماتية الواضحة والمعارضة المبدئية لخوض الحرب المتهورة وغير الخاضعة للمساءلة في استراتيجية جديدة للشؤون الخارجية الأمريكية.
- إنهاء الحروب الأبدية تماماً:
ان التخطيط الاستراتيجي يتطلع إلى المستقبل، لكن بايدن يحتاج أيضاً إلى معالجة التشابكات الحالية في الخارج.
إنما يُحسب له أن وعد “بإنهاء الحروب الأبدية في أفغانستان والشرق الأوسط، والتي كلفتنا دماء وأموالاً لا حدود لها وإنهاء دعمنا للحرب التي تقودها السعودية في اليمن”.
ما يضعف مصداقيته، انه يعتزم ترك مجموعة صغيرة من القوات الأمريكية في أفغانستان إلى أجل غير مسمى، مما يمثل خطراً دائماً وغير مقبول لعودة التصعيد.
كما ان بايدن أيضاً فشل في اختيار الموظفين الذين يشاركونه رؤيته لإنهاء هذه الحروب.
اختياره لوزير الدفاع ووزير الخارجية ومستشار الأمن القومي ومدير المخابرات الوطنية، جميعهم لديهم سجلات من حقبة أوباما وهم أكثر تشدداً من الآخرين لديه.
إن قائمة المستشارين هذه ستجعل من الصعب على بايدن الوفاء بتعهده بإخراج الولايات المتحدة من هذه الصراعات.
إنه سيحارب ليس فقط الجمود الهائل لأكبر بيروقراطية في العالم والكونغرس المعادي للسلام بقوة ولكن أيضاً إرادة أقرب مستشاريه.
من غير المرجح أن يدفع هذا الفريق بايدن إلى الخطوة الإضافية المطلوبة للانسحاب العسكري الأمريكي الكامل من الشرق الأوسط الكبير، بما في ذلك أفغانستان.
3- التمحور حول الدبلوماسية الواقعية
إن تأثير الابتعاد عن التدخل العسكري كوسيلة رئيسية لانخراط الولايات المتحدة مع العالم لا يحتاج إلى التحول إلى الانعزالية.
على العكس من ذلك، يجب أن تُبنى سياستنا الخارجية على تفاعل متبادل المنفعة مع البلدان الأخرى، وهو ما يعني بالنسبة للمواطنين العاديين التجارة والسفر وبالنسبة لحكومتنا تعني الدبلوماسية.
يتمثل التحدي الرئيسي لإدارة بايدن في الاستغناء عن الافتراضات القديمة الزائفة حول الدبلوماسية المستوطنة في واشنطن.
إن الدبلوماسية ليست مكافأة على حسن السلوك, إنها ليست شيئا نفعله فقط مع الحكومات الديمقراطية اللطيفة.
إنها ليست سريعة وليست من جانب واحد, إن رفض الحضور إلى طاولة المفاوضات إلا بعد تلبية مطالبنا كلها ليست دبلوماسية, إن هذا يعد نوبة غضب لا طائل من ورائها لقوة عظمى مخدوعة.
سيكون النهج الأكثر واقعية وصبراً للدبلوماسية أمراً حيوياً لأمن الولايات المتحدة في السنوات الأربع القادمة وما بعدها.
المطالب الجامحة والمتطرفة لن تجعلنا جيدين على الاطلاق مع إيران وكوريا الشمالية.
إن الخنوع الغريب للديكتاتوريين المقترن برسوم التخريب الذاتي وسحب المعاهدات لن يحسن علاقات الولايات المتحدة مع الصين وروسيا.
الإهانات العلنية لن تجعلنا محبوبين لدى حلفائنا الغربيين ولن تغريهم بتقاسم العبء الذي كان من المفترض أن ينتج عن الإهانات.
يمكن لبايدن ويجب عليه أن يعمل بشكل أفضل من خلال جعل الدبلوماسية الحذرة على مستوى العمل مركز السياسة الخارجية للولايات المتحدة اعتباراً من عام 2021 فصاعداً ويجب أن يبدأ في الحال.
*بوني كريستيان: زميلة في Defense Priorities ومحررة مساهمة في صحيفة “The Week” وكاتبة عمود في Christianity Today.