بقلم: باتريك أنجفين

رين, 11 يناير 2021(صحيفة “ويست فرنس- Ouest-France” الفرنسية – ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

صورة جميلة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وهو يرحب بأمير قطر الشيخ  تميم عند وصوله لمطار مدينة العلا بالمدينة المنورة, وذلك لحضور وقائع افتتاح قمة دول مجلس التعاون الخليجي الست وتوقيع اتفاق «التضامن والاستقرار» الذي لا تُعرف تفاصيله، ربما لأنه لا يحتوي على شيء…

ما من مشكلة, فقد شهدت مدينة العلا إنهاء السعودية وحلفاؤها الإمارات العربية المتحدة والبحرين, ثلاث سنوات ونصف من الحرب الباردة مع قطر، على نحو يرضي الأطراف المحايدة في الأزمة الخليجية والمتمثلة في سلطنة عمان ودولة الكويت.

كما وقد أعلنت الرياض عن إعادة فتح كامل لحدودها البرية مع الدوحة, بالإضافة إلى فتح مجالها الجوي على الفور أمام الرحلات الجوية التابعة للخطوط الجوية القطرية.

تعود أحداث الأزمة الخليجية إلى 5 يونيو 2017، عندما شرعت الرياض بقيادة الأمير محمد بن سلمان على فرض حظراً طائشاً ضد جارتها الصغيرة وغير المطيعة بالقدر الكافي.

فقد عمدت الرياض إلى إغلاق الحدود البرية والمجال الجوي، كما شنت حملات تشهير على شبكة الإنترنت، وهجمات  إلكترونية سيبرانية، إلى آخر ذلك، بل وقد وصل بها الحال إلى اختراق قناة شبكة المعلومات الرياضية (BeIN) ذات الشهرة العالمية.

كان الدافع وراء الموقف السعودي يكمن في رفض قطر الانحياز إلى صف موقف متشدد ضد العدو الإيراني، فضلاً عن الدعم المزعوم الذي توليه الدوحة للجماعات الإرهابية.

والواقع أن الإمارة الصغيرة تتحمل ثمن تبعات استقلالها وخاصة اختيارها لمرافقة الجهات الفاعلة، بما في ذلك تيار الإسلاميين في الانتفاضات العربية الشعبية العارمة التي شهدتها المنطقة في العام 2011، والتي أثارت فزع الأمير محمد بن سلمان ومعلمه الإماراتي، محمد بن زايد.

كانت فكرة فرض الحظر بمثابة المهزلة, فدولة قطر الغنية بالفعل متربعة على أكبر حقل للغاز, وبهذا عززت من قوتها.

كما تمكنت من التحليق بطائراته عبر الأجواء الإيرانية،  واليوم من المرجح خسارة إيران 100 مليون دولار سنوياً بعد فتح الأجواء العربية أمام الطيران القطري، بعدما كانت تستفيد مسبقا من فتح أجوائها أمام الخطوط الجوية القطرية.

تمكنت الدوحة من النجاح في تنمية اكتفائه الذاتي من الغذاء، حتى ولو كان ذلك يعني جلب الآلاف من الأبقار إلى الصحراء.

وهكذا فقد خسر بن سلمان ونظيرة بن زايد اللذان لا حول لهم ولا قوة هذه المعركة.

لضخ الأمير محمد بن سلمان يده بدماء من خلال عملية اغتيال الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في مدينة اسطنبول التركية مطلع أكتوبر من العام 2018.

كما عمل ولي عهد أبو ظبي من جانبه على استغلال الحرب الاهلية الدائرة في اليمن لإقامة إقطاعيات ساحلية, حيث يتمتع هذا البلد بسواحل بحرية مطلة على البحر العربي جنوباً والبحر الأحمر شرقاً, كل ذلك كان بموافقة الرئيس الأمريكي ترامب المهووس بإيران.

وقبل أسبوعين من تسليم الرئيس الجديد المنتخب جو بايدن مقاليد الحكم في البيت الأبيض, تخلى بن سلمان وبن زايد عن الأمر.

* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.