جنوب اليمن، مسرح حرب الغاز
بقلم: أوليفييه بونيل
(موقع” فاتيكان نيوز- Vatican News” الفرنسي – ترجمة: أسماء بجاش – سبأ)
عملت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ دخولها في حيثيات الصراع الدائر في اليمن والذي أصبح على مقربة من نهاية العام السادس في اليمن في مارس القادم، على تركز جهودها الحثيثة في المناطق الجنوبية من البلد, وذلك من أجل فرض سيطرتها على موارد الطاقة.
وبالرغم من الحرب الأهلية التي مزقت البلد، كان هناك صراع داخلي بين الجهات الفاعلة المفترضة من نفس المعسكر.
وللحصول على صورة أوضح لهذا الصراع المدمر الذي ألقى بظلاله على هذا البلد الذي يجمع بين الخصائص الاقتصادية والقبلية والجغرافيا السياسية، يسلط الباحث فرانك ميرميير، من المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي CNRS”” والمتخصص في الشأن اليمني, الضوء على مجريات الأحداث.
لا تزال الحالة الأمنية السائدة في المناطق الجنوبية من اليمن مزعزعة وغير مستقرة.
إذ استؤنف النشاط في مطار عدن في 3 يناير الجاري بعد أربعة أيام من الهجوم الدموي الذي استهدف المطار والذي أسفر عن مقتل 26 شخصا.
كان هذا الهجوم موجهة ضد أعضاء حكومة الوحدة الوطنية الجديدة التي تم تشكيلها في 18 ديسمبر في المملكة العربية السعودية.
ومن المفترض أن تضع هذه الحكومة حداً لتيارات المتعددة والمختلفة والتي تتشارك في عدو واحد والمتمثل في الحركة الحوثية الشيعية التي تتلقى الدعم من إيران والذين يسيطرون اليوم على المناطق الشمالية من البلد.
ومن بين الخصائص المميزة لهذه الحرب المفجعة التي يدور رحاها في هذا الجزء من العالم والذي عمل على تمزيق البلد, أنه لا وجود لجبهتان تواجه كل منهما الأخرى، بل هناك عدد كبير من الجهات الفاعلة التي تلعب دوراً خاصاً بها، وهو ما يجعل الموقف الجيوسياسي بالغ التعقيد.
حرب داخل الحرب:
ولكن وراء الوحدة التي تم عرضها بين أنصار الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف به من قبل المجتمع الدولي وأعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي، يكمن وجود حرب داخل الحرب: حرب من أجل فرض السيطرة على موارد الغاز الطبيعي في البلد.
أحد المواقع الذي يعتبر رمز لهذه التوترات على وجه الخصوص، يكمن في محطة تسييل الغاز في بلحاف التابعة لمحافظة شبوة والواقعة في الجهة الجنوبية الشرقية من اليمن, حيث بدء العمل في هذه المحطة منذ العام 2009 من قبل مجموعة توتال الفرنسية.
وفي الوقت نفسه، تعتمد الدولة اليمنية على موارد الغاز الأساسية هذه للبقاء واقفة على قدميها.
قبل اندلاع الصراع كان مشروع تسييل الغاز في محطة بلحاف يشكل 45% من عائدات البلد من الضرائب.
أما اليوم، وبسبب الصراع، فإن الموقع في حالة جمود، حيث لم يعد يمد سوى الكهرباء بصورة رمزية لبعض القرى المجاورة.
ويقع المصنع حاليا تحت سيطرة دولة الإمارات التي أصبحت خلال السنوات الأخيرة لاعبا رئيسيا في حيثيات الصراع الإقليمي الدائر في البلد, حيث تعتبر أبو ظبي جزء من منظومة التحالف العربي العسكري السُنّي المناهض للحركة الحوثية والذي بدء أولى عملياتها العسكرية في الصراع الدائر في اليمن أواخر مارس من العام 2015.
واليوم تلعب دولة الأمارات دوراً رئيسياً في السيطرة على المناطق الجنوبية، سواء في بلحاف أو في ميناء عدن، المدينة الرئيسية في الجنوب والعاصمة المؤقتة للبلد, حيث تمتلك أبو ظبي ميليشيات مسلحة, عملت على تدريبها والإشراف عليها من خزينتها الخاصة.
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع.