الدول الخليجية والتطبيع .. واقع مأزوم وتاريخ معيب
السياسية : المحرر السياسي
موسم التطبيع مع العدو الصهيوني وما رافقه من صخب إعلامي انتهى وذهب إلى غير رجعة وغير مأسوف عليه في محاولة يائسة من عملاء إسرائيل في المنطقة، خاصة الدول الخليجية لتزييف حقائق التاريخ والجغرافيا وطمس معالم الهوية العربية المقاومة، وإيجاد كيانات تعيش بغربة عن واقعهم وتاريخهم في عمل استخباراتي استعماري تم وضعه بعناية فائقة.
الأمر الغريب أن تٌبرز أنظمة تنتمي إلى العروبة والإسلام كالإمارات والبحرين والسعودية وجهها القبيح في هذا الظرف العصيب والحساس الذي تمر به الأمة العربية والقضية الفلسطينية بوجه خاص، وتحاول تلك الأنظمة أن تنسف تاريخ طويل من الصراع المشروع مع كيان استعماري صهيوني مغتصب لبلد عربي في فلسطين المحتلة وتذهب ذليلة ومن موقع الضعف لتستجدي السلام مع عدو الأمة ومغتصب أراضيها.
يحق لنا أن نتساءل ماذا كانت تعمل الأنظمة الخليجية العميلة طوال عقود من الزمن أكانت تكذب على نفسها ومواطنيها وتزيّف تاريخها ؟ هل تنتمي هذه الأنظمة إلى العروبة والإسلام حقا أم أنها في الحقيقة تمارس دوراً وظيفياً بحسب ما خططت لها أجهزة الاستخبارات الأمريكية الصهيونية الغربية؟ أي معنى لوجودها وهي تتآمر على نفسها وتزيف حقائق التاريخ و تتلاعب بعملية ممنهجة بعقول مواطنيها ؟ إلى من تنتمي هذه الأنظمة وهي تتنكر لكل شيء و تتنصل من انتمائها وتاريخها.
لقد وصل حال الهوس الإعلامي للأنظمة الخليجية إلى أن امتدت أذيتها إلى جيرانها في اليمن كمثال ومحاولة تلك الأنظمة ومسئوليها وكتابها المأجورين تزييف تاريخ اليمن والسخرية منه في عمل منحط، لقي رفضاً عربياً من المحيط إلى الخليج ورفضاً قاطعاً لكل الأمور الوضيعة التي تقوم بها تلك الأنظمة وترويجها لما لا يمكن قبوله والتسليم به.
بنظرة عميقة لما يحصل، لا يمكن فصل تلك الادعاءات الخليجية الكاذبة عن تاريخ اليمن ودوره في مسيرة الحضارة الإنسانية عن واقع الاحتلال السعودي الإماراتي لأجزاء مهمة من البلاد وإيجاد كيانات هزيلة تعمل لصالح مشروعها الاستعماري وتنفيذ أطماعها باليمن ونهب خيراته وثرواته واستغلال موقعة الجغرافي المتميز.
لقد فقدت الأنظمة الخليجية بوصلتها وأصبحت تروج لما لا يمكن القبول به، فإسرائيل أصبحت انطلاقاً من المسلمات الخليجية الجديدة، صديق والاعتذار لها عما كان واجب وطاعتها والتسليم بوجهة نظرها مفروض .. هؤلاء الأعراب يكتبون تاريخ مزيف لا يمكن القبول به ومقاومته واجب على الجميع.