بقلم / أحمد يحيى الديلمي

تصريحات ما يسمى بقائد القوات الإماراتية في اليمن عن أحداث عدن ثغر اليمن والعاصمة الاقتصادية تُشعِر أي متابع بالغثيان والمرارة وتجعله يتساءل مع نفسه! كم نحن العرب أغبياء وسُذج نفرح بالتهمة ونقلد الآخرين !! بل نتفوق عليهم وننساق إلى ترجمة رغباتهم بسذاجة, لأننا نتعامل بإرادات مهزوزة وعقول خاوية ملوثة بمكنونات الثأر والحقد وثقافة البداوة بما هي عليه من الغلظة والغل والتطرف، هذا المسؤول الإماراتي ظهر بشكل متضخم وهو يعلم علم اليقين أن إرادة الفعل الحقيقة في بريطانيا، إلا أن تصرفات البدوي المتلبس بالحداثة فاقت بكثير ممارسات صاحب الرغبة الخفي وتصرفاته أثناء وجوده المحسوس في عدن، من حيث الوحشية والغل والحقد واستهداف كل ما له أدنى صلة بالحياة، إضافة إلى أساليب التنكيل بالبشر مثل (الحجز التعسفي والإخفاء القسري وممارسة كل أنواع التعذيب الجسدي والاعتداء الجنسي والصعقات الكهربائية وكل الممارسات التي تحط من كرامة الإنسان وتمسخ أدميته) إنها أعمال شيطانية لا صلة لها بالقيم والأخلاق الإنسانية وتمثل انتهاكاً جسيماً لحقوق الإنسان، مع ذلك لم تكتفي هذه الدويلة الطارئة على الحياة بهذه الجرائم الموغلة في البشاعة ضد أبناء الشعب اليمني، ولم يتوقف دورها على الضربات الجوية التي استهدفت الآمنين وقتلت الأطفال والشيوخ والنساء في المنازل، وامتدت إلى الأعراس والسجون والمنشآت الاقتصادية فدمرت الحياة وأدت إلى قتل وجرح آلاف المدنيين اليمنيين ، لكنها سعت وتسعى إلى إيغال صدور اليمنيين ضد بعضهم بتبني كيانات ومسميات مختلفة تُسخرها لتكريس فكرة الانفصال وتشكيل مليشيات خاصة مكلفة بإثارة القلاقل وإشعال الفتن والصراعات لترجمة فكرة الانفصال على أرض الواقع برؤية بريطانية قديمة مغلفة بفعل إماراتي مشبوه هدفه تعزيز مكانة هذه الدويلة وإظهار دورها في رسم سياسة المنطقة ودعم فكرة الشرق الأوسط الجديد ، بأفق ضيق جداً لا علاقة له بضمان أمن واستقرار المواطن في نطاق الدولة بأماراتها الست ، إنما للظفر برضا بريطانيا وأمريكا ودولة الكيان الصهيوني وضمان النجاة من نزوات بُعبُع المنطقة الكيان السعودي المخلص جداً في خدمة أهداف أمريكا ودولة الكيان الصهيوني.

مثل هذا الكلام لاشك أنه يُسقط أقنعة الزيف عن الوجه القبيح لدولتا العدوان الأساسية ويعرى أدوارهما المشبوهة في العدوان السافر والحصار الجائر على اليمن ، فالأخوة الأعداء إن جاز هذا التعبير على الدولتين في سباق محموم لإظهار الولاء والطاعة لأصحاب المصلحة الحقيقية مما يجري في اليمن ، وهو أمر خطير يُضاعف القلق على عدن والمحافظات الخاضعة للاحتلال ، خلافاً لما أعلنه الضابط الإماراتي ، سيظل الوضع مهيئاً للانفجار في أي لحظة وسيكون الضحايا أبناء تلك المحافظات، وستكون الخطورة أكبر عندما يلجأ الأخوة الأعداء إلى السيناريو البديل باستخدام خلايا الإرهاب النائمة “القاعدة وداعش” في الحسم ، كما حدث بالأمس القريب في تعز وحضرموت ، وتحقيق الغلبة لأي طرف من الأطراف .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. هذه هي نزوات المحتلين الجُدد من وفدوا إلى البلاد بعقالات وغتر ملوثة بالخيانة والعمالة ، وليت مثل هذه الحقائق تتضح لأولئك الخونة من المرتزقة والعملاء الذين لا يزالوا يتماهون في إظهار الولاء والطاعة والإخلاص في خدمة دول العدوان ممنين أنفسهم بالعودة ، وهي أمنية مستحيلة جداً ، فنقول لهم أنتم  تراهنون على سراب ، إذا شئتم تعالوا للأمور من أبوابها ، استفيدوا من دعوة الصمّاد الصادقة ، بالذات من لم تتلوث أيديهم بدماء اليمنيين ، فالرئيس الصمّاد قد أعطاهم الفرصة للتوبة والتكفير عن الذنوب والآثام الكبيرة ، فهل يستفيدوا من هذه الدعوة ويتوبوا إلى رشدهم ؟! نأمل ذلك حتى لا تتراكم الأخطاء ويصبح الخطر أكبر ، هذه أمنية صادقة نأمل أن تجد آذاناً صاغية.. ولا نامت أعين الجبناء .. والله من وراء القصد..