ناقلة نفط مهجورة تحمل أكثر من مليون برميل تهدد الملاحة في البحر الأحمر
بقلم: بريس لوفيت
(موقع “سيونس بوست – Science post” الفرنسي- ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)
يحذر الباحثون من أن ناقلة النفط المهجورة التي تحمل في باطنها أكثر من 180 ألف طن من النفط قد تخاطر بإلقاء حمولتها السامة إلى البحر الأحمر.
ومن جانبهم, لا يزال الباحثون يحثون الأمم المتحدة على التصدي لهذا التهديد الوشيك الذي يلوح في الأفق على الرغم من التوترات السياسية التي تشهدها المنطقة.
كانت ناقلة النفط “صافر” تستخدم منذ تسعينيات القرن الماضي كوحدة تخزين وتفريغ عائمة, حيث ترسو قبالة ميناء الحديدة الذي تسيطر عليه حالياً الحركة الحوثية.
فهذه الناقلة المهجورة منذ عدة سنوات جراء الصراع الدائر في البلد, تحمل في باطنها ما يعادل 1,14 مليون برميل من النفط.
ووفقاً للتقرير الحديث الصادر، فإن الناقلة المتهالكة التي يبلغ طولها 362 متراً, تفتقر لأعمال الصيانة منذ بدء الحرب في البلد.
يدور رحى الحرب في اليمن منذ أواخر مارس من العام 2015, بين المعسكر الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي وبين الحركة الحوثية التي تمكنت من بسط سيطرتها على المناطق الشمالية من البلد, بما في ذلك السلطة المركزية في العاصمة صنعاء, حيث تمكن الحوثيون من دخولها أواخر سبتمبر من العام 2014.
وبهذا تمثل ناقلة النفط صافر, الآن تهديداً كبيراً للغاية، مع إمكانية إحداث واحد من أكبر الانسكابات النفطية في التاريخ, لدرجة أن بعض خبراء البيئة وصفوا الناقلة بالقنبلة “البيئية الموقوتة” العائمة الحقيقية.
حان وقت العمل:
في العادة ما تستخدم حاويات التخزين هذه غرف الغاز الخاملة لمنع حرق أبخرة النفط أو النفط على متنها.
ولكن المستوى المتقدم من التدهور الذي بلغته السفينة يعني أن بعض غرف الغاز الخامل فيها من المرجح أن تكون قد تهالكت، الأمر الذي يزيد من خطر وقوع الانسكاب النفطي.
وفي نهاية المطاف، قد يسرع العطل التي تعرضت له الصفائح المعدنية القديمة بالفعل من خطر حدوث الانسكاب.
وعلاوة على ذلك، ففي مايو المنصرم, تمكنت مياه البحر بالفعل من التسرب إلى داخل غرفة المحرك في الناقلة, وذلك بحسب ما ذكرته وسائل إعلام محلية, حيث أشارت إلى وجود “بقعة نفطية ” بجوار الناقلة.
قال الباحث كارين كلاينهاوس من جامعة ستوني بروك الأمريكية:” إن وقت العمل قد حان, إذ أن الأمر ينذر بكارثة بيئية وإنسانية إقليمية, لذا يجب علينا أن نمنع الدمار الوشيك والمحتمل لمياه المنطقة, والذي سوف يلقي بظلاله على سبل عيش وصحة ملايين الأشخاص الذين يعيشون في ستة بلدان تمتد على طول ساحل البحر الأحمر, كما سيؤثر هذا التلوث على الهواء والغذاء والماء”.
وهذا يعني أن التسرب النفطي هذا, قد يزيد 4 أضعاف عن كارثة التسرب التي شهدها العام 1989 في خليج ألاسكا من الناقلة “إكسون فالديز”.
يشير الباحث أيضاً إلى أن البحر الأحمر يشكل مرتعاً هائلاً للتنوع البيولوجي، فهو موطن لمجتمعات الشعاب المرجانية المهمة تقاوم بشكل خاص ارتفاع درجات حرارة المحيطات.
ولهذا السبب، يرى البعض أن هذه الكائنات الحية من الممكن أن تستخدم لغرس الشعاب المرجانية في مختلف أنحاء العالم والتي تعاني حالياً من صعوبة كبيرة جراء الاحتباس الحراري العالمي.
ويأتي نشر هذا التقرير بعد إعلان صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر في 24 نوفمبر الماضي, أن الحوثيين اليمنيين سيسمحون أخيراً للفريق التقني التابع للأمم المتحدة بتفتيش الناقلة في المستقبل القريب.
ومن الوارد أن يكون تنفيذ العملية الأولى في وقت مبكر من شهر يناير المقبل.
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.