المنطقة على حافة التحول ولاعزاء لامراء السوء
المنطقة على حافة التحول ولاعزاء لامراء السوء
أحمد يحيى الديلمي
1/9/2018
هاهي الحقائق تتجلى يوما بعد يوم وتؤكد ماسبق ان نوهنا اليه بان هذا العدوان العبثي الذي تتعرض له اليمن بما اشتمل عليه من الصلف والحقد ورغبات الانتقام المريضة إنما يترجم استراتيجية قديمة حديثة تتعلق بمستقبل ما يسمى بمنطقة الشرق الاوسط الجديد .
كلمة الجديد حيثما وردت فإنها تعني تهيئة المناخ لاثبات وجود دولة الكيان الصهيوني ككيان فاعل مؤثر،وصاحب دور بارز في رسم سياسيات المنطقة هذه الحقيقة لاشك انها تكشف عن بؤس وحقارة الادوات الاقليمية التي اؤكلت اليها مهمة شن العدوان على اليمن فهي وان كانت قد وجدت الفرصة المناسبة لترجمة مشاعر الحقد المتجذر في نفوس ال سعود إلا ان الدور الذي يقومون به لايزال محكوم بمبدأ الوكالة وترجمة رغبات الاخرين ونعني بهم امريكا، بريطانيا ،ودولة الكيان الصهيوني كونهم اصحاب القرار ومن وضعوا الخطة المحكمة لشن مثل هذا العدوان استنادا الى الاستراتيجية التي تم اعدادها في عقد السبعينات من القرن الماضي وتحدث عنها وزير الخارجية الامريكي الاسبق هنري كيسنجر عقب انتصارات اكتوبر المؤقتة التي تم امتصاصها بعد ذلك بما سُمي بمبادرة السلام والتي انتهت بتوقيع اتفاقيات كامب ديفيد وتماشت مع نفس الاتجاهات التي تسعى اليها الحركة الصهيونية منذ زمن مبكر وتتمثل في تهيئة المناخ امام الكيان الصهيوني كما اسلفنا وبالفعل استطاعت امريكا وحلفائها من ترجمة هذه الخطة على مهل وبطريقة سلسة مستغلة سذاجة العرب وعواطفهم الكاذبة التي من السهل التحكم فيها والاتجاه بحركتها على أي نحو اذا ماكان المحرك بقدرة امريكا ومن معها وهاهي الامور تتضح ونسمع عن شيعة ،وسنة ومقاومة ،واعتدال الى غير ذلك من المسميات التي حرفت بوصلة الصراع من الكيان الصهيوني الغاصب لارض فلسطين الى الداخل العربي والاسلامي واصبحنا نسمع افواه تدعي الانتماء للعروبة تردد كلمات التضامن مع الصهاينة وتتحدث عن الحق التاريخي لليهود استنادا الى نفس المعلومات التي اختزنتها اذهان هؤلاء المنحرفين في اروقة مدارس المخابرات الامريكية ودهاليز مؤسسات التضليل الصهيونية انها بالفعل معادلة صعبة ارجو ان يكون الامراء العرِيبة قد استوعبوا ولوجزء بسيط من مضامينها ليكونوا قد وصلوا الى مرحلة الفصل والتفريق بين الناقة والجمل ،وستكون هذه حالة متقدمة تدل اننا ارتقينا قليلا من مزالق الذل والهوان والتبعية الى مصاف الادمية الفاعلة ليدرك هؤلاء الامراء الذين بددوا ثروة الامة انهم انما خدعوا وتم استخدامهم باسلوب عبثي لتنفيذ مؤامرات ومآرب الاخرين والزج بابناء جلدتهم الى محارق الموت من اجل غايات بائسة لاوجود لها الا في اذهانهم الامر بحاجة الى كثير من التحليل والتدقيق ليعرف هؤلاء مستوى المؤامرة التي تعرضوا لها ولو اجتهدنا لإحصاء الخسائر المادية والبشرية لوجدنا انهم الاكثر خسارة من البلد المعتدى عليه وهي اليمن وان كنا لانعول على هذا الجيل من الامراء الذين انغمسوا في مزالق المجون والترف العبثي فإننا نأمل ان تستفيد من هذه الدروس الاجيال القادمة طالما ان للعروبة بأفقها العظيم دم حي لايزال ينبض في العروق وللاسلام صولة عظيمة كلاهما كفيل باحياء ما اندثر من مشاعر الانتماء الصادق الى جسد العروبة وينمي الارتباط الحقيقي بالاسلام كعقيدة ومنهج حضاري انها فعلا حالة تدعو الى الإشفاق على هؤلاء بالمقابل تُحتم على المؤمنين بقضية الامة والعقيدة بان يتجهوا نحو مزيد من الاصطفاف والتلاحم لكشف بقية المؤامرات التي حيكت ضد الامة والعقيدة والعودة بالأمة الى ازمنتها المزدهرة وعهدها التليد ان شاء الله .