سيكون العام 2021 عام كئيب آخر للسعودية
سوف تستمر آثار أضرار تأثر سمعة السعودية السيئة، وانخفاض القوة الشرائية، والإصلاحات المتوقفة في الظهور لولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الأشهر المقبلة.
بقلم: مضاوي الرشيد
السياسية:
ترجمة: نجاة نور، الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”
لم يكن هذا العام سهلاً بالنسبة للسعودية, انتهى الأمر بملاحظات سلبية، حيث تعثرت معظم الوعود التي قدمها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أو تأجلت تماماً.
لا ترتبط الأسباب تماماً بجائحة كوفيد -19 التي عصفت بأكثر الديمقراطيات والاقتصادات مرونة في العالم، ولا استثناء للبلدان الهشة التي تعتمد على النفط مثل السعودية.
لم يتم الوفاء بالوعد بإنهاء اعتماد السعودية على النفط من خلال مشاريع التنموية المتنوعة الآخرى.
ومع استمرار انخفاض أسعار النفط، ليس لدى القيادة السعودية بديل سوى الاستمرار في الاعتماد على احتياطاتها السيادية والاقتراض من أسواق المال الدولية.
لا يمكن للاستثمار الأجنبي ولا الأموال المحلية تغطية تكاليف مشاريع التنمية الجديدة التي خطط لها الأمير.
بغض النظر عن انخفاض الطلب على النفط أثناء تفشي الوباء، لم يفهم ولي العهد بعد الآثار الكاملة لسوق متغير لم يعد فيه النفط السعودي المصدر الرئيسي للطاقة, مستقبل مختلف يتم التخطيط له بدون احتراق وتلوث.
لم تنجح السعودية في تحقيق مستوى التنويع الذي من شأنه خفض اعتمادها على النفط إلى النصف.
قد يصبح البلد غير ذا صلة كمصدر للطاقة حيث تسعى المزيد من الدول الصناعية إلى اعتماد مصادر الطاقة النظيفة خلال السنوات القليلة المقبلة.
إن مشاكل ولي العهد لا تتعلق فقط بتضاؤل الدخل من النفط والفشل في إطلاق برامج التنويع الموعودة بموجب رؤية 2030.
بل انه سوف تطارده الاراء بسبب عدم وجود توافق بشأن قيادته في حالة وفاة والده الملك سلمان في عام 2021.
على المدى القصير، من المرجح أن تتكثف حملة اعتقاله ضد أقاربه وأن تصل إلى دائرة أوسع من الأمراء المهمشين والساخطين، وخاصة الأثرياء.
سيجد نفسه مضطراً إلى الاعتماد على ثرواتهم لمنعهم من شن احتجاج على قيادته، أو لإبقائهم قيد الإقامة الجبرية، كما فعل في السنوات الأخيرة.
ولاءات متذبذبة:
إن التحول الاقتصادي العالمي غير المتوقع بعيداً عن النفط سيحد من قدرة المملكة في الحفاظ على ولاء مواطنيها عندما لا تستطيع توفير الخدمات الأساسية التي اعتادوا عليها.
يمثل ارتفاع الضرائب الأخيرة المفروضة على السكان، مثل ضريبة القيمة المضافة، بداية علاقة مضطربة بين الدولة والمجتمع، حيث يُتوقع من المواطنين المحرومين من حقوقهم أنهم يمولون خزانة غير شفافة, غالباً ما تختفي كمية غير معروفة من الأموال في جيوب مجموعة من الأمراء.
بدون التمثيل السياسي والشفافية، قد يبدأ السعوديون في طرح أسئلة حول كيفية إنفاق ضرائبهم والإصرار على أن يكون لهم رأي في كيفية توزيعها.
وبما أن الحكومة تمنحهم رواتبهم كموظفين في القطاع العام، فسوف يتطلب الأمر نسبة مئوية كبيرة لسد الفجوة بين الإيرادات والإنفاق.
لا يُظهر النظام أي بوادر استعداده إشراك السعوديين في عملية صنع القرار, وبالتالي سيشعر الكثيرون بأنهم أكثر تهميشاً وحرماناً من حقوقهم.
ستكون مسألة وقت فقط قبل أن يبدأوا في طرح أسئلة جادة حول مستقبلهم في نظام ملكي مطلق قاوم كل دعوة للإصلاح السياسي.
من الوارد أن لا يكون الانخفاض في عائدات النفط السعودي بهذا السوء بالنسبة للمنطقة العربية، لأن المملكة سيكون لديها أموال أقل لتعزيز السياسات الإقليمية الرجعية، مثل تلك التي تم إخراجها عن مسار الانتفاضات العربية عام 2011, عندما ضخت القيادة الأموال لسحق مد الديمقراطية.
قد لا يكون دعم إعادة ترسيخ الحكم العسكري والاستبدادي، من مصر إلى البحرين، ممكناً بأقل من المال المتوفر في المحفظة السعودية.
وستصبح المغامرات العسكرية المستمرة في اليمن أكثر خطورة وضرراً بدون أموال طائلة للتستر على الأخطاء الفادحة.
تأثير بايدن:
بينما سيتضرر العديد من المهاجرين العرب الآسيويين والأفارقة من تقلص قدرة المملكة على استيراد العمالة الأجنبية، فإن الكثيرين في المنطقة سيستفيدون على المدى الطويل.
حيث سيتعثر النظام الملكي المطلق في محاولاته للتدخل دبلوماسياً في الإعانات، أو عسكريا في شؤون دولة أخرى.
سيستفيد العالم العربي من تقلص الموارد النقدية السعودية التي دعمت تاريخياً العديد من الديكتاتوريين في المنطقة.
منذ انتخاب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة, فقد النظام السعودي الدعم غير المشروط من الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.
فعل الأخير كل ما في وسعه لحماية المملكة من الوقوف أمام العدالة الدولية بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي؛ لقد فشل في انتقاد سجل السعودية في مجال انتهاك حقوق الإنسان ولم يحاول أبداً وقف الهجوم السعودي الذي دام أكثر من خمس سنوات على اليمن.
في عام 2021، ستواجه السعودية إدارة أمريكية جديدة كانت شخصياتها البارزة قد أحدثت بالفعل ضوضاء كافية لإثارة قلق ولي العهد.
لدى بن سلمان كل الأسباب للقلق ليس فقط بشأن التزام الولايات المتحدة بحماية قبضته على العرش، ولكن أيضاً بشأن عودة واشنطن المتوقعة إلى المفاوضات مع عدو السعودية اللدود، إيران.
سيجد ولي العهد نفسه ينجرف بشكل متزايد إلى أحضان إسرائيل بحثاً عن شعور زائف بالأمن، استناداً إلى عمليات النقل السرية للمراقبة والتكنولوجيا العسكرية إلى الرياض، والضربات الخاصة على إيران، ومختلف برامج التعاون السري.
يسود شعور بالأمن الوهمي في الرياض نتيجة تعاون أكبر مع إسرائيل، وربما التطبيع, لكن الأمن الحقيقي سيظل بعيد المنال.
أيام أسوأ بانتظاره:
بشكل عام، كان العام 2020 عاماً سيئاً لولي العهد الطموح, إذ تراجعت سمعته عالمياً، وتراجعت قوته الشرائية، وتوقفت أحلامه في فتح السعودية على العالم مالياً ومن خلال السياحة.
لقد أدى الوباء إلى تضخيم الاتجاه الذي أصبح مرئياً بالفعل, لا يمكن اعتبار فيروس كورونا السبب الوحيد للقلق بن سلمان في الوقت الحالي, حيث سوف تستمر الظروف التي سببت له المشاكل في عام 2021، وقد تزداد سوءاً.
– موقع “ميدل إيست آي” البريطاني.
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.