السياسية- هناء السقاف:
ما يحدث خلف الأبواب المغلقة من صفقات فساد لتسويق أدوية منتهية الصلاحية يأتي تزامنا مع حصار مطبق علی الشعب اليمني من تحالف العدوان بموافقة الأمم المتحدة ومنظماته التابعة له وتواطيء المجتمع الدولي الذي يستغل مأساة الشعوب لتحقيق مصالحة .

فبينما مسلسل إدخال الأدوية المنتهية أو التي علی وشك انتهاء صلاحيتها أو حتى من حيث سوء تخزينها وعدم استهلاكها مستمرا فلا يزال بالمقابل يتم إتلاف العديد منها مما يتم اكتشافه من السلطات الأمنية أو القبض علی من يتاجر ويسوق هذا السم القاتل ..

وفي هذا الصدد تمكنت الأجهزة الأمنية في محافظة عدن المحتلة أمس السبت، للتوصل إلى كمية من الأدوية منتهية الصلاحية في أحد المخازن المنتشرة في منطقة الدرين، وداهمت الأجهزة المخزن، بعد ورود بلاغ بتخزين أحد التجار لذلك النوع من الأدوية.
كما تم ضبط العديد من المهربين للأدوية المنتهية وتم إتلاف أطنان منها في مختلف المحافظات اليمنية سواء المحتلة أو المحررة.
وفي وقت سابق ضبطت سلطات ميناء الحديدة ، أدوية منتهية الصلاحية تابعة لمنظمة الصحة العالمية، وقامت فرق متخصصة من جمارك ميناء الحديدة والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية فرع الحديدة، لفرز وشحن أدوية منتهية الصلاحية، التابعة للمنظمة .
وعلق مسؤول فرع المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية بمحافظة الحديدة جابر الرازحي علی ذلك قائلا إن “عمليات فحص الحاويات أثبتت أنها غير صالحة للاستخدام الآدمي ومنتهية الصلاحية”..موضحا أنه “تقرر التحفظ على الحاويات ومخاطبة البرنامج بإعادة تصديرها إلى بلد المنشأ”.

وأشار إلى أن من بين هذه الحاويات “16 حاوية أدوية متعددة الأصناف للأمراض المزمنة، منتهية الصلاحية مستوردة لمنظمة الصحة العالمية..متهما برنامج الاغذية العالمي بـ”تعمد تمرير تلك الأدوية والأغذية عبر الموانئ التي يسيطر عليها العدوان وبتواطؤ معهم بتركهم للأغذية شهوراً عديدة حتى تنتهي أو تقارب على الانتهاء أو تفسد ثم شحنها إلى ميناء الحديدة من أجل الإضرار بالمواطنين”.

كمية ضخمة تقدر قيمتها بملايين الدولارات محسوبة كمساعدات طارئة للشعب اليمني، ضمن التدخلات العاجلة لمنظمات الأمم المتحدة لمساعدة اليمنيين الذين يعانون أزمات متراكمة بسبب الحصار والعدوان على اليمن.

وكان عبدالمحسن طاووس، رئيس المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية قال إن “مخازن منظمة الصحة العالمية ترسل الأدوية إلى اليمن بعد انتهاء صلاحية أغلبها”.. مشيرا إلى أن “موضوع الحاويات فيه تداخلات كبيرة .. محصلتها وجود تعمد من منظمة الصحة العالمية لعدم إدخالها”. ووصف طاووس مؤتمر المانحين من أجل اليمن الذي دعت إليه واستضافته السعودية مطلع يونيو الجاري بـ”الفضيحة”، مؤكداً إن “كل الأرقام التي طرحت فيه لا يصل منها إلى اليمن سوى الفتات.

كما شكا عاملون في مراكز صحية بمديريتي ذو باب والمخا، تقديم إحدى المنظمات الإنسانية الدولية العاملة بالساحل الغربي، أدوية منتهية وتالفة، وأكد مصدر إعلامي إن منظمة صحة الأسرة الدولية، (fhi) تتعاقد مع شركات أدوية غير معروفة، لتزويد بعض المراكز بها، لكن وصولها، يكون في الأغلب، قبل أيام من موعد انتهاء صلاحيتها، في سلوك تدور حوله شبهات فساد غامضة.

وذكر المصدر أن مركزين صحيين بمديريتي المخا وذو باب اتلفا قبل أيام كميات من الأدوية نظرا لانتهاء فترة صلاحيتها أو أنها أدوية غير معروفة لدى الأطباء الذين يتحاشون صرفها للمرضى، خشية حدوث مضاعفات غير محسوبة العواقب..مرجحا اشتباه المنظمة بالتورط في صفقات فساد، لتسويق منتجات منتهية الصلاحية، وغير معروفة، مقابل إنفاق آلاف الدولارات تحت بند شراء أدوية لا يستفيد منها المرضى الفقراء، الذين هم بأمس الحاجة إليها، في المناطق النائية بالساحل الغربي.

من المهم الأخذ في الاعتبار الظروف التي تخزن فيها الدواء. فالتخزين السيئ، خاصة الذي يعرض الدواء لأشعة شمس مباشرة، درجة حرارة ورطوبة عالية، قد يؤدي لإفساد الدواء حتى قبل انتهاء صلاحيته، ولا بد من الحرص على تخزين الدواء في الظروف المناسبة، للمد في فترة فعاليته. لذا ينبغي دائمًا الالتزام بتعليمات التخزين المرفقة حسب نوع المنتج، ووضع الأدوية في مكان جاف وبارد بعيدًا عن الضوء .
ولتحديد فترة الصلاحية، تقوم شركات الأدوية بعمل «اختبارات ثبات» لمنتجاتها الدوائية. وتتم هذه الاختبارات على مراحل مختلفة، حيث يتم تخزين الدواء في غرف خاصة لفترات معينة في درجات حرارة ورطوبة مختلفة تحاكي ظروف التخزين العادية والمتوسطة والمتطرفة (40°C +/- 2°C)، بهدف وضع الدواء تحت أقصى ظروف تخزين ممكنة يمكنها أن تسرع من تدهور المنتج خلال فترة قصيرة. ثم يتم أخذ عينات لتحليلها كل فترة، مثلاً بعد 0، 3، 6 أشهر، لرؤية التغيرات الطارئة على التركيبة الدوائية أثناء التخزين.