السياسية :

قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية في تقرير لها عن قضية التطبيع بين السعودية وإسرائيل، إنه وفي الوقت الذي يتودد فيه ولي عهد المملكة محمد بن سلمان لإسرائيل، فإن بقية أفراد العائلة الحاكمة وخاصة من لا يزالون محيطين بوالده، متشبثين بالقضية الفلسطينية.

وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة الفرنسية إلى الهجوم الحاد الذي شنه رئيس جهاز الاستخبارات السعودي الأسبق الأمير تركي الفيصل ضد إسرائيل، خلال مشاركته في حوار المنامة عبر تقنية الاتصال المرئي، في 6 ديسمبر الجاري.
وكان الفيصل وصف إسرائيل بـ”القوة الاستعمارية الغربية” التي تهدم المنازل كما تشاء وتقوم باغتيال من تريد”.

وأشارت “لوموند” في تقريرها الذي ترجمته صحيفة “القدس العربي”، إلى أن هجوم تركي الفيصل هذا على إسرائيل، أتي بعد بضعة أيام من كشف الصحافة الإسرائيلية عن لقاء سري في المملكة العربية السعودية رئيس الوزراء الإسرائيلي بين بنيامين نتنياهو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بحضور وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.

واعتبرت الصحيفة أن الأمير تركي الذي كان رئيساً لجهاز الاستخبارات السعودي سابقاً، بدا حريصاً على توضيح أنه تحدث بصفة شخصية، لكنها قالت إن انتماءه لأحد أكثر الفروع احتراماً داخل آل سعود، بالإضافة إلى سجله المرموق في الخدمة أعطى كلماته وزناً كبيراً.

ونوهت “لوموند” إلى أن الأمير بندر بن سلطان، سفير السعودية السابق بواشنطن، الذي يعد هو الآخر ذو ثقل داخل الأسرة الحاكمة، قد ألقى في الثاني من أكتوبر الماضي، خطاباً له نكهة معاكس تماماً لخطاب الأمير تركي الفيصل، حيث وجه الأمير بندر في مقابلة مع قناة “العربية” السعودية، انتقادات حادة للقيادة الفلسطينية، معتبراً أن الرئيس الراحل ياسر عرفات أضاع فرس السلام بشكل منهجي.

معتبرة هذا تناقض يتعلق بقضية التطبيع شديدة الحساسية، ويؤكد على الانقسام الحاصل داخل الأسرة الحاكمة في السعودية.

وربطت الصحيفة تصريحات بندر، التي غطتها وسائل إعلام المملكة على نطاق واسع، بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي ومنذ صعوده في عام 2015، وضع مسألة التهديد الإيراني أولوية بالنسبة له أكثر من القضية الفلسطينيةـ بحيث ضاعف التودد تجاه إسرائيل، مما يعطي الانطباع باستعداده للاعتراف بدولة إسرائيل.

وقال حسين إيبش الباحث في معهد واشنطن، إن: “هناك فجوة بين الأجيال لكن هناك أيضًا معادلة معقدة للغاية، فتصريحات تركي الفيصل تذكرنا بأن السعودية ليست الإمارات ولا البحرين، وبالنظر إلى مسؤولياتها الإسلامية الشاملة، فإن للمملكة مخاوف فريدة”.

وتابع إيبش:” فحج بيت الله، الذي يجذب ملايين الحجاج إلى المملكة، هو ثاني أكبر مصدر دخل في البلاد بعد صادرات النفط، وقد يؤدي التطبيع السريع مع إسرائيل إلى الإضرار بصورة المملكة في العالم الإسلامي وتعريض هذه الثروة المالية الكبيرة للخطر”.

وترى “لوموند” أن كون الأميرين السبعينين “بندر وتركي”، يعبران عن آرائهما بهذه الطريقة، يدل على أن القضية لم تُحسم بعد بشأن التطبيع مع إسرائيل.

وتضيف:” لكن التغطية الإعلامية الكبيرة التي أعطتها وسائل الإعلام في المملكة لتصريحات بندر مقارنة بتصريحات تركي تحمل إلى الاعتقاد بأن التوجه نحو التطبيع مع إسرائيل ستكون له الغلبة آجلا أم عاجلا”.

* المصدر : وكالة (ديبريفر)
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع