السياسية:

لورين, 21 ديسمبر 2020( صحيفة ” ويست غوببليكا – L’Est républicain” الفرنسية- ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

الصحيفة: ما الذي تبقى على ما سُمي “الانتفاضات الديمقراطية” التي خيمت على المشهد السياسي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العام 2011؟

جان بيير فيليو*: أسفرت موجة الربيع العربي التي خيمت على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن انتقال ديمقراطي واحد فقط شهدته تونس؛ في حين لا يزال الوضع في ليبيا ثورة بدون انتقال.

وما حدث في أعقاب الثورة المصرية, انقلاب مناهض للثورة, في حين ما حدث في اليمن يعتبر انتقال مجهَض وفاشل؛ وحرب أهلية في سوريا, فكل هذه الثورات المضادة ليست هي نفسها.

في العام 2019, شهدت المنطقة موجة جديدة من الانتفاضات الشعبية, في السودان, والجزائر ولبنان.

في حين أن البلدان التي لم تتأثر من موجة الاحتجاجات العارمة في العام 2011, لا تزال بعيدة كل البعد عن الاستفادة من ديناميكيتها الثورية.

الصحيفة: ولكن هل يمكننا أن نضع موجتي الانتفاضات التي خيمت على العام 2011 والعام 2019 على نفس المستوى؟

جان بيير فيليو: كل شيء يرتبط بأزمة بنيوية في الحكم الاستبدادي السلطوي العربي، والتي نتجت عن عدم كفاية التحول الديموغرافي, فهناك أيضاً أجيال جديدة، أفضل تعليماً وأكثر انتقادية.

كما وأن الإيرادات قد نفدت, مثل الريع الناجم عن الهيدروكربونات على سبيل المثال, والتي سمحت لهذه الأنظمة بالاستمرار: وهذا هو الوضع الحاصل في الجزائر.

استمرت الأزمة البنيوية التي تعيشها الأنظمة العربية طيلة العشرة أعوام الماضية، على الرغم من العنف الشديد الذي شهدته الثورات المضادة.

واليوم يعيش العالم في خضم فوضى ما بعد الثورة، وفي ظل سجل دامغ: فقد أصبحت سوريا في حالة من الخراب والدمار، في حين تم توطين الجهاديين في شبه جزيرة سيناء المصرية، كما أن الحال في اليمن لم يكن أفضل من شبيهاتها, إذ لا يزال البلد يتدحرج بسرعة نحو الجحيم.

إن الحكام المستبدين هم في كل مكان من العالم هم المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار والفوضى.

الصحيفة: هل ما زال الشباب العربي يحمل آمالا؟

جان بيير فيليو: إنه جيل شهد تجربة إنسانية فريدة من نوعها، وتعلم أن الحرية الفردية والجماعية ترتبط ارتباطاً وثيقاً وتتطلب سيادة شعبية.

ولن تسمح لنفسها أبداً أن يحدث ذلك مرة أخرى، حتى في البلدان التي تشعر فيها بأن شيئا لم يعد يحدث بعد الآن، فإنها تتخبط من الداخل.

وعلى الرغم من النجاحات الأولية التي شهدها النموذج المصري، فقد فشلت جماعة الإخوان المسلمين في فرض نموذجها، أو كتلك التي اضطرت إلى التكيف في تونس.

إن البديل الذي يظل دوماً قائماً بين النظام والإسلاميين لم يعد موجود: فهو واضح في الجزائر, وفي هذه الصراعات الجيوسياسية، تكون الشعوب العربية الخاسرة على دوام.

وهذا درس آخر: فقد أدركوا أن التدويل يتم على حساب هؤلاء الناس, ولا يوجد أي تدخل أجنبي قادر على إنقاذهم أو تحديد مصيرهم.

ومن الواضح أنهم يشعرون بأنهم مهجورون في نظام دولي يتم فيه تحديد الأنظمة والدول، مثل ما حدث في مصر مع السيسي …..

*جان بيير فيليو: مؤرخ ومستعرب وأستاذ جامعي في معهد الدراسات السياسية بباريس

* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.