السياسية :

هناك الكثير من التساؤلات والتحليلات حول طبيعة وأهداف زيارة صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره جاريد كوشنر إلى قطر الأربعاء الماضي، ورغم ان تفاصيل الزيارة بقيت طي الكتمان إلا أن جميع التحليلات أجمعت على ان هدف الزيارة هو ايجاد حل للأزمة الخليجية ولم شمل الصف الخليجي من جديد، ولكن يبدو أن الزيارة كان لها أهداف أبعد من ذلك تتعلق في ما اذا كانت قطر تريد التطبيع مع اسرائيل وتلحق بركب بقية الدول الخليجية.

ترامب بعد أن طبعت الامارات والبحرين والسودان والمغرب بدأ يتحدث عن أن دول أخرى سوف تلحق بقطار التطبيع في الفترة المقبلة، وشدد التركيز على ان دول خليجية سوف تتطبع في القريب العاجل، هناك اذا الكويت وقطر والسعودية وسلطنة عمان.

لا نستبعد أن تطبع السعودية مع اسرائيل، فهي بحكم المطبعة مع اسرائيل، خاصة بعد ان انتشرت تقارير أكدت دورها البارز في دفع المغرب نحو التطبيع وكذلك كانت على اطلاع فيما يخص تطبيع الامارات والبحرين وباركت هذا التطبيع، اذا السعودية تبدو انها ماضية في ركب التطبيع ولكن الوقت لم يحن حتى اللحظة، فهي لا تزال تختبر ردة فعل الشارع السعودي والعربي على هذا التطبيع، مع العلم انها سمحت للطيران الاسرائيلي بالتحليق فوق اراضيها، وكذلك تستقبل وفود اسرائيلية رفيعة المستوى بين الفينة والاخرى مع انها تنكر حدوث هذا الامر، الا ان الجميع يؤكد ذلك حتى الاسرائيلي والامريكي.

بالنسبة لقطر، جاء الخبر فيما اذا كانت تريد الدوحة التطبيع ام لا، من مصدر دبلوماسي عربي قال لصحيفة “رأي اليوم”، إن زيارة جاريد كوشنر صهر الرئيس دونالد ترامب وحامل ملف التطبيع وراعي صفقة القرن الى الدوحة حملت طلبا امريكيا واضحا بلحاق الدوحة بركب المطبعين العرب خلال الفترة القليلة المتبقية من عمر ادارة دونالد ترامب.

وأكد المصدر أن جواب الدوحة كان بالرفض وأن المسؤولين القطريين أبلغوا كوشنر بذلك خلال اجتماعه بهم في العاصمة القطرية الدوحة بينما أبدى القطريون مرونة بالمطالب الأمريكية الأخرى.

وزار كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، العاصمة القطرية الدوحة الأربعاء الماضي برفقة وفد من المسؤولين الأمريكيين واجتمع مع امير القطری تميم بن حمد ال ثاني، وأشارت وسائل إعلام قطرية، إلى أنه جرى استعراض علاقات التعاون الاستراتيجي بين الدوحة وواشنطن، والقضايا الإقليمية والدولية وتطورات الوضع في الشرق الأوسط.

وكانت صحف تحدّثت عن الجولة التي يقوم بها كوشنر إلى السعودية وقطر، ولفتت إلى أنها تهدف لحل الخلاف الخليجي الذي نتج عن حصار قطر دون الاشارة الى طلبات امريكية من الدوحة بشان التطبيع، الا ان ترامب ووزير خارجيته تحدثوا على طابور عربي من المطبعين ينتظر الدور خلال الايام المقبلة.

وردًّا على سؤال “رأي اليوم” للمصدر حول سلطنة عُمان إن كانت ستُطبّع مع إسرائيل بعد المغرب، جزم المصدر الدبلوماسي الذي التقى مسؤولين عمانيين مؤخرا أن مسقط ليست في هذا الوارد وأنها لن تتّخذ حاليا قرارا كهذا وهذا بلا شك ينطبق على الكويت حسب قول المصدر.

اذا قطر لن تطبع وكذلك سلطنة عمان والكويت، وبالتالي سيعيق هذا الأمر المصالحة الخليجية بشكل طبيعي، لأن مكافأة التطبيع ستكون المصالحة، وفي حال لم يتم التطبيع لن يكون هناك مصالحة، ربما الدول الخليجية تريدها والسعودية تحديدا تبحث عن هذه المصالحة، خاصة وانها فشلت في جميع الملفات التي انخرطت بها خلال السنوات الماضية، من حرب اليمن التي لا تزال قائمة منذ خمس سنوات وحتى اللحظة وحصار قطر والتدخل بالشأن اللبناني وغيرها من الملفات العالقة، وبما ان حصار قطر كان خطوة فاشلة بامتياز، قد يكون التدخل الامريكي في هذا الملف لصالح ال سعود، حيث ستساهم واشنطن في اخراجهم من ورطة لم تحقق لهم اي هدف مرجو، ولكن لا نستبعد أن توقف واشنطن ترامب المصالحة ويتم ارجائها إلى حين قدوم جو بايدن الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية ويكون هذا الامر بنسبة ورقة رابحة له، لأن مشاريع ترامب على ما يبدو لم تلقى اي نجاح من صفقة القرن إلى مشروع التطبيع، حيث سيرحل ترامب وصهره كوشنر قبل أن يتم انجاز اي ملف من الملفات التي عملوا عليها.

يجب ألا ننسى أن قطر لا تعاني من اي مشاكل اقتصادية بالرغم من حصارها على مدى ثلاثة سنوات، على عكس الامارات والسعودية اللتان تعانيان من مشكلات اقتصادية جمة، بسبب السياسات الحكومية الفاشلة، يضاف اليها أزمة كورونا التي أثرت بشكل سلبي على الاقتصاد، وترى هذه الدول على مايبدو أن التطبيع مع اسرائيل هو الحل مع العلم أن اسرائيل لن تستطيع تقديم اي جديد لهذه الدول، لطالما ان علاقتها مع الغرب جيدة وتستورد كل ما تريد منها.

في الختام؛ اغواءات الولايات المتحدة لقطر وصلت إلى طريق مسدود، والدوحة لن تكون تحت الضغط لأن ادارة ترامب راحلة، وبالتالي لن يستطيع ترامب معاقبة قطر بأي شكل من الاشكال، وحتى يأتي بايدن لكل حادث حديث.

* المصدر : الوقت التحليلي
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع