من غير المقبول أن تستخدم الإمارات موقع شركة توتال كسجن سري يمارس فيه التعذيب في اليمن!
السياسية: ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة التحرير الأجنبي “سبأ”
أجراء المقابلة: إتيان كامبيون
وقع نحو واحد وخمسين برلمانياً فرنسياً من مختلف الأطياف والمشارب السياسية على رسالة موجهة إلى وزير الخارجية جان إيف لو دريان.
أعرب من خلالها الموقعون عن قلقهم البالغ إزاء التحقيقات المختلفة التي تصف تحويل موقع تابع لشركة النفط الفرنسية “توتال” في اليمن إلى سجن من قبل القوات التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، الحليف الرئيسي للمملكة العربية السعودية في الصراع الدائر في البلد أواخر مارس من العام 2015.
ومن جانبه, يشرح النائب هوبرت جوليان لافريير الهدف الكامن وراء هذه الرسالة لمنبر “ماريان”.
في رسالة موجهة إلى جان إيف لو دريان، نبه النائب هوبرت جوليان لافريير، من مجموعة “التضامن الديمقراطي البيئي”، وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي إلى استخدام القوات الإماراتية لموقع تابع لشركة توتال في اليمن كسجن.
وطبقاً للعديد من خبراء الأمم المتحدة، فضلاً عن منظمة العفو الدولية، فإن أعمال التعذيب ترتكب في هذا الموقع, كما وسبق أن سلطت صحيفة لوموند الضوء على هذه القضية في عددها الصادر في السابع من نوفمبر 2019 ونبهت بالفعل من الوضع الحاصل هناك.
الصحيفة: على أي أساس تؤيدون رسالتكم التي بعثتم بها إلى وزير الخارجية، جان إيف لودريان؟
هوبرت جوليان لافريير: عملنا نحن 51 برلمانياً على تنبيه وزير الخارجية إلى الوضع الأكثر إثارة للقلق والحاصل في هذا الجزء من العالم, فقد تحول موقع شركة توتال إلى سجن حربي في اليمن من قبل القوات الإماراتية حلفاء السعودية في هذه الكارثة الإنسانية المروعة في اليمن.
ناهيك عن كون الأمم المتحدة نفسها أشارت إلى أن الحاصل في اليمن يعتبر بمثابة أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
لنلخص الوضع الحاصل: تم إغلاق مصنع بلحاف، الواقع على الساحل الجنوبي لليمن، منذ بدء الحرب في أواخر مارس من العام 2015, لحظة استيلاء القوات التابعة لدولة الإمارات عليها.
فهذا العمل في المقام الأول يعتبر بمثابة مأساة كارثية بالنسبة للاقتصاد اليمني، وذلك لأن هذا التوقف المفاجئ ألقاء بثقله على المصارف المالية لدولة يائسة, فقد وفر المصنع ما يصل إلى 45% من عائدات اليمن الضريبية في فترة ما قبل اندلاع الحرب.
ولكن قبل كل شيء، هناك أعمال تعذيب لا توصف تحدث في هذا المصنع التابع لتوتال.
إن عمل منظمة العفو الدولية، فضلاً عن مجموعات الخبراء في اليمن التابعة للأمم المتحدة، عمل رسمي: الموقع يؤوي اليوم مكاناً للاحتجاز تديره القوات الإماراتية داخل قاعدة عسكرية, حيث تتحدث هذه التقارير منذ العام الماضي عن “الحرمان من الرعاية” و”التعذيب”.
ويجب عدم إغفال الذكر عن أنه تم إنفاق الأموال العامة مباشرة على هذا الموقع، حيث تمتلك شركة توتال 40% من الأسهم في هذه المنشأة النفطية والتي دعمتها الدولة في العام 2009 بضمان ائتماني قدره 216 مليون يورو, وبهذا فإن توتال هي مساهم بنسبة 40٪ في هذا الموقع.
الصحيفة: تحذر من دور اليمن المضطرب…
هوبرت جوليان لافريير: نحن ندعو وزارة الخارجية إلى النظر في الدور المزعزع للاستقرار الذي تقوم به الإمارات على الرغم من البداية الصورية لانسحاب هؤلاء الجنود من اليمن الذي تم الإعلان عنه العام الماضي.
إن هذا الموقع ليس هو الموقع الوحيد الذي يستخدم كسجن سري في جنوب اليمن، والدليل على ذلك العديد من الشهادات التي جمعتها المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام المستقلة.
وعلى نحو مماثل، تلعب أبو ظبي لعبة خطيرة من خلال دعم القوى الانفصالية في جنوب اليمن: فهي تعمل على تقسيم خطير للبلد، و توفر تربة خصبة ومواتية للإرهاب.
الصحيفة: ماذا تتوقع من فرنسا وجان إيف لو دريان؟
هوبرت جوليان لافريير: من المتوقع أولا أن تفسر توتال الشيء الحاصل، وأن تُحمل فرنسا دولة الإمارات مسؤولية استخدام موقع استفاد من ضمان ائتماني، ويستخدم على حساب اليمنيين.
ما هي المدة التي سيتم فيها الاحتفاظ بهذا الموقع؟ متى سيتمكن اليمن من إعادة استخدامه لتعزيز اقتصاده المنهار؟
وعلى نطاق أوسع، يتعين على فرنسا أن تكون أكثر استباقية في كبح جماح هذه المأساة الإنسانية التي لن تؤدي إلا إلى زيادة المخاطر الإرهابية.
ومن المهم أن يتم منح مزيد من الرقابة على صادرات الأسلحة إلى الرياض وأبوظبي.
كما لا يمكننا أن نتسامح مع استخدام الأسلحة الفرنسية ضد السكان المدنيين في هذه الحرب، التي وصفها لودريان نفسه عن حق بأنها “حرب قذرة”.
– صحيفة ” ماريان- marianne” الفرنسية
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.