السياسية:

بقلم: مارغريت بشير

بينما حصل برنامج الغذاء العالمي على جائزة نوبل للسلام لجهوده في القضاء على الجوع، حث رئيسه العالم على العمل من أجل تجنب المجاعة, وبالنسبة لليمن الوقت ينفد.

قال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي في رسالته عند حصوله على نوبل:”واجبي اليوم هو أن أقول لكم وبمأساويه أن المجاعة قاب قوسين أو ادنى من البشرية أو على اعتاب البشرية, بالنسبة لملايين وملايين الناس على وجه الأرض”.

وفي اليمن، أشارت بيانات الأمم المتحدة حول انعدام الأمن الغذائي الصادرة هذا الشهر إلى وجود الظروف الشبيهة بالمجاعة بالفعل.

وقد يتضاعف عدد اليمنيين الذين يعانون من هذا المستوى من انعدام الأمن الغذائي ثلاثة اضعاف تقريباً من 16500 حالياً إلى 47000 شخص بحلول يونيو.

3.6 مليون يمني آخر على بعد درجة واحدة فقط من الوقوع في المجاعة، وقد يرتفع ذلك إلى 5 ملايين بحلول يونيو.

وفي المجمل، قالت الأمم المتحدة، أن أكثر من 16 مليون شخص- أكثر من نصف سكان اليمن- سيواجهون أزمة مستويات انعدام الأمن الغذائي بحلول منتصف عام 2021.

وقال منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارك لوكوك في اجتماع للدول المانحة “ان اليمن يعاني المجاعة مرة أخرى”.

كارثة من صنع الإنسان:

دفعت أكثر من خمس سنوات من الحرب بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من المملكة العربية السعودية والحوثيين المدعومين من إيران، أفقر دولة في الشرق الأوسط إلى حافة الهاوية.

وقال أمير عبد الله، نائب مدير برنامج الأغذية العالمي “إن الصلة بين الجوع والنزاع واضحة للغاية, ولكن ما يعنيه هذا في اليمن هو أن الأشخاص الذين يعيشون في المناطق المتضررة من النزاع دفعوا 50٪ أو أكثر, فوق ما كانوا يدفعونه في بداية العام، وذلك فقط على الأغذية الأساسية”.

وفي خضم الأزمة الاقتصادية – انخفض الريال اليمني إلى أدنى مستوى له على الإطلاق – وبما أن 80٪ من الغذاء مستورد للبلد ، فقد أدى الارتفاع الشديد في أسعار المواد الغذائية إلى وقوع ملايين الأسر في أزمة.

قال عبد الله ” ان 16 مليون شخص لا يعرفون من أين سيحصلون على وجبتهم التالية”.

ووصفت هنريتا فور، رئيسة منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” حياة الأطفال اليمنيين بأنها “كابوس مفزع”, وأن 12 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة والحماية، بينما يعاني أكثر من مليوني شخص من سوء التغذية الحاد.

وقالت فور: “نعتقد أن الظروف الشبيهة بالمجاعة قد بدأت بالفعل بالنسبة لبعض الأطفال, وهذه ليست مجرد أرقام على الورق, إنها ملايين المآسي الفردية, وملايين من المستقبل المدمر”.

بالنسبة للأطفال، فإن سوء التغذية له عواقب طويلة المدى، بما في ذلك إعاقة النمو الجسدي لديهم وإعاقة نموهم المعرفي.

قال المبعوث السعودي لدى الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي ، “لا أحد يهتم باليمن أكثر من شعب وحكومة المملكة العربية السعودية”.

وأشاد بمساهمات الرياض الإنسانية والتنموية التي قال إنها تجاوزت 17 مليار دولار منذ عام 2015.

السعودية التي تعد بطل الرواية الرئيسي للصراع, تعرضت لانتقادات شديدة من قبل جماعات حقوق الإنسان والأمم المتحدة بسبب الضربات الجوية التي استهدفت المستشفيات والمدارس وقتلت المدنيين، بما في ذلك عشرات الأطفال.

واجه اليمن تهدياً مماثلًا بالمجاعة في أواخر عام 2018, لكن تم تفاديه من خلال حزمة اقتصادية طارئة والتوسع الكبير في المساعدة الإنسانية.

لكن هذا العام، تلقت وكالات الأمم المتحدة حوالي نصف الأموال التي تلقتها في عام 2019.

ونتيجة لذلك، اتخذ مسؤولي الأمم المتحدة بالفعل القرار الصعب بقطع الحصص الغذائية عن 9 ملايين شخص ووقف بعض البرامج الهامة.

وقال برنامج الغذاء العالمي إن هناك حاجة إلى ما مقداره 1.9 مليار دولار لتجنب المجاعة العام المقبل.

نيويورك, 14 ديسمبر 2020(موقع إذاعة” فويس اوف امريكا” الأمريكية -ترجمة: انيسة معيض, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.