السياسية: صادق سريع

انضم المغرب العربي الى قطار التطبيع مع اسرائيل بعد الإمارات والبحرين والسودان واصبح ضمن علاقات دبلوماسية رسميه كاملة مقابل اعتراف واشنطن بسياده الرباط على الصحراء الغربية.

ونوه الرئيس ترامب على بتغردتين على حسابه بتوتير
بتوصل “صديقينا العظيمين اسرائيل والمملكة المغربية الى اتفاق بإقامة علاقات ديبلوماسية كاملة.”

وفي الثانية قال: “وقعت مرسوما يقر بسيادة المغرب على الصحراء الغربية” وأضاف: ” أؤيد عرض المغرب الجاد الذي يتمتع بالمصداقية والواقعية الخاص بالحكم الذاتي باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع بشأن الصحراء الغربية.”

وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أن المغرب أصبح أحدث دولة عربية توافق على تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وقال: “إنجاز تاريخي آخر فقد اتفق اثنان من أكبر أصدقائنا إسرائيل والمغرب على علاقات دبلوماسية كاملة”.

وأصدر الديوان الملكي في الرباط بيانا ضمنه ترحيب المغرب بقرار الرئيس ترامب، وبقرار واشنطن فتح قنصلية أمريكية في مدينة الداخلة الساحلية جنوبي إقليم الصحراء الغربية.

وأكد الديوان الملكي أن ترامب أبلغ الملك المغربي محمد السادس باعتراف الولايات المتحدة لأول مرة بالسيادة المغربية على الصحراء.

وأضاف أن واشنطن قررت فتح قنصلية في مدينة الداخلة لتشجيع الاستثمارات والتنمية.

وبخصوص إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل جاء في البيان أن المغرب يعتزم “استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الديبلوماسية في أقرب الآجال” مع إسرائيل “وتطوير علاقات مبتكرة في المجال الاقتصادي والتكنولوجي… والعمل على إعادة فتح مكاتب للاتصال في البلدين″.
وفي المقابل، شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ملك المغرب وقال إن شعبي إسرائيل والمغرب تربطهما “علاقة حميمة في العصر الحديث”.

وهلل نتنياهو لتطبيع العلاقات مع المغرب واعتبره “اتفاقا تاريخيا”.

وتحسبا لأي انتقادات داخلية وخارجية لهذه الخطوة وتفاديا لأي تفسير من شأنه أن يضفي طابعا سلبيا على موقف المغرب من القضية الفلسطينية شدد بيان القصر الملكي على “أن هذه التدابير لا تمس التزام المغرب بالدفاع عن القضية الفلسطينية وأن المغرب يدعم حلا قائما على دولتين.”

وكشف البيان أن الملك محمد السادس هاتف الرئيس الفلسطيني محمود عباس وطمأنه إلى أن “المغرب يضع القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية، وأن ترسيخ المغرب مغربيتها لن يكون أبدا على حساب نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة”.

وفي المنطقة العربية انبرت كل من الإمارات والبحرين ومصر للإشادة بالإعلان عن توصل المغرب وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بين البلدين.

وفي نيويورك قال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن موقف أنطونيو غوتيريش لم يتغير حيال الصحراء الغربية وأنه “لا يزال بالإمكان التوصل إلى حل على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي”.

وإذا كان البعض قد رأى أن المغرب نجح في انتزاع اعتراف أمريكي ثمين بسيادته على إقليم الصحراء الغربية فقد انتقده البعض الآخر على جبهتين.

فقد نددت فصائل فلسطينية بالتطبيع المغربي الإسرائيلي، ووصفته حركة حماس “بالخطيئة السياسية”. كما أعربت منظمة التحرير الفلسطينية عن رفضها للخطوة التي “ستزيد من غطرسة إسرائيل وتنكرها لحقوق الشعب الفلسطيني”.

وبخصوص الاعتراف الأمريكي بمغربية إقليم الصحراء الغربية ،قال ممثل جبهة البوليساريو عن حركة استقلال الصحراء الغربية إنها “تأسف بشدة” للتغيير في السياسات الأمريكية والذي وصفته بأنه “غريب لكنه غير مفاجئ”.
وقال أبي بشرايا البشير، ممثل الحركه في أوروبا : ان “هذا القرار لن يغير من واقع النزاع وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره”، مضيفا أن الجبهة ستواصل كفاحها.

وفي الجزائر نددت العديد من وسائل الاعلام بالخطوة المغربية، سواء من حيث الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية أو التطبيع مع إسرائيل.

ويرى محللون أن الرباط التي أمضت عامين من التفاوض مع الإدارة الامريكية بشأن هذه الصفقة خرجت الرابح الأكبر منها خصوصا ما يتعلق باعتراف واشنطن بالسيادة المغربية على إقليم الصحراء الغربية. اعتراف يعتبره المغرب صيدا ثمينا سيوظفه في المحافل الدولية لإقناع الرأي العام الدولي بأن لا حل للنزاع حول السيادة على الصحراء الغربية إلا تحت سيادته.

وبموجب الاتفاق، سيقيم المغرب علاقات دبلوماسية كاملة ويستأنف الاتصالات الرسمية مع إسرائيل، كمل سيسمح للرحلات الجوية المباشرة من وإلى إسرائيل لجميع الإسرائيليين.

وقد قالت شركة العال الإسرائيلية للطيران إنها تدرس إمكانية إقامة رحلات مباشرة بين إسرائيل والمغرب بعد أن أعلنت الولايات المتحدة تطبيع العلاقات بين البلدين.

وبهذا تصبح المغرب رابع دولة عربية، منذ أغسطس/ آب الماضي، توقع اتفاق تطبيع للعلاقات مع إسرائيل، بعد الإمارات والبحرين والسودان.

وينتقد الفلسطينيون اتفاقات التطبيع، قائلين إن الدول العربية تراجعت عن قضية السلام بالتخلي عن المطلب الرئيسي الأرض مقابل الاعتراف بإسرائيل.

وفي تصريح لوسائل إعلام، عقب الاتفاق أكد جاريد كوشنر كبير مستشاري ترامب أن واشنطن “ستعيد فتح مكاتب الاتصال الخاصة بها في الرباط وتل أبيب على الفور بنية فتح سفارات. كما ستشجع التعاون الاقتصادي بين الشركات الإسرائيلية والمغربية”.

وقال كوشنر “اليوم، حققت الإدارة إنجازا تاريخيا آخر. فقد توسط الرئيس ترامب في اتفاق سلام بين المغرب وإسرائيل – وهو الاتفاق الرابع من نوعه بين إسرائيل ودولة عربية / إسلامية في أربعة أشهر”.

وأضاف “من خلال هذه الخطوة التاريخية، يعمق المغرب علاقته الطويلة الأمد مع الجالية اليهودية المغربية التي تعيش في المغرب وفي جميع أنحاء العالم ، بما في ذلك في إسرائيل. وهذه خطوة مهمة إلى الأمام لشعبي إسرائيل والمغرب.

وجاء في بيان للبيت الأبيض أن ترامب أكد للعاهل المغربي خلال المكالمة الهاتفية “دعمه لمقترح المغرب للحكم الذاتي باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع على أراضي الصحراء الغربية”.

ولايزال النزاع الإقليمي حول الصحراء الغربية مستمرا ، منذ عقود، بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر والتي تسعى إلى إقامة دولة مستقلة.

ويقول المغرب إن الصحراء الغربية كانت دائما جزءا من أراضيه، بينما يعترف الاتحاد الأفريقي به كدولة مستقلة.

وقادت جبهة البوليساريو المعارضة تمردا استمر 16 عاما في المنطقة، و وتوسطت الأمم المتحدة عام 1991 لعقد هدنة بينهم وبين الحكومة المغربية، ووعدت بإجراء استفتاء على الاستقلال، والذي لم يتم بعد.

وقالت جبهة البوليساريو الشهر الماضي إن وقف إطلاق النار المستمر منذ ثلاثة عقود انتهى بعملية عسكرية مغربية في منطقة عازلة.