السياسية – رصد :

في حين أن الحكومة اليمنية الشرعية، معطلة بشكل متعمد عن أداء مهامها، وممنوعة من العودة إلى العاصمة المؤقتة عدن، لتأدية مهامها، يتم الترويج لحكومة أطفال تبدو وكأنها تعيش في بلد غير اليمن الطافح بالأزمات الاقتصادية والإنسانية الكارثية.

وكانت تحركات “حكومة شباب وأطفال اليمن” في الأونة الأخيرة، قد أثارت سخطاً شعبياً كبيراً، وطالتها انتقادات واسعة ولاذعة من سياسيين ونشطاء، كونها جاءت بالتزامن مع انهيار غير مسبوق للعملة في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية جنوب وشرقي البلاد.

وانتقد ناشطون يمنيون الاهتمام المبالغ به الذي توليه السعودية لحكومة شباب وأطفال اليمن، وظهور مسؤولين سعوديين وهم يلتقطون صوراً بمعية رئيس وأعضاء حكومة الشباب والأطفال.

واعتبر مراقبون، في تصريحات لوكالة “ديبريفر” ذلك الاهتمام السعودي بمثابة رسالة أرادت الرياض توجيهها للشعب اليمني وحكومته المعترف بها دولياً، تحمل في طياتها تقليلاً من شأن اليمن واليمنيين، خاصة في ظل غياب تام ومتعمد للحكومة الشرعية عن الواقع العملي.

وكان مريباً من وجهة نظر المراقبين، إضفاء هالة إعلامية على تحركات حكومة “الأطفال” وهم على كل من العاصمة المؤقتة عدن، ومحافظة المهرة، في مواكب وعلى متن سيارات فارهة، وبرفقتهم عشرات الجنود المدججين بالأسلحة.

المراقبون أبدوا استغرابهم من تسخير امكانيات كبيرة لتلك الحكومة، لم تتوفر لحكومة تصريف الأعمال، وتوثيق ذلك بالصور والأخبار، ومنها تنقل رئيس حكومة الشباب والأطفال على متن طائرة عسكرية سعودية بين المحافظات اليمنية، فضلاً عن الزيارات الأمنية والميدانية التي يقوم بها بعض أعضاء تلك الحكومة.

وفيما يبدو أنه استجابة للضغط الشعبي، وجهت وزارة الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اليمنية، مساء الأربعاء، بعثاتها الدبلوماسية والقنصلية في العالم بإيقاف التسهيلات لـ”حكومة شباب وأطفال اليمن”، التي كانت أقرتها حكومة بن دغر في العام 2018.

حكومة الأطفال تهاجم الخارجية اليمنية

رد حكومة “شباب وأطفال اليمن” على تعميم خارجية تصريف الأعمال لم يتأخر كثيراً، ولم تكتفي حكومة الأطفال من الإعراب عن استغرابها الشديد من “التعميم”، لكنها هاجمت وزارة الخارجية بحدة متهمة إياها بـ”التقصير في حق الوطن”.

وسخرت حكومة شباب وأطفال اليمن في بيان، أطلعت عليه “ديبريفر”، من تعميم الخارجية اليمنية، وقالت إنها تعرضت لحملات تشهير واساءات استهدفت حتى أسرهم وعائلاتهم، في حين أن من قادوا تلك الحملات تناسوا اخفاق وزارة الخارجية اليمنية وسفراءها الذين لم يقدموا للوطن أي جديد، وخصوصاً قضايا المغتربين والطلاب المبتعثين.

وأوضح البيان أن أعضاء حكومة شباب وأطفال اليمن، “ليسوا موظفين تابعين لوزارة الخارجية اليمنية”، مشيراً إلى أن “عمل الحكومة تطوعي وطني وبجهود ذاتية دون أي مقابل مادي”.

ووصف البيان الحملة التي تعرضت لها “حكومة شباب وأطفال اليمن” بـ”القذرة”، مؤكداً نجاح الحكومة في نقل قضايا شباب وأطفال اليمن وشرح معاناتهم للخارج، وفضحها للجرائم جماعة الحوثيين.

وأكدت حكومة الأطفال، أن تعميم الخارجية اليمنية لن يعيقها جهودها الداعمة للحكومة الشرعية ودول التحالف العربي ممثلة بالمملكة العربية السعودية.

وتوعدت الذين وقفوا خلف “الحملات الممنهجة والموجهة ضدها” باصدار بيان تفصيلي قريباً تفضح فيهم.

دفاع رئاسي

وكانت انتقادات واسعة طالت المستشار الرئاسي الحالي، ورئيس الحكومة اليمنية السابق، أحمد بن دغر، متهمة إياه بدعم حكومة “شباب وأطفال اليمن”، محملة إياه مسؤولية كل هذا العبث والاستفزاز الصادر عن هذه الحكومة.

لكن مكتب بن دغر، أصدر بياناً، يوم الثلاثاء الماضي، ونشره على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك، وتويتر”، يوضح فيه حقيقة هذه الحكومة وعلاقة مستشار الرئيس اليمني بها.

واعتبر بن دغر إن الانتقادات التي طالته بسبب حكومة الشباب، ليس فيها ما يدعو للحرج أو النقد، مشيراً إلى أن “الخصومات السياسية التي تشوه المواقف بحق وبدون حق” هي من تقف وراء تلك الانتقادات.

وأوضح أن أول حكومة للأطفال والشباب انشأت عام 2010، أو قبل ذلك بقليل، برعاية إحدى المنظمات الاجتماعية المعروفة آنذاك، وبدعم بعض المنظمات الدولية، منوهاً إلى أن وجودها كان تقليداً أخذت به بعض البلدان في ظل الطموحات الديمقراطية التي شاعت حينها.

ورأى المستشار الرئاسي اليمني إن “حكومة الشباب والأطفال” شكل من أشكال الاهتمام بالشباب، وتربيتهم ورعايتهم وتأهيلهم، لافتاً إلى أن هناك حكومات وبرلمانات للأطفال والشباب في الكثير من دول العالم، وليست تجربة تخص اليمن فقط.

ووجهت اتهامات لبن دغر برعاية حكومة الشباب التي يترأسها محمد جميع، لكن الرئيس السابق للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، قال إنه لا يرى في ذلك تهمة، مؤكداً أن رعايته لهؤلاء الشباب كانت اجتماعية وتثقيفية.

ووصف بن دغر أخطاء حكومة “الشباب والأطفال” بالفردية، لكنه لفت إلى أنها لم تكن تحدث في عهده، قبل سنتين وثلاثة أشهر.

ودافع مستشار الرئيس اليمني، عن حكومة “الشباب والأطفال”، غير أنه شدد على ضرورة البحث في أمر الأخطاء الحديثة لتلك الحكومة.

* المصدر : وكالة (ديبريفر)
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع