سمير البرغوثي*

دأب الساسة ورجال الاعلام في دولة الامارات العربية القول بان التطبيع مع اسرائيل قرار سيادي نابع من المصلحة الوطنية للدولة ورغم ان هذا القول فيه نقاش حتى بين الكثيرين من ابناء الامارات لكن لا ضرر فهذا هو اجتهادهم ورؤيتهم للخارطة السياسية في المنطقة وبالنهاية التاريخ وشعب الامارات من سيحكم ان كان قرار التطبيع يخدم المصلحة الوطنية ام لا.

ولكن عندما يتعلق الامر بقضايا خارج سيادة الامارات فمن حقنا وحق كل مواطن عربي ان يتسائل ماهي المصلحة الوطنية بان تكرس دولة الامارات نفوذها وامكانياتها ومواردها المالية للضغط على السودان لفتح سفارة في اسرائيل ؟ وما هي المصلحة الوطنية لدولة الامارات بان يكون لباكستان سفارة في اسرائيل ؟ الرئيس الباكستاني اشتكى من حجم الضغوط الهائلة عليه للتطبيع مع اسرائيل ومن بينها دول عربية ولاحقا اشارت وسائل الاعلام الباكستانية ان من بينها دولة الامارات والحال مع اكبر دولة اسلامية في افريقيا النيجر.

ما هي المصلحة الوطنية لدولة الامارات في انفاق الاموال والسلاح لتجهيز جزيرة سومطرة في اليمن لاستقبال تواجد عسكري وامني اسرائيلي ؟ ما هي المصلحة الوطنية في استفزاز اكثر من مليار مسلم من خلال الاستثمار في اكثر الاندية الرياضية عنصرية في اسرائيل لدرجة ان لاعبيه وجمهوره لا يترددوا في توجيه الشتائم للرسول الكريم ؟ ما هي المصلحة الوطنية في استفزاز حكومة المغرب الشقيق بارسال طائرة خصيصا لاخلاء سواح اسرائيليون علقوا في المغرب بسبب اجراءات مكافحة كورونا دون اعتبار لها والتنسيق معها ؟

ما هي المصلحة الوطنية لدولة الامارات في استقبال احد قادة المستوطنين واستيراد منتجات من مصانع ومزارع على اراضي فلسطينية وسورية مصادرة في الوقت الذي حتى فيه الدول الاوروبية التي صنعت اسرائيل وترعاها باتت تخجل من استيرادها احتراما لمواقف شعوبها ؟

توقيع اتفاق “سلام مع اسرائيل” امر قد يكون قابل للنقاش والاجتهاد ولكن ان تكون وكيلا لاسرائيل فهذا امر غير قابل للاستيعاب خصوصا اذا كان الوكيل دولة عربية !

* المصدر : رأي اليوم