بقلم: دلمار لافورجي

(موقع” نيوز 24- news24″ الفرنسي- ترجمة: وائل حزام, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

بعد سنوات من الحرب الاهلية، أصبح اليمن “على حافة الهاوية”، حيث يعاني ملايين الأطفال من سوء التغذية ومهددين بالمجاعة، وذلك بحسب ما حذر منه مسؤول كبير في الأمم المتحدة.

دق المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة (اليونيسيف) في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، تيد شيبان، ناقوس الخطر في اليمن الذي يشهد تدهورا للوضع الإنساني, حيث أطلقت اليونيسيف نداءا للحصول على تمويل للطوارئ يقدر بمبلغ 2,5 مليار دولار أميركي  من المانحين العالميين .

يشرف شيبان على الجهود الرامية لمساعدة الأطفال والأسر في المناطق المتضررة بشدة من النزاعات والكوارث الطبيعية وكذا ازمة فيروس كورونا.

ومع وجود 39 مليون طفل بحاجة الى المساعدة المنقذة للحياة، فإن الشرق الأوسط يمثل وحدة 40 % من النداء العالمي التي اطلقته المنظمة الذي تبلغ قيمته  6 مليار دولار.

وفي مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس”، تحدث شيبان، من العاصمة الاردنية عمان، عن “أكبر حالات طوارئ إنسانية في العالم في هذه المنطقة”.

إن المنطقة تشهد بعض الكوارث الإنسانية الأكثر أهمية في العالم، من اليمن الذي تركتها سنوات من الصراع على حافة المجاعة, إلى السودان الذي يواجه فيضانات وتدفق اللاجئين من اثيوبيا الذين ظهروا بعد سنوات من الحرب الاهلية.

وفي المقابل، يعيش لبنان شللا سياسيا وأزمة اقتصادية غير مسبوقة، حيث توافد إليها عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، في الوقت الذي يحاول التعافي من الانفجار الهائل الذي شهدته العاصمة بيروت في أغسطس الماضي.

وتستمر سوريا في صراعها في الحرب الأهلية التي دخلت عامها العاشر، وأدت إلى نزوح الملايين من الأشخاص داخل البلد وتشتت ملايين اخرين خارج البلد .

اليمن الذي غرق في الفوضى والحرب الاهلية بعد سيطرة الحوثيين، المدعومين من ايران، على العاصمة صنعاء في العام 2014، ربما تكون أصعب منطقة بالنسبة لمنظمة اليونيسيف.

وبحسب المنظمة فإن أطفال اليمن الذين يقدر عددهم بـ 12 مليون طفل تقريبا، يحتاجون إلى نوع من المساعدة.

ويمكن أن يشمل ذلك المساعدات الغذائية والخدمات الصحية والمياه النظيفة والتعليم المدرسي والمنح النقدية لمساعدة الأسر الأشد فقرا من أجل العيش .

“نحن ندق ناقوس الخطر في اليمن لأننا على حافة الهاوية، حيث يعاني 2 مليون طفل من سوء التغذية الحاد و خمسة ملايين شخص هم على حافة المجاعة”.

وتستمر الحكاية:

صرح شيبان أن جهود الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية تبقى البلد على قدميها.

محذرا في الوقت ذاته من عواقب عدم الاستجابة لتلك المخاطر وقال “فسوف ينهار كل شيء وتعرفون ما هي العواقب المترتبة على عدم التصرف”.

إن التعليم الذي أطلقته منظمة اليونيسيف هو أكبر  عنصر في النداء، حيث يبلغ 874 مليون دولار، أو أكثر من ثلث اجمالي الانفاق .

ويقول أن المهمة الصعبة هي في تعليم الأطفال في مناطق الحروب والكارثة أصبحت أكثر صعوبة بسبب فيروس كورونا.

وفي المجمل، يقدر 40 % من الطلاب الذين تخدمهم منظمة اليونيسيف ليس لديهم إمكانية كافية للوصول الى الانترنت او أجهزة الكمبيوتر ليتمكنوا من التعليم عن بعد .

إن منظمة اليونيسيف, عملت مع الحكومات وشركات الاتصالات وغيرها من الشركاء لإيجاد حلول “مختلطة” تشمل التعليم وجها لوجه، وتحسين فرص حصول الأطفال على التكنولوجيا.

وأضاف الى هذه التحديات، وباء فيروس كورونا الذي طغى على نظم الرعاية الصحية الوطنية وأجهد نظم التعليم .

حوالي 500 مليون دولار، او خمس اجمالي ما أطلقته اليونيسيف في ندائها، يخصص لمواصلة الاستجابة لجائحة فيروس كورونا لمساعدة دول المنطقة على مواجهة الوباء.

وسيتم انفاق الكثير من هذه الأموال لضمان أن يتمكن الأطفال من مواصلة الدراسة,  كما إنه ضروري أيضا لدعم برامج الصحة ومياه الشرب .

إن منظمة اليونيسيف تعمل بشكل وثيق مع كوفاكس (Covax)، وهو مشروع عالمي طموح لشراء اللقاحات وإيصالها بأمان إلى افقر سكان العالم.

وبدورها تروج المنظمة للحملات التثقيفية حتى يفهم الناس عملية التطعيم لأنفسهم وأطفالهم .

كما وصف شيبان بأن احدى الإيجابيات القليلة في المنطقة هي السودان، الذي خرج من سنوات من الصراع الداخلي يحاول الانتقال نحو الديمقراطية، ولا يزال البلد يواجه تحديات كبيرة، من الفيضانات وصولا إلى أكثر من 40 الف لاجئ اثيوبي.

كما وصف السودان بأنه “مكان امل”، وقال أن على العالم أن يستثمر في انظمته الصحية والتعليمية وأن يعزز المصالحة هناك .

“لدينا حقا فرصة لتجاوز القصة التقليدية في السودان” و “هذا النوع من الفرص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا … لا يحدث في كثير من الأحيان”.

في العام الماضي أطلقت اليونيسيف نداء لتقديم نحو 2 مليار دولار كمساعدات طارئة للشرق الأوسط، لكنها لم تتمكن من جمع سوى نصف المبلغ.

وتقوم بعمليات في أماكن مضطربة أخرى مثل مصر، ايران، العراق، ليبيا، الأردن والأراضي الفلسطينية .

وبينما يتعرض الاقتصاد العالمي للركود وتحاول الحكومات رعاية شعوبها، تواجه اليونيسيف تحديا أكبر هذا العام.

“إن تكلفة التقاعس ستكون اعلى, اذا استطعنا الاستمرار في الإجابة, سنستطيع تجنب الأسوأ”.

* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.