كيف تمكنت اليمن التي مزقتها الحرب من أن تصبح خالية من فيروس كورونا
السياسية: بقلم: هولدن فريث
يبدو أن الدولة الفقيرة الواقعة في الشرق الأوسط قد قضت على فيروس كورونا على الرغم من معاناتها من آثار أمراض اخرى مستوطنة .
8 ديسمبر 2020 (مجلة “ذي ويك” البريطانية- ترجمة: جواهر الوادعي, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)
اعتادت اليمن أن يكون مختلف، ولكن نادرا ما يكون ذلك لأسباب صحيحة.
تعتبر اليمن واحدة من أفقر دول العالم وأقلها استقراراً, ويبدو أن اليمن مكاناً غير محتملا لقصة نجاح تتعلق بفيروس كورونا, لكن الأرقام الرسمية تدعم هذه الرواية.
تقول التايمز: “في واحدة من أكثر حالات تحول الأحداث المحيرة لهذا الوباء الذي يكون مصحوبا باستمر المفاجآت، يبدو أن المرض اختفى من اليمن بالسرعة التي أتى بها.”
قبل ستة أشهر، كان يخشى المجتمع الدولي من حدوث الأسوأ لأمة الشرق الأوسط.
ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في يونيو أن “فيروس كورونا يمكن أن ينتشر بشكل أسرع وأوسع في اليمن مع حدوث عواقب وخيمة “.
وأضافت هيئة الإذاعة البريطانية: “قبل ما يقرب من ثلاث سنوات من ظهور الوباء, أعلنت الأمم المتحدة أن اليمن أكثر الأماكن احتياجاً على وجه الأرض”.
كان ذلك قبل أن تطيح الحرب الأهلية برئيس البلد وتطلق العنان لموجة من إراقة الدماء بينما الفصائل المتمردة تقاتل الموالون للحكومة.
ووفقاً لصحيفة الغارديان البريطانية كان يعتقد عمال الإغاثة أن الفيروس التاجي, سوف يمزق بلداً لا يستطيع فيه ملايين الأشخاص من الحصول على المياه النظيفة، ناهيك عن الرعاية الصحية, حيث سبق وأن تفشى فيه بالفعل العديد من الأوبئة: الكوليرا والملاريا وحمى الضنك.
فقد كان البعض “يتوقعون معدل إصابة بنسبة 90٪.
لكن بحلول أواخر الصيف، بدأ الأمل في الظهور, حيث قال أحد سكان العاصمة صنعاء في سبتمبر لأليكس كروفورد من شبكة سكاي نيوز “لا توجد كورونا في اليمن”.
بدا أن معظم اليمنيين يوافقون على ذلك، حيث أنه وفي المدينة القديمة “الصاخبة” لم يكن هناك أحد يرتدي قناع الوجه.
ومع ذلك، خلص كروفورد إلى أنه “من الصعب تصديق أن الدولة التي تعاني من أكبر كارثة إنسانية في العالم تمكنت من السيطرة على كورونا”.
الآن، وبرغم ذلك، يبدو المراقبون الدوليون أكثر تفاؤلاً.
تقول صحيفة الغارديان: “حتى الآن يبدو أن البلد الذي مزقته الحرب قد خرج سالماً نسبياً من الوباء، حيث تم الإبلاغ عن 2124 حالة فقط و 611 حالة وفاة, اعتباراً من الأسبوع الماضي.
تضيف الصحيفة أنه في حين أن الاختبارات وجمع البيانات “غير موجودة تقريباً”، يقول الأطباء والمسؤولون الصحيون أن “الفيروس لا يشكل مصدر قلق ملح”.
إلا أنه تشير تدابير أخرى إلى أن العدد الحقيقي للقتلى أعلى، ولكن ترتيبه ليس من ناحية الحجم.
تشير الأبحاث التي أجرتها كلية لندن للصحة والطب الاستوائي إلى أن عدد الوفيات بنهاية سبتمبر يصل إلى 2100.
ويعتقد أن معظم هذه الوفيات حدثت في وقت مبكر من الجائحة, ولكن لماذا لا يزال سبب انحسار الفاشية غير واضح.
كما تقول التايمز انتقدت منظمة الصحة العالمية الادعاءات بأن الكثير من الناس قد أصيبوا بالفعل بالمرض، وأن اليمن أصبحت أول دولة كبيرة تكتسب مناعة جماعية”.
لا تبدو النظريات الأخرى أكثر مصداقية، حيث يُعزى الانخفاض في حالات كوفيد إلى كل شيء بدء من المخدرات الترفيهية إلى التركيبة السكانية للعمر.
تقول سكاي نيوز: “هناك اعتقاد راسخ هنا بأن القات – الذي يمنح المستخدم له مستوى عال من الأمفيتامين – يمكن أن يساعد في درء المرض.
ونقلت صحيفة الغارديان عن طبيب يقول “إن الروح المعنوية العالية والسكان الذين غالبيتهم من الشباب أبقى اليمنيين آمنين”.
من شبه المؤكد أن الشباب وغياب السمنة قد ساعدا، ولكن حسبما ذكرت صحيفة ذي تايمز “بعض الأطباء هنا يصرون على أن نظرية المناعة الجماعية ممكنة”.
تخطط منظمة الصحة العالمية لسحب عينات من الدم من 2000 شخص للتحقق من وجود أجسام مضادة، لكن الرئيس المحلي لمنظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة مقتنع بأن الموجة الثانية في الطريق.
يقول ألطاف موساني: “المناعة الجماعية هي شيء يتم تحقيقه من خلال التطعيم, والتحدي لا يزال قائما لكسر وسائل الإنتقال”.
* سبأ – تم ترجمة الماده الصحفيه حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.