الإمبراطورية الأمريكية .. بداية النهاية
المحرر السياسي
قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إن الانتخابات البرلمانية التي جرت في فنزويلا مؤخرا لم تعكس إرادة الشعب الفنزويلي بسبب التزوير.
عجيب أمر هذه الدولة (أمريكا) ورئيسها ترامب ووزير خارجيتها بومبيو يوزعون صكوك الغفران والعقوق علي من يريدون ويعطون لأنفسهم الحق في الحكم علي دول العالم وأنظمتها السياسية والانتخابية وفق أهوائهم ورغباتهم ومواقفهم من هذا النظام السياسي أو ذاك.
يطلقون التصريحات بأن الانتخابات التي جرت في الدولة الحليفة لهم نزيهة وبالمقابل يطلقون صفة التزوير علي الانتخابات في أي دولة وطنية ومستقلة وذات سيادة لا تخضع لأمريكا بأنها مزورة.
الآن لم يعد لأمريكا الحق في إطلاق تلك الأحكام الطائشة وعلى مسئولي هذه الدولة الكف عن تصريحاتهم في توزيع صكوك النزاهة والتزوير خاصة بعد فضيحة الانتخابات الأمريكية الأخيرة.. رئيس أمريكا ترامب يصف الانتخابات التي جرت في بلاده وكان هو أحد أطرافها بالمزورة لأن نتيجتها جاءت مغايرة لهواه ورغباته وأمنياته في حكم أمريكا أربع سنوات أخرى.
جاء الفرج والفضيحة من داخل أمريكا نفسها بانتخابات عرت وفضحت الديمقراطية الأمريكية الزائفة والكاذبة وأصبحت دول العالم تتفرج وتضحك على هذه الدولة التي تصنف نفسها بأنها تقود النظام العالمي الجديد.. هتك الستار واتضحت أكاذيب أمريكا التي تدعي زوراً وبهتاناً بأنها رائدة العالم الديمقراطي وبمعاييرها الأمريكية الخاصة تقيس وتحكم على أي عملية انتخابية ديمقراطية في العالم.
والآن انتهى كل شيء ولم يعد لما تقوله أمريكا ومسئوليها أي مصداقية، كذبوا علي العالم عقوداً طويلة عبر مؤسسات إعلامية محترفة وذات تقنية عالية بديمقراطيتهم المزيفة التي أصبح لا معني لها.. حتى اليوم لا يزال السجال حول مصداقية الانتخابات الرئاسية الأمريكية موضع جدل بالنزاهة والتزوير.
هذه الانتخابات هي التي فجرت زيف الانتخابات الأمريكية السابقة فالرئيس الأمريكي الجديد يتم انتخابه من قبل مؤسسات ثلاث، هي التي تتولى ما يسمى صناعة الرئيس وهي طواغيت المال والبنتاجون وأجهزة الاستخبارات، ومادون ذلك من عملية سباق انتخابي ومهرجانات ومواجهات ليست إلا مسرحية تتكرر كل أربع سنوات لا معنى لها وليس منها أي هدف سوى الضحك على الداخل الأمريكي وبقية دول العالم.
لقد عانت المنطقة العربية كثيراً من الأحكام الأمريكية الجائرة، ومنها اليمن التي دخلت تصنيفات النزاهة من عدمها وفقاً للمفهوم الأمريكي.. أما وقد انجلت الأمور فلم يعد الحكم الأمريكي على نزاهة أي عملية انتخابية في العالم ذات معنى ..ونصيحة لمسئولي أمريكا أبدأ بنفسك قبل أن تحكم على الآخرين.