نحن الإرهابيون
بقلم: كيتلين جونستون
( موقع ” سكوب-“scoop الناطقة باللغة الإنجليزية- ترجمة نجاة نور، الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)
يقال إن إدارة ترامب تدرس قرار إضافة جماعة الحوثي في اليمن إلى قائمتها الرسمية للمنظمات الإرهابية المصنفة بهدف تضييق الخناق عليهم ومنع وصول الأموال والموارد الاخرى إليهم.
فيما حذر رئيس برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة بالإضافة الى العديد من الخبراء الآخرين من أن هذا التصنيف سوف يطيل أمد الحرب المروعة التي أودت بحياة أكثر من ربع مليون شخص ويخلق حاجزاً لا يمكن اختراقه من الروتين الذي يمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني.
قالت الأمم المتحدة ان الذين قتلوا جراء الحرب، بشكل تقديري نحو 233 من كلى الطرفين، الحوثيين والتحالف الذي تقوده السعودية المدعوم من الولايات المتحدة، معظمهم جراء ما أسمته “أسباب غير مباشرة”.
هذه الأسباب غير المباشرة من ضمنها الوفاة بسبب المرض والمجاعة الناتجة عن ما وصفة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأنها “أسوأ مجاعة شهدها العالم منذ عقود”.
عندما يسمع الناس كلمة “مجاعة”، فإنهم عادة ما يفكرون في الجوع الجماعي الناجم عن الجفاف أو غيره من الظواهر الطبيعية، ولكن في الواقع، تحدث الوفيات الناتجة عن الجوع التي نشهدها في اليمن (نسبة كبيرة منهم أطفال دون سن الخامسة) بشيء ليس أكثر طبيعية من الموت جوعا الذي تراه في حصار القرون الوسطى.
إنها نتيجة استخدام التحالف السعودي للحصار والاستهداف المتعمد للمزارع وقوارب الصيد والأسواق ومواقع تخزين المواد الغذائية ومراكز علاج الكوليرا بضربات جوية تهدف إلى جعل الأجزاء التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن ضعيفة وبائسة ليجعلوهم ينكسرون.
بعبارة أخرى، تساعد الولايات المتحدة وحلفاؤها كالسعودية في قتل الأطفال وغيرهم من المدنيين عمداً على نطاق واسع من أجل تحقيق هدف سياسي والذي يعتبر بالطبع مثالاً ممتازاً لأي تعريف موحد للإرهاب.
نحن الإرهابيون, السعودية والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وكندا وفرنسا وكل الدول الأخرى التي سهلت ارتكاب المجازر الجماعية المروعة في اليمن, تحالف القوى المحكم هذا الذي يمتد على الكرة الأرضية هو منظمة إرهابية لم يشهد العالم مثلها من قبل.
إن الإمبراطورية الأمريكية المتوحشة والمتعطشة للدماء التي تصنف الحوثيين كمنظمة إرهابية هي اتفه نكتة مضحكة على الإطلاق.
نحن الإرهابيون, أقول “نحن” بدلاً من حكوماتنا لأننا إذا كنا صادقين مع أنفسنا، فنحن كمدنيين متواطئون في هذه المذبحة.
إن الفظائع في اليمن بلا شك هي أسوأ شيء يحدث في العالم الآن، لكنها بالكاد تشكل ومضة في وعينا الاجتماعي.
الغالبية العظمى منا شاهدوا صور ومقاطع فيديو لأطفال يمنيين جائعين، وفكروا في شيء على غرار “يالها من مجاعة، هذا محزن للغاية” وعادوا إلى التفكير في الرياضة أو أي هراء آخر يستحوذ على معظم انتباهنا.
نحن الإرهابيون, نعم، صحيح أنه تم الترويج لتواطؤنا مع هذا الإرهاب، ولو كانت وسائل الإعلام تقوم بعملها المزعوم، لكانت اليمن في صدارة اهتمامنا، لكننا ما زلنا متواطئين.
وما زلنا نشارك فيه، وما زلنا نعيش في مجتمع مكون من نسيج الذبح والوحشية دون أن ننهض ونستخدم قوة أعدادنا لفرض التغيير.
فقط لأنك غير مدرك أنك تنام على سرير قد ذبح أطفال عليه لا يعني أنك لا ترقد فيه.
نحن الإرهابيون, لكننا لسنا بحاجة لأن نكون كذلك, يمكننا البدء في الاستيقاظ معاً, إيقاظ أصدقائنا وجيراننا، ونشر الوعي بما يجري، ونشر كل ما يخص كل تلك الفظائع التي ترتكبها حكوماتنا في اليمن وفي الدول الأخرى باسم الهيمنة الامبريالية ومساعدة بعضنا البعض في رؤية أبعاد الحياة الواقعة هناك والحياة من خلال حجاب الدعاية.
كم عدد الموارد التي يتم إنفاقها على إلحاق أعمال إرهابية لا توصف بعالمنا بدلاً من إفادة البشرية.
يمكن لحكومة الولايات المتحدة أن تفرض إنهاء الأعمال المروعة في اليمن على الفور تقريباً إذا أرادت ذلك حقاً.
إذا كان الحفاظ على الهيمنة أحادية القطب قد تقدم فجأة من خلال منح الحوثيين النصر في اليمن بدلاً من القتال لضمان الحكم المتحالف مع واشنطن، فإن السعوديين سوف ينسحبون وستنتهي الحرب في غضون أيام.
يمكننا تحقيق ذلك إذا تمكنا من نشر الوعي الكافي بواقع ما يحدث في اليمن.
كسر حاجز الصمت عن اليمن, الضغط على بايدن للوفاء بتعهد حملته بإنهاء الحرب التي بدأت في عهد إدارة أوباما وبايدن.
الوقوف ضد الإمبريالية الأمريكية, إضعاف ثقة الجمهور في وسائل الإعلام التي ترفض أن تعطينا صورة واضحة عما يجري في العالم.
ساعد الناس على إدراك أن محاولتهم لمعرفة الواقع يتم تشويه باستمرار من قبل النافذين.
ننهي دورنا في إرهاب الإمبراطورية بإيقاظ مواطني تلك الإمبراطورية لأعمالها الإرهابية.
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.