أحمد يحيى الديلمي ——

ما الذي يجري ؟! لماذا كل هذا الحقد ؟! لماذا هذه الكراهية ضد اليمن واليمنيين؟! هل اليمن وأبنائه الطيبين يستحقون كل هذا العقاب والدمار والخراب ، من أجل ماذا ولأجل ماذا يتعرضون لكل هذا الويل والنكال ؟! جرائم نكراء ومجازر بشعة يندى لها جبين الدهر ، والعالم يتفرج ويلوذ بالصمت ، بل أن الغالبية مشاركين مشاركة فاعلة في العدوان ، هم من خططوا وقدموا للمعتدين أفتك أسلحة الدمار الشامل ، بينما يتباكون على حقوق الإنسان إنها مفارقات عجيبة ، هذه الأسئلة وغيرها تفرض نفسها على اليمنيين وتحلق في سماء العالم باحثة عن إجابة ، زادت حده بعد انقضاء النصف الأول من العام الرابع للعدوان بهمجيته وما يرافقه من حصار اقتصادي جائر يخنق الشعب ويضيق على أبنائه الحياة ، للآسف لم نجد إجابة حتى هذه اللحظة ، الصمم أصاب العالم ولم نسمع أي رد فعل يحاول إيقاف المعتدي عند حده ، ما يجري بالنسبة لنا في اليمن لم يشكل مفاجأة لأنه جاء عقب سلسلة طويلة من العمالات والخيانات وحالات الاستسلام الطوعية للمعتدي الذي ظل يخطط ويبرمج لفعل انتقامي قاتل ، وهذا هو هاجسه من زمن مبكر ، من مجزرة تنومة وما قبلها وما بعدها ، ومن أجل هذه الغاية استهدف الهوية الثقافية والفكرية والنسيج الاجتماعي المشهود له بالتجانس والتعايش  ، فاثار النعرات الطائفية والانقسامات المذهبية بأساليب مكشوفة وأخرى خفيه ، واستقطب الكثيرين إلى مزالق المؤامرة من أبناء هذا الشعب ممن ساعدوه على إعلان وجوده وفرض قوة حضوره والتدخل في كل صغيرة وكبيرة ، وحينما واتته الفرصة هوى بهراوات الموت على رؤوس الأطفال والنساء والمشائخ وسعى إلى سحق الإرادة والقيم والمبادئ وزبانيته يصفقون ويصدقون كل أفعاله معلنين أنها في صالح الشعب ومن اجله ومؤكدين ضرورة الانصياع لنفس المضامين كونها حتمية وطنية ، مع أن العدو كان اكثر وضوحاً منهم ، فأفصح عما يريد في زمن مبكر ، وأبناء الشعب المؤمنين بقضاياه لم يجهلوا تلك المقاصد ، لكن الذين انقادوا لنزواته استطابوا كل شيء واستمروا تعذيب الذات وتسويق الدعايات الكاذبة التي اختزلت الإسلام وأحكامه ومبادئه في هذا العدو وهو مع الأيام يتمادى في الكراهية ويقدم الموت رسالة مفتوحة لكل اليمنيين بما في ذلك الذين يرزحون تحت وطأة كابوس الجنون وهستيريا الحقد الدفينة على أبناء شعبهم .

هذه الحقائق لا شك أنها تفرض نفسها بالذات على كل ذي بصيرة حينما يستمع إلى سيناريوهات ما يسمى بالتفاوض والحلول السلمية ، هنا يتساءل بمرارة مع من هذا التفاوض ؟! ومع من يتم ؟! هل مع الذين انقادوا إلى مزالق العدو وأصبحوا شر أدواته ، أم مع الذين سقطوا في أوحال العمالة والخيانة، إنها بالفعل أشياء غير طبيعية تجعلنا نقول (إذا كان للناس في اليمن لقاء جديد فلابد من ذاكرة وطنية جديدة ، ووجدان وطني صادق لأناس يمتلكون الإرادة ومتحررين من التبعية ) وهنا نجد استحالة للوصول إلى أشخاص يتمتعون بهذا المستوى من الولاء والصدق والموضوعية ، وبالتالي نقول أن الحل يكمن في استمرار المخاض والرهان على تاريخ جديد يصنعه الأبطال المرابطين في الثغور ببطولاتهم الأسطورية ، أنهم بهذه الأعمال العظيمة يبشرن بقدوم فجر صادق يلغي الارهاصات التي شكلت حالة اختناق بشعة تكاد تقضي على الأخضر واليابس ، وكل يمني يقول سئمنا من الكذب والتجارب الفاشلة ، تضحيات وبطولات هؤلاء العظماء هي عنوان الفجر الصادق وهي التي ستسدل الستار على المسرحيات الهزيلة والمملة التي ظلت تعبث باليمنيين و بمشاعرهم الطيبة ، وهذا هو القول الفصل .. والله من وراء القصد ..