(صحيفة” باري ماتش- paris match” الفرنسية- ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

أدت نقطة التحول التاريخية هذه – ثورات الربيع العربي- التي خيمت على المنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى رحيل أربعة من الزعماء العرب.

كان ذلك قبل عشر سنوات, حيث كانت الشرارة الأولى لموجة الاحتجاجات الشعبية العارمة التي جابت المنطقة العربية, عندما اقدم شاب تونسي على إضرام النار في نفسه, معلناً بذلك اندلاع حركة احتجاجية شعبية تاريخية عارمة في المنطقة, ثار الشباب على أثرها مطالبين بالحرية والتغيير السياسي الديمقراطي.

ومن هذا المنبر نسلط الضوء على 10 تواريخ رئيسية وضعت علامات فارقة على هذه الفترة القوية في سجل التاريخ.

17 ديسمبر 2010 – الشرارة التونسية:

أضرم محمد البوعزيزي وهو بائع شاب متجول النار في جسده، في منطقة سيدي بوسعيد وسط تونس, بعد أن أنهكه الفقر والبؤس والإذلال من قبل الشرطة.

وقد أشعل عمله اليائس هذا, احتجاجاً على مستوى البلد بالكامل ضد البطالة والارتفاع الباهظ في تكاليف المعيشة.

14  يناير 2011 هروب بن علي:

بمسيرات حاشدة, خرج الآلاف من الشعب التونسي في العاصمة تونس, منددين بالوضع الاقتصادي المزري الذي تعيشه البلد, تحت شعار « أرحل, يا بن علي!. «

طالب الشارع التونسي برحيل الرئيس الذي تولى السلطة منذ 23 عاما, وفي مساء 14 من يناير من العام 2011, فر الرئيس بن علي إلى المملكة العربية السعودية, وبهذا, كان أول زعيم لدولة عربية يترك السلطة على أثر الضغوطات التي مارسها الشارع.

كانت “ثورة الياسمين” بمثابة الشرارة الأولى لما عُرف باسم ثورات الربيع العربي والتي جابت المنطقة تحت شعار رئيسي: “الشعب يريد إسقاط النظام”.

25  يناير 2011 – الثورة المصرية:

خرج الآلاف من المصريين في مسيرة شعبية حاشدة في العاصمة القاهرة كما هي في مدينة الإسكندرية وفي العديد من المدن المصرية الأخرى للمطالبة برحيل الرئيس حسني مبارك الذي تربع على عرش السلطة في البلد منذ العام 1981.

ردد البعض “خبز, حرية, كرامة”, في حين نادى آخرون “أرحل يا مبارك! ومن هنا اشتعل فتيل “ثورة 25 يناير”.

25 يناير 2011 – “الشعب أسقط النظام! “

شهدت مختلف المدن المصرية تظاهر أكثر من مليون شخص, قدم على إثرها الرئيس حسني مبارك استقالته من منصبه وسلم مقاليد الحكم في البلد إلى الجيش، وبذلك ابتهج الشارع المصري في جميع أنحاء البلد, مرددين “لقد أسقط الشعب النظام” في ميدان التحرير الذي أصبح من ذلك الحين رمزا للاحتجاج.


الآلاف من المتظاهرين  يطالبون بالحكم على الرئيس الأسبق حسني مبارك في 8 أبريل 2011 في ميدان التحرير بالقاهرة/ تصوير: ميسام صالح/ وكالة فرانس برس

15 فبراير 2011 – ميدان التحرير في مصر يلهم الشارع البحريني:

تم تغيير اسم ساحة اللؤلؤة في العاصمة البحرينية المنامة من قبل الآلاف من المتظاهرين إلى ميدان التحرير, حيث دعا المحتجون من خلال تسيير العديد من المظاهرات إلى ملكية دستورية حقيقية وإصلاحات سياسية.

إلا أن الانتفاضة سحقت في منتصف مارس بعد أن تدخلت قوات عسكرية ضمت 1200 عسكري سعودي و 800 جندي إماراتي والمنضوية تحت لواء قوات درع الجزيرة وهي قوات مشتركة تابعة لمنظمة مجلس التعاون لدول الخليج, وذلك بناء على طلب حكومة مملكة البحرين لحماية المنشآت الحيوية بعد اندلاع الأزمة البحرينية في مطلع العام 2011.

15 فبراير 2011 – القمع الدموي في ليبيا:

فرقت الشرطة في ليبيا، بشكلٍ قسري اعتصاماً ضد الحكومة في مدينة بنغازي، ثاني أكبر مدينة في البلد، ونتيجة لذلك, اشتبك المتظاهرون مع قوات الأمن.

ومن جانبه, ألقى الرئيس معمر القذافي خطاباً يتوعد ويهدد فيه خصومه بأنه سيتعقبهم :”شبر..شبر، بيت..بيت، دار ..دار”, وبهذا تحولت العمليات  الاحتجاجية إلى عصيان مسلح، تخللته عمليات قمع شديدة, سقط على أثرها الآلاف من القتلى.

6 مارس 2011 ــ سوريا من الشعارات إلى الصراع

في 6 من مارس 2011، كتب ما يقرب من 15 مراهقاً على جدران مدرستهم في مدينة درعا، جنوب سوريا: ” إجاك الدور يا دكتور”, مشيرينا بذلك إلى الرئيس السوري بشار الأسد- المتخصص في طب العيون- كما كتبوا العديد من العبارات التي تم اقتبسها من وحي ثورات الربيع العربي, حيث حاكت تلك العبارات ما كان يدور بخلد الكثيرين من السوريين.

وقد أدت عملية اعتقال المراهقين وتعذيبهم إلى إشعال فتيل الثورة وخروج أول مظاهرة سلمية تدعو إلى التغيير الديمقراطي.

ولكن جراء عمليات القمع الوحشي الذي مارسها النظام ضد المتظاهرين، تحولت الانتفاضة الشعبية إلى حرب أهلية، وهو الصراع الذي حصد أرواح أكثر من 380 ألف شخص حتى الآن.

ولمساعدة الجيش السوري، الذي أصبح على حافة الانهيار, أطلقت روسيا، الحليف العظيم لإيران في دمشق، حملة عسكرية مكثفة في أواخر سبتمبر من العام 2015.

وبالتالي, أصبح الرئيس بشار الأسد قادراً، بفضل مساعدة من الآباء الروحين له، على البقاء على رأس هرم السلطة في البلد الذي لم يعد يوجد منه سوى الأنقاض.

20 أكتوبر 2011 / القبض على القذافي في قنوات الصرف الصحي:

لقي الرئيس معمر القذافي- الهارب منذ سقوط العاصمة طرابلس على أيدي الثوار، بفضل الدعم الحاسم الذي قدمته قوات حلف شمال الأطلسي “الناتو”-  مصرعه بالقرب من مدينة سرت، مسقط رأسه شرق طرابلس.

تم القبض على الرجل الذي حكم ليبيا لمدة 42 عاماً, والذي لطالما تحدث مراراً وتكراراً عن ما وصفهم بـ “الجرذان” التي تجرأت على الانتفاضة ضد حكمه وهو مختبئ في أحدى قنوات الصرف الصحي على جانب الطريق قبل أن يُقتل.

23 أكتوبر 2011 – أول تصويت حر في تونس:

احتشد الشارع التونسي على نطاق واسع للاقتراع في أول انتخابات حرة في تاريخ البلد, لانتخاب الجمعية التأسيسية الوطنية، التي يتولى فيها حزب النهضة، الذي يهيمن عليه الإسلاميين مسؤولية صياغة الدستور الجديد للبلد.

27 فبراير 2012 – صالح يتنازل عن مقاليد الحكم في اليمن:

تنازل صالح الذي تربع على عرش اليمن لأكثر من 33 عاما عن السلطة لنائبه في ذلك الوقت عبد ربه منصور هادي, بعد أكثر من عام من بدء الاحتجاجات الشعبية العارمة التي حشدت عشرات الآلاف من المحتجين.

وبهذا, يعتبر الزعيم العربي الرابع الذي يجتاحه الربيع العربي، ولكن رحيله يأتي بعد عملية انتقال للسلطة تم التفاوض عليها تحت ضغط من ممالك الخليج.

29 يونيو 2014 – خروج الجهاديون من تحت الركام:

أعلن الجهاديون من تنظيم الدولة الإسلامية أو ما يعرف بتنظيم داعش, الخلافة الإسلامية على مناطق شاسعة في سوريا والعراق, حيث أتسم هذا التنظيم الجهادي بزرع الإرهاب وتنفيذ عمليات الإعدام عن طريق قطع الرأس, وعمليات الإعدام الجماعي والاغتصاب والاختطاف والتطهير العرقي.

* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.