بقلم: بقلم لورانس نكوا

(صحيفة” ليزيكو-les echos ” الفرنسية- ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

لم تفقد أي من حماستها, ومرة أخرى لا تزال تقف متشدقة بقلمها ضد الظلامية  للعمل في مواجهة الاضطرابات التي خيمت على العالم, وبشجاعة وبخط يد حاد ومؤثر، تروي بوغراب مدى الدمار الذي لحق باليمن بسبب الصراع المنسي الذي أطبق خناقة عليها.

إذ لطالما نددت بالصراع الدائر في اليمن – صراع بالوكالة بين إيران والمملكة العربية السعودية – مع تسيير غارات جوية انتهكت بالفعل هذا البلد المجزأ والممزق.

وفي هذه الأثناء أختار المجتمع الدولي الغربي أن يبقى بعيداً وصامتاً ومتواطئاً في بعض الأحيان.

كما يتعين على جانيت بوغراب أن تبرهن على نحو جاد بأن الكيفية التي يتم التعامل بها مع هذه الكارثة الإنسانية، بالرغم من البعد الجغرافي, تعمل على تقويض قيم الجمهورية على نحو مخادع.

فمن خلال التقلبات التاريخية، تتابع حسابات الرياض، حليفتنا، لترسيخ قوتها على رقعة الشطرنج الدولية.

وتحت عبودية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان, فإن المملكة السعودية التي لا جذور لها، سوف تلحق الضرر لتحل محل مهد الإنسانية لإرساء سلطته: فالأمير الشاب يلعب في الحرب.

ففي اليمن, تمكن الموت من تغيب أرواح الالاف من السكان المدنيين, حيث تم إمطار هذا البلد بوابل من الغارات الجوية التي بلغ عددها  19278 غارة.

عمدت من خلالها السعودية وحلفائها إلى تخريب البلد, وذلك منذ أواخر مارس من العام 2015, ومع ذلك, يبدو أن لقصر الاليزية الفرنسي رأي أخر في ذلك……..

الصمت:

“هذا هو لسان حال اليمن المحتل، حيث تتراكم الجثث على الأنقاض، وتغطي الأنقاض الجثث. ومن وقت لآخر، تمكن مصور صحفي من كسر جدار الصمت… وإذا ما أتى الملايين من اليمنيين الفارين من العمليات القتالية إلى أوروبا، فمن المحتمل أن نكون أكثر اهتماماً بهذه المأساة التي تطبق خناقها على السكان المدنيين بكل المقاييس, ولكن الواقع يقول أن اليمنيون يموتون بصمت في بلدهم … ولكن عمليات التطهير دقت ناقوس الخطر بالتزامن مع مقتل الصحفي السعودي المعارض والكاتب في صحيفة الواشنطن بوست “جمال خاشقجي” في قنصلية بلده في مدينة اسطنبول التركية مطلع أكتوبر من العام 2018, ومع ذلك, كان من الممكن أن تكون المراجعة البسيطة للأخبار منذ العام 2015 كافية لرؤية الهاوية الأعمق, من أي وقت مضى في الرياض بين سراب الصورة وحقيقة الحقائق”.

المنطق:

»إن الكارثة التي ألقت بظلالها على اليمن تعتبر كارثة ذات شقين، الأول يتمحور حول الشق الإنساني والثاني حول الشق التراثي,  فبواسطة إشعال الحروب, لا نستطيع أن نحط من قدر أي شعب بقدر ما نستطيع فعله من خلال تدمير وإلغاء تاريخه وحضارته,  وهذا هو ما حاصل في اليمن بالفعل, حيث عملت المقاتلات الحربية التابعة لدول التحالف العربي المنضوية تحت راية الرياض على تدمير ثلاثة آلاف سنة من الحضارة التاريخية, كما لا تقتصر الرغبة في التدمير على الهدم المادي للمواقع التاريخية العتيقة، بل فهي تساعد في محو الذاكرة الجماعية تدريجياً، أو تمزيق الهوية المشتركة.

وهذا هو الهدف الحقيقي الذي يسعى إلى تحقيقه السعوديون…… فهذا من الثوابت الإسلاموية, إذ يريدون القضاء على الانسانية التاريخية بدءا بالتعبير عن الإسلام, وبالتالي, ليس هناك، بأي حال من الأحوال، تخريب غير عقلاني بل منطق سياسي – ديني… »

الأسلحة:

»لا يوجد سبب يدعو إلى الاستسلام لتصور خاطئ, حيث لم أكن قط من مؤيدي هذا الميل، بعد أن كنت مقتنعاً بأن إغراء النقاء هو قناع لقدسية العنف….. ولكن في العام 2017, سلمت باريس للرياض معدات عسكرية بقيمة 1.381 مليار دولار, وفي بعض الممارسات لهذه التجارة الفردية، أصبحت المملكة الوهابية العميل الثاني للصناعات العسكرية للجمهورية الفرنسية”« .

* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.