الأمم المتحدة تحذر من مجاعة وشيكة في اليمن
يعتمد 14 مليونا من سكان البلاد على المساعدات الإنسانية ويواجه 29 مليونا آخرين خطرا متزايدا من انعدام الأمن الغذائي
كنعان الحميري
يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد مزيداً من فصول المعاناة الإضافية على كاهل الشعب اليمني، الذي يكابد مآسي القتال في البلاد بعد هيمنة الحوثيين على أجزاء من البلاد وإعلان تشكيل حكومة تمثلهم منذ نحو ست سنوات.
إذ أطلقت الأمم المتحدة تحذيراً من تعرض اليمن، وثلاث دول أخرى، لخطر المجاعة خلال الفترة المقبلة جراء استمرار الصراع الدامي في البلد الفقير. وحذرت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي، في بيان مشترك، من أن 16 دولة إضافية ستواجه “حالة طوارئ غذائية رئيسة- أو سلسلة من حالات الطوارئ” خلال الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة.
التحذيرات الأممية لم تكن الأولى من نوعها، حيث سبقتها تحذيرات مماثلة كان آخرها ما جاء على لسان منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي، التي أعلنت في بيان لها نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، إغلاق 15 من أصل 41 برنامجاً إنسانياً رئيساً للمساعدات الإنسانية في اليمن، جراء نقص التمويل.
وفي ترجمة للوضع الانساني المعقد، الذي بلغه السكان في اليمن، قالت غراندي إن “الأوضاع أصبحت مستحيلة، وتنذر بأسوأ أزمة إنسانية في العالم”، مشيرةً إلى أن الأمم المتحدة ليس لديها الموارد الضرورية لإنقاذ الأشخاص الذين “يعانون وسيفقدون حياتهم إذا لم نمد إليهم يد العون”.
صراع طال أمده
“فاو” وبرنامج الأغذية العالمي أرجعا تحذيراتهما إلى الصراع طويل الأمد ونقص وصول المساعدات الإنسانية إلى المجتمعات المحتاجة، والظواهر المناخية المتطرفة والتداعيات الاقتصادية لوباء كورونا.
البيان المشترك أورد قائمة الدول المعرضة للخطر، من ضمنها “فنزويلا، وهايتي، وإثيوبيا، والصومال، والكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى، ومالي، والنيجر، وسيراليون، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وموزمبيق، وزيمبابوي، والسودان، ولبنان، وسوريا، وأفغانستان”.
وسبق للأمم المتحدة أن قالت، إن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية ومجاعة في الوقت الحاضر، حيث يعتمد 14 مليوناً من السكان على المساعدات الإنسانية ويواجه باقي السكان البالغ عددهم 29 مليوناً خطراً متزايداً من انعدام الأمن الغذائي في ظل ارتفاع أسعار المواد الأساسية بشكل جنوني وانهيار سعر العملة الوطنية.
براثن المجاعة
وخلال حديثها للصحافيين في جنيف، الجمعة، قالت كلوديا بو، كبيرة مستشاري الأمن الغذائي في برنامج الأغذية العالمي، إنه من بين 20 منطقة شديدة التأثر، “هناك أربع مناطق نشعر بالقلق من أنها قد تواجه خطراً متزايداً بشأن الوقوع في براثن المجاعة إذا تدهور الوضع أكثر خلال الأشهر المقبلة، وهي بوركينا فاسو، شمال شرقي نيجيريا، جنوب السودان واليمن”.
وتشكو الوكالات الدولية من النقص الحاد في تمويل العملية الإنسانية في اليمن خلال الأشهر الماضية، إضافة إلى العراقيل والقيود التي تفرضها أطراف الصراع على وصول المساعدات إلى المناطق الأكثر تضرراً من الصراع.
وسبق أن أكد مكتب غراندي أن خطة الاستجابة الإنسانية تعاني من نقص التمويل، في حين تواجه وكالات الأمم المتحدة وضعاً صعباً، قد تضطر جراءه إلى إغلاق برامج المساعدة الإنسانية، أو تقليصها بشكل كبير.
أمل بالتحرك
وتأمل منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي أن يشجع هذا التحذير على العمل “فوراً لمنع حدوث أزمة كبرى (أو سلسلة من الأزمات) بعد ثلاثة إلى ستة أشهر”.
ويؤكد البيان المشترك أن تطور الوضع في هذه البلدان، بخاصة الدول الأربع، مرهون بشكل خاص بالوصول إلى المساعدات الإنسانية وتمويلها المستمر.
المصدر : الاندبندنت
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع