أنثى دب يعادل وزنها ثمانية رجال تفوز بلقب أسمن دب في ألاسكا
عاشقة سمك السلمون هزمت 11 دبا سمينا منافسا إثر اقتراع شعبي ضمن "أسبوع الدب السمين" في محمية ألاسكا للدببة
جاين دالتون
كثير من الناس يسعون جاهدين لتخفيض وزنهم خلال أشهر الشتاء القاتمة، فهناك من يفقد نحو ثلث وزنه في موسم الصقيع ذاك. لكن بالنسبة لمخلوقات أخرى فإن الحجم مهم، وكلما ازدادت سمنتهم، باتوا في وضع أفضل.
وهذا ما يفسر الاحتفاء بأنثى دب فاق وزنها وزن ثمانية رجال تقريباً، ضمن مسابقة سنوية للأوزان الثقيلة في ألاسكا.
وقد جرى هذا العام اختيار أنثى دب رمادي تعشق سمك السلمون، أطلق عليها اسم “747”، تيمناً بطائرة الركاب الضخمة، لتتوج بلقب “أسمن دب لهذا العام”، وذلك بعد فوزها بالمرتبة الأولى إثر عملية تصويت عبر الإنترنت لاختيار الجدير بالفوز من بين 12 دباً سميناً.
والدبة الفائزة هي من نزلاء “محمية كاتماي الوطنية” في ألاسكا التي يقطنها 2200 من الدببة الرمادية، وقد دامت عملية الاقتراع التي نظمتها إدارة المحمية أسبوعاً كاملاً أطلق عليها “أسبوع الدب السمين”.
وقدر العاملون في إدارة محمية كاتماي أن يكون وزن الدبة “747” أكثر من 1400 رطل (حوالي 635 كيلوغرام)، أي ما يعادل 7.6 مرات وزن رجل متوسط الوزن في المملكة المتحدة.
وتحتاج الدببة في ألاسكا إلى الأكل بقدر المستطاع صيفاً، كي تراكم السمنة التي تساعدها على البقاء وتحمل الصقيع شتاءً، إذ أنها تفقد ثلث وزنها خلال فترة سباتها الشتوي حين تتوقف عن الأكل والشرب.
كما يمكن لهذه الدببة أن تصل بوزنها إلى 453 كيلوغرام على الأقل بفضل تناولها المستمر للطعام في شهور الدفئ. وتحتاج ذكور الدببة الشهباء في سن البلوغ إلى حجم كبير كي تفرض سطوتها على حقول الصيد وتحظى بدبة أنثى شريكة, من جهتها تحتاج الدببة الإناث إلى اكتساب الوزن كي تتمكن من تحمل العيش والإنجاب وتربية جرائها (الدببة الصغيرة).
ووضعت إدارة محمية كاتماي 12 دباً للمشاركة في المنافسة، وأتاحت للجمهور وعشاق الدببة المقارنة بين صور هذه الحيوانات، والاقتراع لدبهم السمين المفضل.
وتلتهم الدببة أسهل ما يمكن الوصول إليه من الأطعمة المسمنة، وهذا في محمية كاتماي يعني سمك السلمون… كذلك طلب من المقترعين التبرع مالياً للمساهمة في الحفاظ على المحمية.
وقال المسؤولون عن محمية كاتماي إن الدبة “747” “عملت بالفعل على مراكمة الوزن، وعلى الرغم من بلوغها في يوليو (تموز) وزناً كافياً يسمح لها بالنوم، إلا أنها استمرت في التهام الطعام حتى غدت تجر بطنها أمامها على الأرض في أواخر شهر سبتمبر (أيلول)”.
وبالمناسبة تمثل كاتماي في ألاسكا محمية طبيعية ضخمة على امتداد 4 ملايين هكتار، وهي تشمل جبالاً وبحيرات وسواقي وساحلاً بحرياً. كما أنها تضم أكبر تجمع للدببة الرمادية في العالم، والتي تمثل فصيلاً من دببة “غريزلي”، تعيش على الشواطئ البحرية.
وشهد عدد زوار المحمية هذا العام انخفاضاً بمعدل تسعة أعشار، بيد أن سمك السلمون ازداد وفرة. وعن هذا الأمر الأخير قالت ناومي بوك، من إدارة محمية كاتماي، إن “معادلة تراجع عدد الزوار ووفرة سمك السلمون، أسهم في بسط السيادة المطلقة للدببة على النهر ومحيطه”.