السياسية : محمد ناجي

يواصل النظام الإماراتي إطلاق وقاحاته لتبرير خيانة التطبيع مع الكيان الصهيوني بالادعاء بوجود ايجابيات في الاتفاق الذي أعلنت عنه حاميتها أمريكا، وذلك في محاولة بائسة للتغطية على فضيحته المدوية والتي وصل صداها المجـــرة .

فما ان انتهى الاعلان عن اتفاق الخيانة الذي توصل اليه (عيال زايد) الحاكمين في ابوظبي، بدأ مسئولوهم وموظفوهم في مختلف دوائر الحكم باطلاق التصريحات وبكل وقاحة بأن عملية التطبيع وبشكل كامل هدفت الى منع الضم الاسرائيلي للارض الفلسطينية وكأن الامارات تضحي بعذريتها لاجل القضية المركزية للعرب والمسلمين.

الا ان تصريحات المغتصب الاسرائيلي آتت كاشفة كذب حكام الخيانة ومؤكدة ان قرار التطبيع لا علاقة له بالقضية الفلسطينية وان مشروع الضم مستمر، وليؤكد بذلك ايضاً تطمينات رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو للاسرائيليين بامكانية التوصل لاتفاقيات تسوية مع العرب بعيداً عن الفلسطينيين كون العرب في حالة انهيار .

اضافة الى ذلك فان البيان الرسمي لاتفاق التطبيع نصّ على “تعليق” وليس إلغاء الكيان الصهيوني إعلان السيادة على المناطق المحددة في الضفة الغربية والأغوار الفلسطينية .

كما جاء قرار التطبيع كهدية اماراتية لـ (اسرائيل) وحاميها الامريكي، حيث سيعزز موقف نتنياهو الذي يعيش اسوء ايام حكمه بين تظاهرات تطالب بتنحيه وقضايا الفساد التي يتدلى منها حبل الاقالة والسجن، وسيساعده ايضاً في خوض الانتخابات من منظور انه قد جاء بالعرب راكعين تحت قدميه دون ان يدفع اي استحقاق للفلسطينيين اصحاب القضية .

وبالنسبة للحامي الامريكي والمتمثل بترامب فقد حسنت هدية التطبيع الاماراتية موقعه الانتخابي ايضاً وذلك قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات في الولايات المتحدة بعد فشله داخلياً وخارجياً ليجد نجاحاً يتشبث به ويلقيه للوبي اليهودي في الولايات المتحدة كي لا يدعم منافسه بايدن، كونه قد قدم للكيان الاسرائيلي (رأس العرب) على طبق من ذهب .

وبالنظر الى هذا العمل القبيح فيبدوا ان (عيال زايد) ومن وجهة نظر عدد من المراقبين والمحللين السياسيين ومنهم فارس الصرفندي، قد اخذوا على عاتقهم عملية تصفية القضية الفلسطينية حتى لا يكون للعرب اي ذريعة ليعادوا كيان الاحتلال او هدف يتوحدوا من اجله.

ويرى الاعلامي الفلسطيني ان مرحلة ما بعد القضية الفلسطينية ستكون الاكثر رخاء لان دولاً اقليمية تناصر القضية الفلسطينية بقوة ستكون في مرمى نيران الحليف الاسرائيلي الجديد والمقصود به ايران.

لكن (عيال زايد) كما يقول الصرفندي يغفلون ان حليفهم الصهيوني الجديد مرتبك بصراع مع مقاومتين لا دولتين تدعمهما الجمهورية الاسلامية، فهو لا طاقة له بمواجهة حقيقية مع ايران، خاصة وان عسكرييه يؤكدون ان لا قبل لكيانهم على المواجهة .

ويشير الكاتب الفلسطيني الى ان هناك أمراً آخر يصر عليه (عيال زايد) ويتمثل في تدمير الدول العربية التي ترفض التساوق مع خياناتهم وهذا ما يعملون عليه في اليمن وسورية ولبنان واي دولة سترفض توجههم ستكون في مرمى الخراب والتدمير.

ويوضح الكاتب بان ما لا يدركه (عيال زايد) من ان القضية الفلسطينية قوتها وفاعليتها بابنائها، فاذا رفض الفلسطينييون تطبيعهم فان الطفل الذي ستنجبه العلاقه بين (عيال زايد) وكيان الاحتلال لن يحظى بالشرعية مهما كبر وتقدم بالعمر وسيبقى يشار اليه بالبنان بانه لقيط .

من جهته يرى رئيس تحرير صحيفة (رأي اليوم) الالكترونية عبدالباري عطوان محاولات التبرير لاتفاق التطبيع والذي وصفه بقمة الخيانة شيء مؤلم والقول انه “تاريخي” .. متسائلاً “هل بيع فِلسطين تطبيقاً لصفقة القرن، والتّنازل عن القدس وأقصاها، والخُروج عن كُل الثّوابت العربيّة والإسلاميّة، يوم تاريخي؟ وهل تتويج “إسرائيل” زعيمه للعرب السنّة بحُجّة مُواجهة آيران يُشكّل عهداً جديداً؟ وخطوةً رئيسيّةً على طريق السّلام العادل؟ .

ويضيف الاعلامي الفلسطيني البارز في مقال على صدر صحيفته الالكترونية “أيّ سلام عادل في اتّفاق لم يَذكُر القدس أو الدولة الفِلسطينيّة، أو حتى المُبادرة العربيّة على سُوئها؟”.

ويؤكد ان اتّفاق التطبيع الاماراتي – الإسرائيلي سيقود إلى سلامٍ دائمٍ للقضيّة الفِلسطينيّة، أي تصفيتها بشكلٍ نهائيّ، ويشير الى ما عبر عنه نتنياهو عندما قال إنّهم يُطبّعون معنا لأنّنا أقوياء وهُم ضُعفاء، ووفق صيغة (السّلام مُقابل السّلام).

وسخر عطوان في مقاله من تطمينات أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجيّة الإماراتي من أنّ السفارة الإماراتيّة لن تُقام في القدس المحتلّة، وإنّما في تل أبيب أو “أبو ديس”.

وقال في ختام مقاله “الآن فقط تأكّدنا مِن الأسباب التي أدّت إلى مُؤامرات تدمير العِراق وليبيا واليمن وسورية، وتجويع الشّعب الفِلسطيني، وتزيين الخيانة لمنظّمة التحرير، وتسميم قائدها المؤسّس الذي أراد أن يُكفّر عن خطيئة أوسلو بإشعال فتيل المُقاومة”.