اليمن مهدد بالتفكك بعد ثلاثون عاماً من الوحدة
بقلم: ريلو كوبكين
ترجمة:أسماء بجاش-سبأ
لا يزال القتال المستعر بين مختلف الجماعات المسلحة مستمرا في البلد، في حين بلغت الطموحات الانفصالية ذروتها في الآونة الأخيرة أكثر من أي وقت مضى,
كما لم تدم النشوة العامة التي لوحظت قبل 30 عاماً أثناء توحيد شطري اليمن الشمالي والجنوبي, ومنذ توحيد اليمن في 22 مايو من العام 1990، شهد البلد سلسلة من التوترات بشكلٍ دائما.
وبعد طي فترة حكم الرئيس علي عبد الله صالح الطويلة في أعقاب اندلاع ثورات الربيع العربي في العام 2011، والتي كان لليمن نصيب منها, شن المتمردون الحوثيون الذين لطالما راودهم شعور بالتهميش هجوماً من معقلهم في المناطق الشمالية من البلد.
لم يكن الحال في الجزء الجنوبي أفضل مما هو عليه في الجزء الشمالي من البلد, حيث أخذت المجاميع الانفصالية -التي عرفت باسم المجلس الانتقالي الجنوبي- على عاتقها محاربة الحكومة اليمنية التي غادرت العاصمة صنعاء واتخذت من مدينة عدن عاصمة مؤقتة لها, وفي أبريل الماضي، اتهموا الحكومة المدعومة من السعودية بعدم الامتثال لالتزاماتها, وتوالت الأحداث في الجنوب حتى أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي فرض الحكم الذاتي على المناطق الجنوبية والتي كانت تعرف باسم اليمن الجنوب قبل العام 1990.
كيانات لا يمكن السيطرة عليها:
يتكشف الصراع الدائر بين الحكومة المدعومة من قبل دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية منذ أواخر مارس من العام 2015 من جهة والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران من جهة أخرى في الوقت الذي يواجه فيه النظام صراعاً آخر مع المجلس الانتقالي الجنوبي.
يرى الباحث والأكاديمي الجزائري ومدير مركز الدراسات والبحوث العربية والمتوسطية (سيرمام)، حسني عبيدي إن اليمن في حالة تصعيد لا نهاية له:
“القضية لم تعد انفجار هذا البلد أو ولادة دول جديدة وتقسيم اليمن، بل ولادة كيانات جديدة لا يمكن السيطرة عليها، ولها مجال للمناورة في الداخل ولا تنصاع للقواعد الدولية”.
ففي منتصف مايو الحالي، اندلعت عمليات قتالية بين القوات الحكومية والانفصاليين ضد بعضهم البعض في جنوب البلد, ومنذ يناير المنصرم، أدى المزيد من القتال إلى إثارة المزيد من المعارك بين القوات النظامية التي تقاتل المتمردين في محافظتي الجوف ومأرب الشماليتين.
ظهور تنظيم القاعدة مرة أخرى:
قال مستشار رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك سعيد لوكالة “فرانس برس” أن خيار اليمن المجزأ أو خيار اليمن الاتحادي اللامركزية سيكونان الخيارات التي يتوجب النظر فيها بعد التوصل إلى اتفاق سياسي.
وفي الواقع، يقول ماجد المذحجي، رئيس مركز أبحاث في صنعاء:”إن وحدة اليمن في حالتها الحالية لم تعد قائمة”.
وبحسب الباحث حسني عبيدي فأن البلد أصبحت بمثابة ساحة اختبار لحرب النفوذ بين طهران ومنافستها الرياض، ناهيك عن اللعبة الضبابية التي لعبتها ابو ظبي, كما أن تنظيم القاعدة لا يزال بإمكانه الظهور مرة أخرى في المنطقة, وهذا ما يفسر كذلك العلاقة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بشكل رئيسي على هذا الصعيد وكيفية الحد من القدرة المزعجة للتنظيم القاعدة الذي يستغل الفوضى في اليمن اليوم لإعادة هيكلة نفسه ليصبح عنصراً مهماً جداً في اليمن وشبه الجزيرة العربية برمتها”.
أودى الصراع الدائر في اليمن بحياة الآلاف من السكان منذ العام 2014, ووفقا للتقارير الصادرة عن الأمم المتحدة، يصارع اليمن أزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم في وقت الذي يواجه فيه البلد أيضا فاشية وباء الفيروس التاجي الجديد.
موقع ” إذاعة صوت ألمانيا “دويتشه فيله” الناطق باللغة الفرنسية
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.