بقلم: أليس غريناند/ تروا ريفيير
السياسية:
ترجمة:أسماء بجاش- سبأ
في 23 مارس المنصرم، دعا أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، إلى “وقف فوري لإطلاق النار، في كل أنحاء العالم” لتكريس كل الجهود الممكنة لمكافحة وباء كوفيد -19, كما جدد البابا فرنسيس من جانبه, هذه الدعوة من خلال التلاوات الرسمية في المناسبات الدينية الهامة للعبادة الكاثوليكية، في عيد الفصح في 12 أبريل.
وقد وقع أكثر من 2.2 مليون شخص في جميع أنحاء العالم على عريضة تدعم وقف إطلاق النار في جميع أنحاء العالم على موقع آفاز.
وبعد شهر، كان هناك بالفعل هدوء في 11 بلدا ممن تشهد الأعمال العدائية, فعلى سبيل المثال، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية في 24 مارس تأييدها لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة, كما أعلنت المملكة العربية السعودية وقف إطلاق النار من جانب واحد في اليمن، وربما استغلت هذه الفرصة لإخراج رأسها من المستنقع العسكري الذي غرقت فيه مع تحالف متعثر هناك منذ أكثر من خمس سنوات.
ومع ذلك، لا تزال الصراعات العنيفة مستمرة في سرد فصولها في بعض أنحاء العالم، مثل أفغانستان واليمن أو ليبيا، حيث تعرض مستشفى للقصف، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي.
وفي إشارة إلى أن بعض القادة يعتزمون إخراج رأس المال السياسي من الأزمة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 14 أبريل الماضي تعليق مساهمة الولايات المتحدة في منظمة الصحة العالمية بسبب ما أسماه “سوء الإدارة”,ومع ذلك، فإن المنظمة لا تزال في طليعة من ينسق لمكافحة الوباء.
وفي الوقت نفسه، لم يمض سوى شهر واحد على تصريح غوتيريس، بدأ مجلس الأمن الدولي في صياغة قرار يدعم وقف إطلاق النار ويدعو إلى تعزيز التنسيق لمكافحة هذه الجائحة.
يتألف مجلس الأمن، الذي تتمثل مهمته في صون السلم والأمن الدوليين، من عشرة أعضاء غير دائمين وخمسة أعضاء دائمين هم روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة, ولكل من هذه البلدان  الخمسة حق النقض.
وفي الوقت الحاضر، لا يزال هذا القرار الضروري الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار وتحسين التنسيق العالمي في مكافحة الفيروس التاجي دون حل, لأن واشنطن ترفض أي إعلان مشترك… والتي لن تذكر المسؤولية الصينية عن هذا الفيروس.
ومع ذلك، سيحتاج العالم إلى التعاون والسلام الآن, حيث وقد أصر الأمين العام للأمم المتحدة في 27 مارس على أن: “الغضب الذي يُقتل به الفيروس يُظهر أن الحرب جنون, ولهذا السبب أدعو اليوم إلى وقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء العالم”.
ويبقى أن نرى ما إذا كان الأقوياء في هذا العالم سوف يدركون السبب, أم أنهم سيستغلون حالة اللاتنظيم وعدم الاستقرار التي يغرق فيها الوباء بلدان كثيرة للحصول على نقاط على الصعيدين الجيوستراتيجي والعسكري.
إن الزيادة في الإنفاق العسكري العالمي في العام 2019, لا يبشر بالخير, وفي هذا الصدد، نشر معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام تقريره السنوي في نهاية أبريل, بما في ذلك إحصاء المبالغ الباهظة التي تم إنفاقها على القطاع العسكري في جميع أنحاء العالم.
وبالنسبة لعام 2019، بلغ هذا المبلغ 1917 مليار دولار، بزيادة تقدر 3.6% عن العام السابق، وهي أكبر زيادة سنوية خلال عقد من الزمن.
وفي الوقت الذي تكون فيه الأنظمة الصحية في جميع البلدان إما مدمرة تماما أو وصلت إلى مستوى حرج بسبب الوباء، يمكننا أن نتذكر دراسة أخرى نشرت هذه المرة في مجلة الدفاع واقتصاديات السلام في العام 2018, والتي أثبتت بوضوح وجود صلة بين زيادة الإنفاق العسكري… وخفض الإنفاق الصحي.
* صحيفة” لو نوفل لست- lenouvelliste” الكندية
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.