السياسية :

بقلم: باتريك أنجيفين

صحيفة “ويست فرنس- Ouest-France” الفرنسية, ترجمة:أسماء بجاش-سبأ)

شن السعوديون والإماراتيون قبل خمس سنوات من الآن، تدخلاً عسكرياً قاتلاً على جارتهم اليمن لمواجهة وكلاء إيران في المنطقة, ولكن هذا التحالف أودى بالبلد اليوم إلى الدخول في خضم صراع آخر…

ففي 26 أبريل، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي الحكم الذاتي للأراضي التي يسيطر عليها بحكم الأمر الواقع منذ الصيف الماضي، بما في ذلك العاصمة المؤقتة عدن، ثاني أكبر مدينة في البلد والتي طُردت قواتها الحكومية التابعة للرئيس هادي في أغسطس.

الخطر القادم هو أن حرباً جديدة سوف تضيف إلى الحرب الأهلية التي عصفت باليمن منذ استيلاء القبائل الثائرة القادمة من المناطق الشمال “الحوثيين” على السلطة المركزية في العاصمة صنعاء في أواخر سبتمبر من  العام 2014, حيث أودى ذلك الصراع بالفعل بحياة 100 ألف شخص؛ وربما أكثر بسبب سوء التغذية الذي انتشر على نطاق واسع.

من هم المجاميع الانفصالية؟

تأسس المجلس الانتقالي الجنوبي منتصف العام 2017 من قبل المحافظ السابق لمحافظة عدن عيدروس الزبيدي, فهو يجمع بين مجموعة من الحركات السياسية, بما في ذلك الإسلاميين وزعماء القبائل.

يحلم قادة المجلس الانتقالي الجنوبي بإعادة الحكم في اليمن إلى سابق عهده الذي كان قائماً في الفترة بين عامي 1967 و1990، حيث كان نظم الحكم فيها في ذلك الوقت يتلقى الدعم من روسيا السوفيتية.

وفي العام 2015، في وقت الهجوم الحوثي الكبير، اختار الجنوبيون الانحياز إلى صف معسكر الرئيس هادي في مهمة الدفاع عن مدينة عدن.

في حين عكف كلاً من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، راعيا “التحالف العربي” اللذين أخذ على عاتقهما في العام نفسه مهمة ردع الحوثيين وحليفهم الإيراني، بيد أن كل منهما أختار فصيل معين ليدعمه, حيث أغرق السعوديون من جانبهم مخيم هادي بالدولارات والأسلحة, في حين رأت دولة الإمارات في المجلس الانتقالي الجنوبي شريك مهماً لها.

لماذا أنهار التحالف؟

وقع أول مد وجزر في وقت مبكر جدا بين مخيم الرئيس هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي وذلك مع حلول يناير 2018، حيث أسفر القتال في عدن عن مقتل 38 شخصاً وإصابة 300 آخرين.

وفي كل مرة، كان السعوديون والإماراتيون يحرصون على ردم الفجوة بين الأشقاء الأعداء، وخيرر مثل على ذلك, ما حدث في نوفمبر 2019، عندما تم تجنب مواجهة جديدة بفضل ابرام اتفاق (لم ينفذ أبداً!) مما أعطى مساحة أكبر للجنوبيين في حكومة هادي التي تتخذ من المنفى في العاصمة الرياض مقراً لها, بيد أن التحالف لم يعد يعمل بعد الآن, نظراً لكون مصالح الجانبين السعودي والإماراتي أصبحت متباينة للغاية, واليوم أصبح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي شن حربه في اليمن لتأسيس شرعيته كملك مستقبلي للسعودية، لم يعد بمقدوره أن يتحدث عن انتصار على الحوثيين.

وبالنسبة لمحمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي, فقد حان الوقت لوقف الاتهامات والاستفادة من المكاسب الجيوسياسية التي تفتح الطريق أمام ناظريه إلى شرق القارة الأفريقية, فالقوات الإماراتية تسيطر اليوم على أرخبيل سقطرى، الجزيرة الاستراتيجية المقابلة لمحافظة عدن الواقعة بحكم الأمر الواقع تحت سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي.

* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.

 

 

.