اليمن: ليست مستعدة لمواجهة الفيروس التاجي
أعلن اليمن عن أول حالة وفاة بسبب جائحة الفيروس التاجي الجديد, ومن جانبها تخشى المنظمات غير الحكومية من تأثير الوباء القاتل على سكان هذا البلد الفقير الذي مزقته الحرب.
السياسية:
ترجمة: أسماء بجاش-سبأ
كان هناك قلق بشأن عواقب التفشي المحتمل لوباء كوفيد -19, في اليمن نظراً للوضع الصحي المدمر الذي تعاني منه البلد، ولكن الآن, أصبح وباء الفيروس التاجي موجوداً, بعد أن أعلن وزير الصحة في 29 أبريل المنصرم، عن أول وفاة جراء وباء كوفيد-19, بالإضافة إلى إصابة ستة أشخاص في المجموع في البلد.
وبالنسبة لسكان البالغ عددهم 29 مليون نسمة، فهذه الأرقام متواضعة جداً ولكنها الشجرة التي تخفي الغابة, حيث أن هناك بالتأكيد العديد من المرضى الآخرين وربما ضحايا آخرين, وهذه هي المشكلة الرئيسية في اليمن, حيث أن النظام الصحي مدمراً لدرجة أن حتى تشخيص أو تقدير مستوى التلوث يشكل تحدياً بحد ذاته.
البلد في حالة حرب منذ العام 2015:
ففي اليمن، يعتمد 80% من أجمالي عدد السكان على المساعدات الإنسانية الدولية للعيش أو حتى للبقاء على قيد الحياة, حيث يطبق مرض سوء التغذية على ما لا يقل عن 10 ملايين شخص, بالإضافة إلى وباء الكوليرا الذي انهك القطاع الصحي منذ اجتياحه للبلد في يناير، بعد أن أطبق خانقة على ما لا يقل عن 110 آلاف شخص.
وفي هذا السياق، تمكنت منظمة الصحة العالمية من تجميع نحو ثلاثين فريق طبي للفحص من أجل مكافحة جائحة كوفيد -19, حيث وأنها المسؤولة عن شراء الأقنعة وأجهزة التنفس، ولا يبدو أن أحداً آخر في هذا البلد قادر على القيام بذلك.
فشل وقف إطلاق النار:
من جانبه, أعلن التحالف العربي المنضوي تحت راية المملكة العربية السعودية والذي يقود حملة عسكرية في اليمن ضد الحوثيين المدعومين من إيران منذ أاخر مارس من العام 2015، وقف القتال من جانب واحد في 9 أبريل، بدعوى مكافحة جائحة الفيروس التاجي.
وعلى الرغم من أن الرياض تسعى منذ أسابيع إلى إيجاد مخرج مشرف من هذا الصراع الذي بدأته وتعثرت فيه, إلا أن الحوثيين لم يطبقوا وقف إطلاق النار، وواصلوا هجماتهم, وفيما يخص الجانب السعودي, فهم لم يحترموه كذلك, حيث زاد قصفهم الجوي بنسبة 30% على الأراضي اليمنية، وذلك وفقاً لمشروع البيانات اليمني الذي يرصد النشاط العسكري في البلد.
والأسوأ من ذلك، ظهور جبهة ثانية في الصراع اليمني والمتمثلة في الانفصاليين الجنوبيين, الذين يسيطروا نظريا في 28 أبريل على مفاصل مؤسسات الدولة في مدينة عدن، وكما يعارض هذا الفصيل الحوثيين، فإنهم أيضاً يهددون الآن بمهاجمة حلفائهم السابقين في التحالف بقيادة الرياض عسكرياً.
العاصمة المؤقتة عدن في حالة اضطراب:
تعتبر مدينة عدن أصل معظم المشاكل: فالمدينة ومحيطها هي بالفعل بؤرة وباء الكوليرا, أما فيما يخص وباء فيروس “كوفيد-19″، فقد سجلت المدينة الحالات الخمس الأخيرة، وحالتي وفاة واحدة.
ومن المحتمل أن يكون الوباء في عدن هو الأكثر تضررا خاصة وأن منظمة الصحة العالمية أعلنت للتو أنها قد تضطر إلى تعليق ما يصل إلى 80% من برامج المساعدات بحلول نهاية الأسبوع, والسبب يعود لكون الولايات المتحدة اعلنت وقف عمليات التمويل الخاصة بها والتي تستفيد منها المنظمة.
ففي الشهر الماضي، أوقفت الولايات المتحدة جميع المساعدات الإنسانية في اليمن، وبعد بضعة أيام أعلنوا تعليق جميع التمويل لمنظمة الصحة العالمية, والنتيجة هي أن خط الدفاع الوحيد ضد المرض هو ببساطة اختفاءه في اليمن.
* موقع”فرانس انفو- francetvinfo” الفرنسي
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.