4 ملايين إصابة بكورونا حول العالم حتى الآن
السياسية- وكالات:
يواصل فيروس كورونا المستجد الذي أصاب حتى الآن أربعة ملايين شخص حول العالم انتشاره من دون هوادة في بعض المناطق، فيما تعيش عدة دول أوروبية اليوم الأحد يومها الأخير من العزل، لكن وسط خشية من موجة ثانية للفيروس.
وبحسب تعداد عالمي أحصته ،وكالة فرانس برس، استناداً إلى مصادر رسمية مساء السبت فإن وباء كوفيد- 19 أصاب أربعة ملايين شخص خلال أربعة أشهر، وتسبب بوفاة أكثر من 277 ألفاً، منذ ظهوره أواخر ديسمبر في وسط الصين. لكن هذه الأرقام أدنى بكثير من الحصيلة الحقيقية للفيروس.
ففي أمريكا الجنوبية ،تخطت البرازيل السبت عتبة العشرة آلاف وفاة من 155 ألفا و939 إصابة، وفق وزارة الصحة البرازيلية. وتقدّر اللجنة الصحية أن تكون أعداد الإصابات والوفيات الحقيقية أعلى ب15 إلى عشرين مرة.
وفي ظلّ الوتيرة المرتفعة لتطور الوباء في هذا البلد، يمكن أن تتحول البرازيل التي يبلغ عدد سكانها 210 ملايين نسمة، إلى البؤرة الجديدة للوباء بحلول يونيو . وستمدد ولايتا ساو باولو وريو دي جانيرو تدابير العزل المفروضة منذ مارس حتى أواخر مايو الجاري.
وأعلنت المحكمة العليا ومجلس النواب الحداد الرسمي ثلاثة أيام على أرواح من قضوا بسبب الفيروس. في الأثناء، كان الرئيس جائير بولسونارو يمارس رياضة التزلج على الماء في بحيرة في برازيليا، وفق مواقع إلكترونية
وفي هذا الوقت، كان الرئيس جاير بولسونارو يمارس رياضة التزلج عند بحيرة في برازيليا، حسبما ورد في الموقع الالكتروني الإخباري ميتروبوليس. وصرحت الرئاسة المكسيكية أن الرئيس لم يقرر التوجه بأي كلمة إلى البرازيليين.
وأدت أزمة فيروس كورونا المستجد منذ مارس إلى مواجهات مستمرة بين رئيس الدولة الرافض لإجراءات العزل باسم حماية النشاط الاقتصادي، وحكام الولايات ورؤساء البلديات الذين فرضوا هذه التدابير بدعم من المحكمة العليا.
والولاية البرازيلية الأكثر تضررا وبفارق كبير عن الولايات الأخرى هي ساو باولو (جنوب شرق) التي أعلن حاكمها جواو دوريا لسكانها البالغ عددهم 46 مليون نسمة الجمعة تمديد إجراءات الحجر حتى نهاية الشهر.
أما البؤرة الكبيرة الثانية في البلاد فهي ولاية ريو دي جانيرو التي ارتفع فيها عدد الوفيات (1653) والمصابين (16 ألفا و929) بشكل كبير في الأيام الأخيرة، إلى درجة أن سلطاتها باتت تفكر في عزل تام خصوصا في عاصمتها ريو.
– “كارثة مطلقة” –
وفي أمريكا الشمالية، لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية تسجل الجزء الأكبر من عدد الوفيات العالمي، حيث أعلنت السبت عن 1,283 وفاة حتى اللحظة، ليرتفع بذلك عدد الوفيات لديها الى 79,898 شخصاً، محافظة بذلك على تصدرها على جميع دول العالم من حيث عدد الوفيات، وكذلك بعدد الإصابات التي بلغت حصيلتها حتى اللحظة نحو مليون و342 ألف شخص، منهم 20,018 إصابة جديدة حتى الآن. والأرقام القادمة من أمريكا مرشحة للزيادة في اي لحظة لعامل فرق الوقت بينها والشرق الأوسط.
وتعرضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للأزمة للانتقاد من سلفه باراك أوباما. وندد أوباما بـ”كارثة فوضوية مطلقة”، خلال مكالمة هاتفية لأحد معاونيه السابقين، حصلت “ياهو نيوز” على تسجيل لها.
وفي كندا، دعا رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إلى الحذر في تخفيف القيود تفادياً لعودة إلى الوراء. وأعرب عن قلقه من الوضع في مونتريال، وهي بؤرة أساسية للوباء في كندا.
وفي أوروبا ودول أخرى حول العالم
تقوم بعض الدول بإعادة فرض تدابير وقائية مشددة عند حصول ارتفاع غير متوقع بعدد الإصابات، كما حصل في سول مساء السبت، حيث قررت السلطات إغلاق كل الملاهي الليلة حتى إشعار آخر بعد أن نقل شاب العدوى إلى عشرات الأشخاص بعد زيارته خلال عطلة نهاية الأسبوع عدة ملاهٍ ليلية في حيّ عصري في عاصمة كوريا الجنوبية، البلد الذي يذكر غالباً كنموذج إيجابي لطريقة إدارته للأزمة الصحية.
ولا شكّ أن العديد من الدول الأوروبية ستأخذ تلك التجربة في الاعتبار. وسمح التراجع في الإصابات والوفيات الذي سجل على مدى الاسابيع الماضية في إطلاق عملية رفع للقيود الاثنين، لا سيما في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، بعد الثمن الاقتصادي الكبير الذي دفعته الدول الأوروبية.
وسيكون رفع القيود تدريجياً ومتفاوتاً بحسب المناطق. ففي فرنسا، سيجري رفع عدد أكبر من القيود في المناطق المصنفة “خضراء”. أما المناطق “الحمراء” أي الأكثر خطراً، فسيكون رفع القيود فيها محدوداً أكثر.
وفي إسبانيا، لن تشمل المرحلة الجديدة من رفع العزل المدينتين الرئيسيتين، مدريد وبرشلونة.
في مناطق أخرى في القارة العجوز، سيجري تخفيف بعض القيود في بلجيكا واليونان وجمهورية تشيكيا وكرواتيا وأوكرانيا وألبانيا والدنمارك وهولندا، بعد تركيا التي تستهل رفع القيود الأحد.
في المقابل، تجد روسيا التي تسجل يومياً نحو عشرة آلاف إصابة نفسها مرغمة على تشديد قيودها.
– “الذروة الثانية” –
تبقى المملكة المتحدة البلد الأوروبي الذي يسجل أكبر عدد وفيات (31 ألأف وفاة على الأقل). ومن المقرر أن يتحدث الأحد رئيس وزرائها بوريس جونسون الذي أصيب بنفسه بالوباء.
غير أنه لا ينتظر الإعلان عن أكثر من تخفيف طفيف للقيود، مثل فتح متاجر الحدائق والبستنة وهي هواية تحظى بشعبية في المملكة المتحدة. وفي هذه المرحلة المثيرة للقلق “بدأ الناس بإدراك أهمية هذه الهواية للصحة العقلية”، وفق ما يشير جو طومسون الحائز على عدة جوائز في مجال البستنة.
وتجري دراسة إمكانية فرض حجر صحي إلزامي لمدة 14 يوماً للمسافرين الوافدين إلى المملكة المتحدة، ما يثير قلق قطاع الطيران الذي تأثر بشدة نتيجةً للوباء.
وكتب رئيس الوزراء بوريس جونسون على تويتر السبت “لا يمكننا أن نخاطر ببلوغ ذروة ثانية” من الإصابات، داعياً المواطنين إلى “مواصلة” جهودهم منعاً لذلك.
في الواقع، تخشى دول عديدة “موجة ثانية” من الإصابات في ظلّ غياب لقاح أو عقار لمعالجة فيروس كورونا المستجد، فيما تستعد لتخفيف قيودها.
وفي ألمانيا مثلاً، البلد الذي كان بمنأى نسبياً عن موجة إصابات ووفيات كبيرة بالوباء، وبدأ رفع العزل قبل الدول الأوروبية الأخرى، لا تزال الإصابات الجديدة في ثلاث مقاطعات تتخطى عتبة الخمسين إصابة لكل مئة مقيم.
ووضعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وحكام المناطق آلية لإعادة فرض العزل على مستوى المناطق إذا عاود عدد الإصابات الارتفاع من جديد.
مع ذلك، تبقى عودة طبيعية إلى النشاط أمراً شديد الهشاشة في هذا البلد. وكانت ألمانيا البلد الأوروبي الأول الذي أعطى الضوء الأخضر لاستئناف دوري كرة القدم، لكن فريق دينامو دريسدن من الدرجة الثانية في كرة القدم وضع جميع أفراد فريقه الأول وجهازه الفني في الحجر الصحي بعد اكتشاف إصابتين في صفوفه.
وشددت خبيرة الفيروسات ونائبة مدير عام منظمة الصحة العالمية السابقة ماري-بول كييني وهي عضو أيضاً في لجنة الخبراء التي تقدم المشورة للحكومة الفرنسية على “الضرورة المطلقة” لتطبيق الناس “تدابير الوقاية والتباعد، أي أن يعبروا من مرحلة الحجر في المنزل، إلى الحجر الذاتي، والتفكير بضرورة حماية أنفسهم والآخرين”.
وفي ماليزيا ،مددت الحكومة الماليزية القيود على الحركة وأنشطة الأعمال لمدة أربعة أسابيع أخرى حتى التاسع من يونيو المقبل، وسط إعادة فتح تدريجي للنشاط الاقتصادي الذي توقف تقريبا بسبب جائحة فيروس كورونا.
وفي وقت سابق سُمح للشركات باستئناف العمل كالمعتاد لكن بموجب إرشادات صحية صارمة، بعد أن اضطرت إلى وقف أعمالها لمدة شهرين فيما عملت السلطات الصحية على احتواء الوباء. وأبلغت ماليزيا عن 6589 إصابة بكورونا بينها 108 وفيات.
وقال رئيس الوزراء محيي الدين ياسين في خطاب بثه التلفزيون الماليزي اليوم الأحد إن القواعد الحالية ستظل سارية حتى الموعد الجديد في يونيو حزيران، وتشمل الالتزام بقواعد النظافة المشددة والتباعد الاجتماعي.
وفي اليابان، ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (إن.إتش.كيه) أن نحو 15777 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد سجلت في اليابان حتى اليوم الأحد و624 وفاة لكن ذلك لا يشمل حالات على متن سفينة سياحية كانت رهن حجر صحي في ميناء يوكوهاما.
وقال وزير الاقتصاد الياباني ياسوتوشي نيشيمورا اليوم الأحد إن الحكومة تبحث رفع حالة الطوارئ ”في كثير من المقاطعات الأربع والثلاثين“ التي لم تتضرر بشدة من جائحة كورونا المستجد، وذلك قبل حلول الموعد النهائي للإجراءات في عموم البلاد في 31 مايو .
وأضاف نيشيمورا في نقاش بثته هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية ”رفع حالة الطوارئ في كثير من المقاطعات الأربع والثلاثين، والذي يستثني تلك الخاضعة لتحذيرات محددة، سينفذ على الأرجح في ظل عدم تسجيل حالات إصابة جديدة في كثير من المقاطعات في الآونة الأخيرة“.
ومددت اليابان الأسبوع الماضي حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد حتى 31 مايو أيار. لكنها قالت إنها ستقيم الموقف في اجتماع لمجموعة عمل مكافحة المرض في 14 مايو أيار بما يعني احتمال رفع تلك الإجراءات في وقت مبكر في بعض المناطق.
وفي إيران،أشرف المرشد الأعلى علي خامنئي، من حجره المنزلي اليوم الأحد عبر الفيديو على اجتماع للجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا.
وعقدت اللجنة اجتماعها في مقر رئيس الدولة حسن روحاني، بمشاركة أعضاء اللجنة والمحافظين ولجان المحافظات في أنحاء البلاد ومسؤولين في رئاسة الجمهورية.
وذكر موقع خامنئي الإلكتروني، أن رئيس الجمهورية ووزيري الصحة والداخلية ورئيس أركان القوات المسلحة أبلغوا المجتمعين بآخر تطورات الوباء والتدابير والبرامج المختلفة التي يتم تنفيذها لاحتوائه.
وعلى صعيد الدول العربية، فقد أعلنت 14 دولة، السبت، عن وفاة 49 شخصاً متأثرين بإصابتهم بالفيروس، وعن اكتشاف 5,417 إصابة جديدة مؤكدة، وذلك بانخفاض في الحصيلة اليومية للوفيات والاصابات مقارنة مع حصيلة الجمعة التي كانت 64 حالة وفاة، و5,728 إصابة مؤكدة، في 15 دولة عربية.
وأعلنت الكويت الجمعة تطبيق ”الحظر الشامل“ اعتبارا من الرابعة مساء (1300 بتوقيت جرينتش) يوم الأحد 10 مايو وحتى 30 من الشهر نفسه للحد من انتشار فيروس كورونا.
وأكد مجلس الوزراء الكويتي في بيان تلاه الناطق باسم الحكومة في مؤتمر صحفي نقله التلفزيون اقتصار الأعمال في الجهات الحكومية على المرافق الضرورية فقط أو الاستعاضة عنها بالعمل عن بعد ووقف كافة أنشطة القطاع الخاص باستثناء ما تحدده لجنة وزارية مختصة بمتابعة أزمة كورونا أو فرق الطوارئ.