المساعدات الإنسانية في اليمن.. رهن الاعتقال
الحوثيون متهمون بعرقلة المساعدات الإنسانية, حيث تهدد الوكالات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية بوقف عملياتها في اليمن الذي يعتمد عليها نحو 20 مليون شخص، بالرغم من كون هذا البلد قد دمرته ست سنوات من الحرب الضروس.

بقلم: باتريك أنجفين
(صحيفة “ويست فرنس- Ouest-France” الفرنسية, ترجمة:أسماء بجاش-سبأ)
أبلغت عدة وكالات تابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك برنامج الأغذية العالمي الذي يساعد قرابة 12 مليون شخص من أصل 28 مليون شخص في اليمن، عن تدهور ظروف عملها منذ عدة أسابيع, كما أن المنظمات غير الحكومية الدولية في الأمم المتحدة، غالباً ما تكون متحفظة حتى لا تجعل الأمور تزداد سوأً.
يشار إلى الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية صنعاء منذ أواخر سبتمبر من العام 2014 وأجزاء شاسعة من المناطق الشمالية للبلد, بافتعال العديد من العقبات أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى الجهات الفعلية المستهدفة، ناهيك عن الشكوك القوية في اختلاس بعض من المساعدات, والأخطر من ذلك، أن الموظفون المحليون يتعرضون للترهيب، بل وأن بعضهم قد تعرض للاعتقال, فقد كانت القشة الأخيرة التي قصمت ظهر العمليات الاغاثية في اليمن, هي القرار الأخير الذي فرضته الحركة الحوثية, والذي نص على فرض ضريبة على الواردات الإنسانية بنسبة 2٪, لتنسيق عمل المساعدات بشكل أفضل, فهذا كان المبرر لقيامهم بذلك, يا للسخرية !!!
ومن جانبها, هددت عدة بلدان بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية بتعليق مساهماتها, في حين سبق وأن علق برنامج الأغذية العالمي مهامه في اليمن لما يقرب من شهرين في العام 2019, حيث ستقوم الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بتقييم هذا الإجراء في اجتماع للمانحين في العاصمة البلجيكية بروكسل, وفي حال تم الإجماع على تعليق المساعدات فالأمر سيكون كارثي.
– عدد السكان في اليمن:
28.3 مليون شخص
– المساحة الإجمالية:
527.970 كيلو متر مربع
– الديانة:
يمثل السنة: 60 إلى 75 % من أجمالي عدد السكان, في حين يمثل الزيديون (الشيعه) 30%.
ففي غضون الست سنوات الماضية، قتلت الحرب في اليمن بشكل مباشر ما لا يقل عن 12 ألف مدني وربما ما يقرب من 100 ألف شخص بشكل غير مباشر، جراء انتشار سوء التغذية وانهيار النظام الصحي.
صرح عبد الرقيب فاتح رئيس اللجنة العليا للاغاثة, أن الحكومة اليمنية “القانونية” في البلد، التي تتهم الحوثيين باستخدام المساعدات “لتمويل مجهودها الحربي” تعارض: “خفض المساعدات الإنسانية للمحافظات التي يسيطر عليها الحوثيين, حيث سيؤثر ذلك سلباً على المواطنين وليس على العناصر المسلحة الحوثية.
لماذا يهاجم الحوثيون المساعدات الإنسانية؟
إلى جانب الأموال التي يأملون في الحصول عليها بشكلٍ مباشر أو تحويل المساعدات لصالحهم، يستخدم قادة الحركة الحوثية هذه المساعدات لتوطيد سلطتهم.
ومن المفارقات أن الحصار الذي تفرضه المملكة العربية السعودية قد عزز من اقتصاد الحرب والتهريب الذي يثري قادتهم ويجعل السكان أكثر اعتمادا على السلطة.

ينوي الحوثي مواصلة الضغط على المجتمع الدولي الذي ما زال يعترف بحكومة الرئيس “عبد ربه منصور هادي “الشرعية” والتي، لا تفعل الكثير من أجل الحد من التدخل المميت والقاتل، ولا من أجل رفع الحصار الذي تفرضه الرياض على الموانئ والمطارات.
ما هي نهاية الصراع؟
وفي حال الوصول الأزمة اليمنية إلى طريق مسدود, تماماً كما تنبأ أولئك الذين حذرو ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” من التدخل في شأن الجار الجنوبي له “اليمن”, فقد كان ولي العهد الشاب في ذلك الوقت، بحاجة إلى اثبات مكانته كرجل قوي, حيث عمل على إثباتها منذ ذلك الحين, قام ولي العهد بما توعد به, وقام بالهجوم على الجارة الجنوبية لبلده, ولكنة ما لبث أن واجهة أعداداً قليلة من المقاومين من بعض شرائح الشعب اليمني، حيث واجه تلك الثلة بالطائرات والدبابات والمدفعيات العسكرية القتالية الفتاكة التي لم تجدي نفعاً, وبدء بالصرخة الأخيرة لتحقيق النصر غير المحقق على أرض الواقع, فقد عمل على شراء المقاتلات العسكرية الأكثر تطورا من الدول الغربية كما قام بالدفع بالجنود السعوديين والمرتزقة السعوديين إلى ساحة الحرب, حيث دفع الملايين ولكن ذلك لم يكن كافياً على الإطلاق.
تمكن الحوثيون بعد مرور ست سنوات على وصولهم إلى صنعاء، من مقاومة الهجمات التي يمطرها التحالف العربي بقيادة الرياض على اليمن والذي أدى تدميره وقصفه للمدنيين إلى تعزيز قبضتهم.
تحولت عمليات التدخل العسكري التي تهدف إلى إحباط النفوذ والتأثير الإيراني المفترض على التيار الحوثي الذي ولد بين أوساط المذهب الزيدي (أحد فروع التشيع) في نبوءة: أسوأ بالنسبة للسعوديين.
جماعة الحوثي في صنعاء/ يونيو 2016/ رويترز/ أرشيف خالد عبد الله
تود طهران أن ترى عدوها غارق في مستنقع الحرب اليمنية، حيث عملت على زيادة امداداتها من الأسلحة والطائرات بدون طيار والصواريخ التي وجدت طريقها الآن إلى الأراضي السعودية وانتشر نفوذ إيران الإسلامية بين الحوثيين …
هل يمكن للمفاوضات في عمان أن تنجح؟
تمتاز الوساطة التي أطلقها السلطان قابوس، الذي توفي في 10 يناير المنصرم والتي واصلت السير قدماً من قِبل خليفته السلطان هيثم، بميزة قائمة.
ففي الوقت الراهن يجري وفدا من الجانب السعودي وأخر من الجانب الحوثي مناقشات بانتظام في العاصمة مسقط, مع عدم وجود نتيجة حاسمة.
وفي الوقت نفسه، لا يزال تقسيم وتمزيق أوصال البلد الذي دمرته ست سنوات من الحرب الأهلية في تزايد مستمر, حيث أسقط الإماراتيون حلفاء السعوديين القناع, وذلك بعد أن عملوا على إنشاء شبكة من الحلفاء على طول الساحل الجنوبي لليمن, ومن ثم بدأت الإمارات العربية المتحدة بلانسحاب العسكري, كما عملت ايضاً على دعم الانفصاليين الجنوبيين، الذين سيطروا على ميناء عدن الجنوبي، مراهنين على العودة الجزء الجنوبي من البلد إلى ما قبل حدود العام 1990.
وفيما يخص الإدارة الإمريكية، فهي تواصل حربها التي لا تزال مستمرة منذ 19 عاماً ضد تنظيم القاعدة، الذي يسيطر على مناطق في الجزء الجنوبي الشرقي لليمن, ففي الأسبوع الماضي, أعلنت واشنطن أنها “تمكنت من القضاء” على أحد مؤسسي الجماعة التنظيم الجهادي “قاسم الريمي” أثر غارة جوية شنتها بواسطة طائرة بدون طيار, فهذه الحرب الجوية القذرة القت بظلالها أيضاً على المدنيين.
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.