السياسية- وكالات:

يناقش الاتحاد الأوروبي مسألة عقد قمة طارئة جديدة لاتفاق خروج بريطانيا من التكتل،بينما لم يتبق سوى أسبوعين على خروجها من الاتحاد، لكن لا يزال مستقبل الخروج غامضا إلى حد بعيد مع سعي كل من لندن وبروكسل إلى تجنب المسؤولية عن تأخير الخروج أو الانسحاب دون اتفاق.

 

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.ٍسي) اليوم الثلاثاء أن قمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الجديدة قد تعقد بحلول نهاية الشهر الحالي.

 

ووسط اتجاه عدة وزراء للاستقالة، يواجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تمرداً جديداً في حكومته بسبب بريكست حسبما أفادت تقارير صحفية. وذكرت صحيفة “التايمز البريطانية” الأربعاء الماضي أن جونسون يواجه تمردا جديدا في حكومته مع اتجاه مجموعة من الوزراء للاستقالة لمخاوف من أنه يقود البلاد في اتجاه الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.

 

وأفاد تقرير التايمز أن وزيرة الثقافة نيكي مورجان ووزير شؤون أيرلندا الشمالية جوليان سميث ووزير العدل روبرت بوكلاند ووزير الصحة مات هانكوك والمدعي العام جيفري كوكس يدرسون الاستقالة.

 

وقال وزير في الحكومة ذكرته الصحيفة دون أن تورد اسمه إن ”عددا كبيرا جدا“ من أعضاء البرلمان من حزب المحافظين سينسحبون إذا وصل الأمر إلى الخروج بدون اتفاق.

 

وأضافت الصحيفة أن الوزراء حذروا جونسون في اجتماع للحكومة من الخطر ”الداهم“ لإعادة الحكم المباشر لإقليم أيرلندا الشمالية وأثاروا مخاوف بشأن دومينيك كامينجز، كبير مستشاري جونسون.

 

ونقل التقرير عن وزير آخر في الحكومة قوله ”الحكومة هي من سيضع الاستراتيجية ولن يضعها مسؤولون غير منتخبين. وإذا كانت هذه محاولة لعمل ذلك فإنها ستفشل“.

 

جاء ذلك في وقت اتهم فيه الاتحاد الأوروبي بريطانيا بممارسة ”لعبة إلقاء اللوم الغبية“ بخصوص اتفاق الخروج بعد أن قال مصدر في مكتب رئيس الوزراء لرويترز إن الاتفاق مستحيل أساسا لأن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قدمت مطالب لا يمكن قبولها.

 

وأطلع جونسون مطلع الاسبوع الحالي ، مجلس الوزراء على آخر مستجدات المحادثات التي يجريها المسؤولون البريطانيون مع مفوضية الاتحاد حول التوصل لاتفاق لخروج بريطانيا من التكتل قبل الموعد المحدد في 31 أكتوبر الحالي.

 

ويرى بعض وزراء جونسون إن صفقة البريكست قد أصبحت “أولوية” ويجب تمريرها عبر البرلمان “بوتيرة سريعة”.

 

ومن المقرر أن يجتمع البرلمان يوم السبت القادم ليصوت على أي اتفاق سيتوصل إليه جونسون في قمة بروكسل هذا الأسبوع.

 

وقال زعيم حزب العمال، جيرمي كوربن، عندما سئل عما إذا كان من المحتمل أن يدعم عدد كبير من النواب اتفاق جونسون “أعتقد أن الكثير من البرلمانيين، وليس بالضرورة أعضاء حزب العمال، ربما يميلون إلى دعمه لأنهم لا يوافقون على الإتفاق”.

 

وأضاف “أود أن أحذرهم بشأن ذلك”.

 

وتستمر المحادثات في بروكسل الأحد، بين المسؤولين البريطانيين ونظرائهم الأوروبيين، إذ يصفها مراقبون بـ “المناقشات التقنية المكثفة”. بينما يؤكد مصدر في الحكومة البريطانية أنهم “بعيدون جداً عن التوصل إلى اتفاق نهائي”.

 

ومن المقرر أن يجتمع سفراء دول الاتحاد الأوروبي الـ 27 ليطلعهم كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي، ميشيل بارنييه، على آخر تطورات المحادثات.

 

وتعد قمة بروكسل، التي ستعقد الخميس والجمعة، آخر فرصة للتوصل إلى اتفاق بشأن البريكست قبل الموعد النهائي مساء آخر يوم من شهر أكتوبر الجاري.

 

وقالت صحيفة صنداي تايمز إن جونسون سيعرض على المستشارة الألمانية، أنجلا ميركل، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، إما مساعدته في تقديم اتفاق جديد هذا الأسبوع أو الاتفاق على الخروج دون اتفاق.

 

وقالت الحكومة البريطانية إن التدابير الرامية إلى مساعدة بريطانيا على التأقلم مع البريكست ستوضح في خطاب ستلقيه الملكة يوم الاثنين، وسيحدد مشروع 22 قانونا من شأنها أن تقدم تدابير تسمح لبريطانيا “باغتنام الفرص التي سيقدمها البريكست”.

 

كما سيكشف الخطاب عن خطط لإنهاء حرية انتقال مواطني الاتحاد الأوروبي إلى بريطانيا بالإضافة إلى توفير الأدوية بشكل أسرع.

 

ومن المتوقع إجراء انتخابات عامة أواخر العام الحالي، إذا ما أجلت الحكومة البريطانية موعد الخروج من الاتحاد الأوروبي إلى يناير المقبل، وتفيد استطلاعات الرأي بأن شعبية حزب العمال متراجعة في الوقت الحالي مقارنة بحزب المحافظين.

 

وينص اتفاق بريكست على تسديد لندن فاتورة الخروج التي تقدّر بنحو 39 مليار جنيه إسترليني (50 مليار دولار) وضمان حقوق المواطنة وتحديد فترة انتقالية مدتها 21 شهرا ستلتزم خلالها بالأنظمة الأوروبية.

 

كما سيسعى المفاوضون البريطانيون والأوروبيون إلى اتفاق يؤسس لعلاقة مستقبلية طويلة الأمد.