السياسية:

نظمت حكومة الإنقاذ الوطني، اليوم الخميس، حفلا خطابيا وفنيا بمناسبة العيد الـ٥٧ لثورة الـ ٢٦ من سبتمبر المجيدة بقاعة المركز الثقافي بالعاصمة صنعاء بحضور رسمي وشعبي.

وفي الاحتفال ألقى عضو المجلس السياسي الأعلى أحمد غالب الرهوي كلمة حيا في مستهلها القيادة السياسية والتنفيذية والشعب اليمني والجيش واللجان الشعبية والقوى الوطنية وكل شرائح المجتمع اليمني المقاومة والثابتة والصامدة في الداخل والخارج في وجه العدوان السعودي الأمريكي.

وقال ” احتفل شعبنا اليمني بالأمس بالذكرى الخامسة لثورة الواحد والعشرين من سبتمبر كثورة تستكمل أهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة الذي نحتفل بذكراها الـ 57 وغدا سيتم الاحتفال بثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة “.

وأشار إلى أن هذه الذكرى تحل واليمن يتعرض لعدوان وحصار مطبق على الدواء والغذاء ومشتقات النفط وكل ما يتعلق بحياة الإنسان في جريمة حرب وإبادة جماعية ممنهجه مستغلاً صمت العالم أمام تلك الجرائم التي ارتكبها ضد المدنيين أطفالا ونساءً ورجالاً وشيوخاً .. مؤكداً أن تلك الجرائم لا تسقط بالتقادم وهي موثقة بالصوت والصورة وفي تقارير المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية.

وتطرق الرهوي إلى التضحيات الجسيمة التي قدمها أبناء الشعب اليمني بمختلف مراحل الثورة .. مذكراً بمقولة الرئيس الشهيد الصماد ” تحررنا من الاستبداد والاستكبار المحلي لنواجه الاستبداد الإقليمي في كل شئوننا، وتحررنا من الاحتلال البريطاني المباشر لنواجه احتلالاً عبر أدواته في المنطقة، ورفعنا علم الجمهورية اليمنية لتأتي الآليات الغازية بأعلام السعودية والإمارات وعلى متنها من يدعون تحرير اليمن الجمهوري من اليمنيين من على ظهور الدبابات السعودية والإماراتية “.

ودعا عضو السياسي الأعلى دول تحالف العدوان إلى التفاعل مع المبادرة التي أطلقها الرئيس مهدي المشاط والتي تضمنت وقف استهداف أراضي السعودية بالطيران المسير والصواريخ البالستية والمجنحة وكاف أشكال الاستهداف مع الاحتفاظ بحق الرد.

وأكد أنه في حال عدم الاستجابة لهذه المبادرة فأن رد الجيش واللجان الشعبية سيكون كبير ومؤلم .. مشيراً إلى عنجهية واستكبار دول تحالف العدوان في التعامل مع المبادرة باستمرار القصف على حرض وصرواح والصفراء وعمران والبقع وسحار والضالع والتي خلفت عدد من الضحايا المدنيين.

 وجدد عضو السياسي الأعلى الرهوي التأكيد على أن الجمهورية اليمنية مع السلام منذ اليوم الأول للعدوان ولا يوجد أية أجندات سوى السلام ووقف العدوان واحترام سيادة واستقلال ووحدة اليمن وسلامة أراضيه .. مبيناً أن العالم شاهد صمود الشعب اليمني وجيشه ولجانه الشعبية وكيف استطاعوا مقاومة تلك المؤامرات والأدوات والانتقال من الدفاع إلى الهجوم.

وأشار الرهوي إلى أن أبناء اليمن الأحرار سطروا ملحمة صمود كبرى بوجه تحالف الشر والعدوان وافشلوا أهدافه ومخططاته العسكرية والسياسية والأمنية والإعلامية طيلة خمس سنوات.

وأكد على الحق المشروع في الدفاع عن اليمن بكل الوسائل التي كفلتها الشرائع والقوانين .. لافتا إلى أن ما حدث مؤخراً لمنشآتي ارامكو في” بقيق وخريص ” في 14 سبتمبر الجاري خير دليل على إطلاق قوة الردع الثانية وأن دائرة الأهداف ستتوسع إلى ما هو أشد ألماً وأمضى فتكاً في أهداف حيوية وإستراتيجية.

ونصح عضو المجلس السياسي الأعلى دول العدوان إلى الجنوح للسلم وأن تفكر مليا وتعيد حساباتها حقناً للدماء .. مؤكدا أن اليمنيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي وسيستخدمون كل ما تصنعه وتطوره العقول اليمنية.

وأشاد الرهوي بحكمة القيادة السياسية ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ في إدارة عجلة الحياة رغم الظروف الصعبة وشحة الإمكانات بالتزامن مع استمرار الغارات .. مؤكداً دعم المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ للجهود المبذولة في سبيل انتظام العملية التعليمية وتقديم الرعاية الصحية لأبناء الشعب اليمني ومكافحة الأوبئة كالكوليرا والملاريا والدفتيريا وغيرها.

وأكد على أهمية الحوار الجاد بين كافة اليمنيين للوصول إلى حلول ترضي جميع الأطراف .. وتابع” نقول لإخواننا وأبناء جلدتنا اليمنيين بأن الأمور اتضحت وباتت جلية ومكشوفة وهدف العدوان أن نكون جميعاً حطباً لمحرقته وعليكم مراجعة أنفسكم بجدية وأن يكون الوطن سقف الجميع وما تحته فليطرح على الطاولة للنقاش”.

وأضاف” مهما طالت الحرب لن يفض الوضع إلا إلى حل سلمي عادل وشامل يضمن للشعب اليمني أمنه وحريته وسيادته واستقراره ووحدته وسلامة أراضيه”.

ودعا المبعوث الأممي إلى تنفيذ التزامات الأمم المتحدة ومنها اتفاق ستوكهولم.. مطالبا المجتمع العربي والإسلامي باستشعار المسؤولية والالتزام بالواجب الديني والأخلاقي والأخوي والإنساني تجاه ما يتعرض له الشعب اليمني من قتل وتدمير وحصار منذ خمس سنوات.

وأشاد الرهوي في الوقت نفسه بأحرار العالم الذين عبروا عن مواقف واضحة تجاه الشعب اليمني ومظلوميته .

وثمن عضو السياسي الأعلى الرهوي مواقف عمان وسوريا والعراق ولبنان وإيران والمقاومة اللبنانية والفلسطينية في دعم القضية اليمنية .. مؤكداً على مركزية القضية الفلسطينية باعتبارها القضية الأولى للأمة.

ووجه الحكومة ووزارة الزراعة وقطاعاتها المختلفة بالاهتمام بالقطاع الزراعي بما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي.

 من جانبه هنأ رئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، في كلمته بالمناسبة الشعب اليمني بهذا اليوم التاريخي ذكرى مرور ٥٧ عاما على ثورة ٢٦ سبتمبر التي انبثقت من أحياء وشوارع مدينة صنعاء للبحث عن الحرية والاستقلال.

وقال ” ثورة ٢٦ سبتمبر ثورة مثلت انعطافة تاريخية هامة على مستوى الجزيرة العربية لأنها الأولى فيها وتلتها ثورة ١٤ أكتوبر في جنوب الوطن آنذاك “.

وتوجه بالتهنئة لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي وللمجلس السياسي الأعلى ورئيسه الأخ المشير مهدي المشاط وأعضاء المجلس السياسي الأعلى بهذه المناسبة العزيزة والغالية على كل يمني.

 وقال ” إنها للحظات مهيبة حينما نتذكر هذا الطابور الطويل من الشهداء الذين ضحوا من أجل هذه الثورة ومبادئها الستة كما هي كذلك حينما نتذكر المناضلين الذين تقاطروا من أجل الدفاع عن هذه الثورة من مختلف محافظات الجمهورية سواء من شمال الوطن أو من جنوبه “.

وأضاف ” شاركت كل طبقات الشعب اليمني منذ اللحظة الأولى في تفجير ثورة ٢٦ سبتمبر ولم تكن حكرا على أحد أو على منطقة أو فئة بعينها بل شارك فيها الشعب اليمني بأفراده وقبائله وأحزابه وتنظيماته وشخصياته لإنجاحها “.

وأردف ” في أولى لحظات هذه الثورة بدأ التدخل المباشر من قبل الجيران وبالذات المملكة العربية السعودية بهدف الإبقاء على هيمنتها والسيطرة على القرار ” .

وأشار رئيس الوزراء إلى أن الوطن احتفل قبل أيام بالذكرى الخامسة لثورة ال٢١ من سبتمبر، مؤكداً أنها تأتي استمرارا لتجديد تلك المبادئ التي ناضل من أجلها ثوار سبتمبر الثورة الأم .

ولفت إلى أن ثورة ٢١ سبتمبر ليست بعيدة عن ثورة ٢٦ سبتمبر أو نقيض لها وإنما استمرار لها.. معتبرا أن محافظة قائد الثورة على مبدأ الجمهورية والشعار الوطني والمساواة والحرية والعدالة وعدم التدخل في الشأن اليمني رسائل قوية وواضحة على هذه العلاقة.

وقال ” للسنة الخامسة على التوالي نحتفل في ظل الثورة الجديدة بالثورة الأم رغم استمرار العدوان والحصار والانتهاكات التي يمارسها تحالف العدوان الذي لم يسلم يمني واحد من أذاه “.

وتطرق رئيس الوزراء إلى مبادرة السلام التي أطلقتها القيادة السياسية من العاصمة صنعاء .. موضحا بهذا الشأن انه حينما توجه القيادة السياسية نداءات متتالية للسلام ليس من باب الضعف ولكن من باب الحرص على دماء اليمنيين وعدم إهدارها.

وأكد أن دول العدوان في احتياج حقيقي لهذه المبادرة ولكنها تكابر ومستمرة ولا تزال في حالة تخبط حتى هذه اللحظة ولم يقدم لا التحالف ولا الدول الداعمة له كالولايات المتحدة الأمريكية دليلا واحدا بأن هذه الطائرات والصواريخ لم تأت من اليمن .. مشددا على أن الحوار لن يكون إلا مع صاحب القرار وليس مع أدواتهم وهو بين صنعاء والرياض وبين صنعاء وأبو ظبي مباشرة .

 

  وقال ” العالم والمفكرين والمحللين والخبراء السياسيين على المستوى الدولي يتحدثون حاليا عن حرب بين اليمن والسعودية، والعملاء والمرتزقة والمأجورين يقولوا أن هناك مجموعة صغيرة أسمها الحوثيين نريد القضاء عليها واستعادة الدولة ” .

واختتم رئيس الوزراء كلمته بالتحية والتقدير للشعب اليمني الذي صمد صمود أسطوري .. وحيا الأبطال المرابطين في الجبهات من منتسبي الجيش واللجان الشعبية . 

وفي الحفل الذي حضره رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي أحمد يحيى المتوكل ونائب رئيس الوزراء لشئون الخدمات محمود الجنيد، أشار وزير الثقافة عبدالله الكبسي إلى أن الذكرى الـ 57 لثورة 26 سبتمبر الخالدة التي اندلعت شرارتها الأولى من صنعاء تعد تتويجاً لسلسلة من الثورات والانتفاضات التي كانت تبحث عن حلم التحرر من الطغيان والاستبداد.

وقال ” ثورة 26 سبتمبر كانت تحول مهم وشكلت منعطفاً جوهرياً في حياة اليمنيين وألهمتهم ضرورة التحرر من الاستعمار ومن تبعاته فكانت ثورة 14 أكتوبر عام 1963واحدة من نتائجها الكبرى “.

وأكد وزير الثقافة أن الإنسان اليمني في كل ثوراته عبر حقب التاريخ المختلفة خرج يبحث عن وجوده في خارطة الكون وشكلت ثورة الـ 26 من سبتمبر محور ارتكاز كي ينطلق منها إلى المستقبل والغد المشرق.

ولفت إلى أنه منذ أكثر من 60 عاماً مضت واليمنيون يناضلون من أجل التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما والسعي لإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات .

وأشار الوزير الكبسي إلى أن ثورة 21 سبتمبر التي احتفل بذكراها خلال اليومين الماضيين هي ثورة تتجدد بها الثورة الأم وليست منفصلة عنها لآن الغاية منها تلبية طموح الجماهير في التحرر والاستقلال والعيش بكرامة، وهدف ثوري قديم جديد لكل أحرار اليمن ومناضليه في الماضي والحاضر.

وقال ” لقد خضنا معركتنا في الستينيات من القرن الماضي دفاعاً عن حريتنا واستقلالنا ونحن اليوم نخوض معركتنا ضد تحالف العدوان الباغي دفاعاً عن حريتنا واستقلالنا وسنظل كذلك لأننا ولدنا أحراراً كراماً ولن يستعبدنا أحد كبر شأنه أو صغر من دول الإقليم من الأعراب أو من دول الاستعمار” .. لافتا إلى أن القيادة السياسية أكدت على حق اليمنيين في استقلال القرار والعيش الكريم ولا مساومة لليمنيين على حرياتهم واستقلالهم.

وحيا وزير الثقافة، الجيش واللجان الشعبية الذين يجترحون المآثر البطولية ويسطرون أروع الملاحم في التاريخ المعاصر في جبهات العزة والشرف للدفاع عن الوطن واستقلاله.

 

 تخلل الحفل الذي حضره أعضاء من مجلسي النواب والشورى وعدد من الوزراء ومحافظ صنعاء عبد الباسط الهادي ومستشار الرئاسة الدكتور عبدالعزيز الترب ووكلاء الوزارات ورئيس مجلس التلاحم القبلي الشيخ ضيف الله رسام ومشائخ وشخصيات اجتماعية, قصيدة للشاعر أحمد الجرف ولوحة فنية للفرقة التابعة لوزارة الثقافة .