هكذا تمت الصفقة.. "إف-35" مقابل التطبيع
السياســـية: تقرير // صادق سريع
في 19 نوفمبر 2025، وقعت أمريكا والسعودية، خلال زيارة ولي عهد السعودية محمد بن سلمان لواشنطن، صفقة عسكرية ضخمة، ببيع الأولى للأخيرة 48 طائرة طراز "إف-35" و300 دبابة نوع "أبرامز"، تُسلم بعد 7 سنوات، والثمن لم يكن مقابل الترليون دولار، بل التطبيع مع "إسرائيل"، وهكذا تمت الصفقة بين ترامب وبن سلمان.
يقول موقع "أكسيوس" الأمريكي: "لم تأتِ صفقة 'إف-35' منعزلة عن باقي التطورات الإقليمية، فالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ربطها باتفاقات وخطط التطبيع، حيث قال لمحمد بن سلمان أثناء توقيع اتفاق الصفقة:أتمنى أن تنضم السعودية إلى اتفاقات إبراهام قريباً جداً".
من هنا بدأت لعبة "إبراهام"!
ويضيف: "هنا تبدأ اللعبة الإستراتيجية المعقدة: الصفقة العسكرية ليست مقابل المال فقط، بل هي مقابل تطبيع سياسي وتاريخي، حيث يتعامل ترامب مع بيع صفقة إف-35 كأداة ضغط على نظام الرياض لتوقيع اتفاق تطبيع كامل مع 'إسرائيل'".
ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي - لم يُذكر اسمه - قوله: "لا تعارض 'إسرائيل' بيع طائرات 'إف-35' للسعودية، لكنها تربط البيع باتفاق تطبيع العلاقات".
وأكد موقع "عربي 21" عن مسؤولين أمريكيين وخبراء في الدفاع قولهم: "إن طائرات إف-35 التي باعتها واشنطن للرياض ستفتقر لمزايا تقنية غير تلك الطائرات من نفس الطراز التي تمتلكها 'إسرائيل'، وفقاً للقانون الأمريكي الذي يضمن التفوق العسكري النوعي الإسرائيلي في المنطقة".
وأضافوا: "يستلزم قبل إتمام البيع مراجعة التفوق العسكري الذي لا يتجاوز سقف الدعم الأمريكي الذي تحظى به 'إسرائيل'، والأهم من ذلك موافقة أعضاء الكونغرس الذين ربما يحوُلون دون إتمام الصفقة للسعودية."
وأشار الموقع إلى امتلاك الولايات المتحدة نسخاً مختلفة ومتعددة من طائرات إف-35، التي قد تبيع للسعودية نسخاً أقل تطوراً مقارنةً بما تبيع لـ'إسرائيل'، وفقاً لحزم برامج الترخيص لاستخدام تلك المقاتلات الحديثة.
هل إف-35 ستنقذ بن سلمان من فاتورة اليمن؟
"هل ستغير إف-35 مسار الأحداث في المنطقة؟"، تحت هذا التساؤل، قالت المحللة السياسية منى صفوان على مِنصة "فيس بوك": "إن ما يروّج له حول بيع طائرات إف-35 لابن سلمان ليس إلا وهماً يبيعه ترامب، وأنا أؤكد لكم: لن تغيّر الصفقة شيئاً؛ حتى لو تمت، فإن هذه الطائرات لن تملك القوة السحرية لتغيير واقع الأحداث على الأرض".
وأضافت: "فاتورة الحرب حتمية: بيع هذه الأسلحة لن يكون تذكرة هروب لابن سلمان من دفع فاتورة العدوان على اليمن الباهظة، الالتزامات والأعباء ستظل قائمة".
وتابعت: "تاريخ الأسلحة المتقدمة: ما عجزت عنه قاذفة متقدمة كـ'B-2' في تحقيق الأهداف العسكرية، لن تحققه إف-35، لا يوجد سلاح قادر على حسم صراع بهذه التعقيدات وحده."
خلاصة تحليل صفوان تقول: "باختصار، الصفقة مجرد صفقة مالية ضخمة تخدم مصالح البائع، ولا تقدم حلولاً إستراتيجية حقيقية للمشتري".
وعلق السياسي السعودي إياد خاشقجي على مِنصة "فيس بوك"، بالقول: "يتجاهل الصعافيق أن أكواد وبرمجيات تشغيل الطائرات التي اشتراها النظام السعودي من أمريكا قبل عشرات السنين، لا تزال بيد الأمريكان، فهي تتحرك وتقلع وترصد وتقصف تحت أعينهم، وفقاً لشروط البيع الأرعن".
خلاصة "عربي 21" تؤكد: "أنها ليست المرة الأولى التي تلعب فيها الإدارة الأمريكية لعبة 'إف-35' مع السعودية، فقد لعبتها مع الإمارات في 2020، ووافقت أبوظبي على التطبيع مع 'إسرائيل'، بينما توقفت لاحقاً لعبة بيع صفقة 'إف-35'".

