بات اليمنيون شوكة في خاصرة الكيان
السياســـية – تقرير || صادق سريع*
تقول وكالة "فرانس برس": "بات اليمنيون شوكة في خاصرة الكيان العبري، وهجماتهم تزعج ملايين المستوطنيين، وتعطل الحياة اليومية في "إسرائيل".
تضيف: "تنطلق صفارات الإنذار بشكل متكرر في القدس المحتلة ويافا (تل أبيب)، وهما المنطقتان الأكثر كثافة سكانية، ما يجبر ملايين المستوطنين للهروب منتصف الليل إلى الملاجئ".
برأي الوكالة الفرنسية، أصبح اليمنيون مصدر إزعاج لأمن واستقرار "إسرائيل" بشكل يومي، ومن مسافة ألفي كم، وسبباً في الحصار البحري، وإغلاق طرق الملاحة البحرية الحيوية للكيان.
نشك بقدرة "إسرائيل"
يقول محلل معهد دراسات الأمن القومي في جامعة يافا "تل أبيب" المحتلة، يوئيل جوزانسكي: "أشك في قدرة "إسرائيل" على إخضاع ووقف هجمات اليمنيين المساندة لغزة، فلا يزالون يشكلون شوكة عنيدة في خاصرتها".
يضيف لـ"فرانس برس": "لا يزال اليمنيون الوحيدين يهاجمون "إسرائيل" بشكل يومي، وهذه مشكلة حلها ليس سهلاً، لا يوجد حل سحري، وقد عانت دول الخليج من هجماتهم، وتخشى التصعيد، ما يجبرنا على دراسة الرد بعناية".
بيان باليستي جديد
واستهدفت القوات المسلحة اليمنية، يوم الجمعة، محطة كهرباء شرقي منطقة يافا (تل أبيب) في "إسرائيل" بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع "فلسطين2"، وهدفاً عسكرياً آخر في بيافا المحتلة بطائرة مسيّرة نوع "يافا".
وأكدت - في بيان تلاه متحدثها الرسمي، العميد يحيى سريع، عصر الجمعة- الجهوزية العالية لمواجهة أي حماقة على البلاد لقوى العدوان الأمريكي و"الإسرائيلي"، وأي جهات تتورطُ معها.
وأصيب 12 مستوطنا، فجر اليوم الجمعة، أثناء هروب ملايين الصهاينة إلى الملاجئ بعد سماع صافرات الإنذار بإطلاق صاروخ من اليمن، وفقاً لوسائل إعلام عبرية.
القتال أمر صعب
يعتبر رئيس الاستخبارات بمؤسسة "لو بيك" للاستشارات الجيو-سياسية في الشرق الأوسط، مايكل هورويتز، قتال اليمنيين أمرا صعبا بالنسبة لـ"إسرائيل"؛ لبُعد المسافة ونقص المعلومات الاستخباراتية، كما أن استهداف قادتهم لا يضمن استعادة قوة الردع.
في حين يصف الباحث في معهد ترومان والجامعة العبرية بالقدس المحتلة، مناحم ميرهافي، اليمنيين بـ"الخطر المزعج".
المهمة صعبة
ويؤكد المحلل السياسي في مركز القدس، ليني بن ديفيد لموقع "ذا ميديا لاين" الأمريكي، أن الدفاعات الجوية "الإسرائيلية" والأمريكية لا يمكنها إيقاف صواريخ اليمن؛ بسبب تقنيتها المتطورة.
كما أكد خبير صهيوني، يدعى ألكسندر بورتنوي، أن التطور التكنولوجي لصواريخ اليمن وضعت دفاعات "إسرائيل" على المحك، وجعلت عمليات اعتراضها مهمة صعبة.
وأشار بورتنوي، الذي يعمل مستشارا عسكريا في التكنولوجيا الحربية بـ"مركز القدس"، إلى أن تطوير تقنيات الصواريخ اليمنية مكنها من القدرة على المراوغة، وتغيير مسارها، بشكل يصعب على نظام القبة الحديدية والأنظمة الأخرى إيقافها.
مقايضة تكتيكية
برأي بورتنوي، تمكنت صواريخ اليمن من اختراق النظام الدفاعي الأمريكي "ثاد"، معتبرا ذلك مقايضة تكتيكية تؤدي إلى إبطاء الصاروخ وتقليل دقة اعتراضه ما يؤدي إلى إشعال مرحلة جديدة في سباق التسلح بالمنطقة.
ويرى خبير تكنولوجيا الصواريخ بمعهد دراسات الأمن القومي في يافا المحتلة، يهوشوا كاليسكي، أن الصواريخ اليمنية أصبحت مثيرة للإعجاب، وأكثر صعوبة في عمليات الاعتراض.
استقلال قرار صنعاء
بدوره، كشف المعهد الصهيوني قيام أمريكا بالضغط على إيران بالتدخل لوقف الهجمات اليمنية على سفن واشنطن في البحر الأحمر، لكن -بحسب المعهد- استقلال اليمن بالقرار أفشل تلك المحاولات.
وفق ذلك، أعلن معهد الأمن القومي الصهيوني "INSS" إقرار "إسرائيل" رسمياً باستقلالية اليمنيين بالقرار، وصعوبة ردعهم لامتلاكهم تكنولوجيا عسكرية متطورة.
وقال المعهد: "بسبب التقدم التكنولوجي العسكري لليمن، تم استهدف ميناء أم الرشراش (إيلات) والآن يافا (تل أبيب) الحضرية".
وأضاف: "من الصعب للغاية، إن لم يكن من المستحيل، إيجاد معادلة ردع اليمنيين، فليس هناك ما يخسروه".
مخاوف حرب الاستنزاف
يقول الخبير العسكري لصحيفة "معاريف"، أفرايم غانور: "فشلنا بمواجهة اليمنيين، خوفاً من الوقوع في حرب استنزاف من عدو على بعد ألفي، نجحَ في تعطيل الحياة في "إسرائيل"، دون استعداد جيشنا ودفاعاتنا وجهاز الموساد".
يضيف لموقع "عربي21": "علينا إعادة الحساب في ظل استمرار الهجمات اليمنية، والتهديد بتكثيفها".. متسائلاً: أين الأسطول السابع المجهز بأكبر عدد من الغواصات البحرية!؟.
وتستمر القوات اليمنية ضرب عُمق "إسرائيل" بالصواريخ والمسيّرات؛ مُنذ أكثر من عام بـحصيلة تجاوزت أكثر من 1150 صاروخا بالستيا و"فرط صوتي" ومسيّرة، إسناداً لغزة حتى وقف العدوان الصهيو - غربي.