السياســــــية :

{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهـ}

الحمد لله الذي أكرم الأمّة بنبيّها المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وخصّها بمولدهِ نوراً أضاء به ظلمات العالمين، وجعل سيرته منهاجاً يهتدي به السائرون إلى دروب الحق والعدل والحرية.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد، خير البرية، وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وسائر عباد الله المجاهدين والصالحين.. وبعد،،


عامٌ بعد عام، وكعادتهم المباركة، يحتفي اليمنيون بذكرى مولد نبي الرحمة، محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، في أجواء مفعمة بالحب والولاء، وبحماسٍ لا نظير له، يجسّدون فيه حبهم المتجذّر للنبي الكريم، واستلهامهم العمليّ لنهجه المبارك.
وفي عامنا الهجريّ المبارك 1446هـ، كانت الجماهير المليونية المحتشدة في ميادين الطهر وساحات الولاء النبويّ، علامة فارقة في ترجمة الحب المحمديّ إلى مشهدٍ عظيمٍ يجمع بين يقين الإيمان ونُبل الاحتفاء.

وكما أشار سماحة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله في كلمته خلال تدشين فعاليات المولد النبوي الشريف 1446هـ، فقد جاء إحياء المناسبة الكريمة هذا العام في إطار العنوان المهم المُتمثّل بقول الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}، كترجمةٍ حقيقية للإنطلاقة الإيمانية لشعبنا اليمنيّ في تحرّكه الكبير ومواقفه العظيمة تحت راية الجهاد في سبيل الله، استجابة للعليّ القدير، واقتداءً بنبيّه [صلوات الله عليه وعلى آله]، نُصرةً لإخواننا المستضعفين في فلسطين، وضد ما يقوم به العدوّ الصهيوأمريكي من جرائم وحشيّة يندى لها الجبين على قطاع "غزة"، وبما يشكّله الموقف اليمنيّ الصامد من صدٍّ منيع ضد اعتداءات المستكبرين على وطننا الحبيب.
نعم.. لقد أتى هذا الاحتفاء الكبير في وقتٍ يواجه فيه الشعب اليمني تحدياتٍ جسيمة، إلا أن ولائه العظيم لله ورسوله والهداة من عباده، عزّز من عزيمته وقوّا من صموده، ليثبت شعبنا الأبيّ الوفيّ مرة تلو أخرى أن راية الحب المحمديّ لا تنكسر، وأن عظمة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أكبر من كل مؤامرات الأعداء ومحاولاتهم اليائسة في تثبيط الأمّة والنيل من عزيمتها.

لقد برهن أبناء هذا الوطن المعطاء قدرتهم بعون الله على تجاوز كل الصعاب، وتجلّت مظاهر الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف كأبهى ما يكون، وأُضيئت الأرجاء بهجةً ومآثر، وغصّت الساحات العامة بالحشود الملايينية الغفيرة، لتعلن بصوتٍ واحد ولاءها لصاحب الخُلِق العظيم، وسعيها الإيمانيّ المُطْلَق لتوريث هذا الحب الصادق للأجيال القادمة.
وسيدرك القارئ الكريم لهذا الإصدار، الأثر العميق في نفوس وقلوب وعقول الشعب اليمني كبارهم وصغارهم، وحرصهم الدائم على إبراز ولاءهم، وإظهار نُصرتهِم، وإعلاء تأسّيهم، لخاتم الأنبياء والمرسلين عليه وعلى آله أزكى الصلاة والتسليم، باقتفاء أثَرِهِ، وترجمة هَدْيِهِ، في احتفاءٍ تاريخيّ سيبقى مُلهماً للأجيال.
وبالتالي، فإن هذا الإصدار الخاص بوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، يأتي توثيقاً لهذا الحدث العظيم، وحرصاً على نقل صورةٍ مُشرقةٍ للعالم حول ما يمثّله مولد النبي الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وسلم لشعبٍ تولَّى الله ورسوله والذين آمنوا واختار الإيمان منهجاً، والصمود طريقاً، وإعلاء راية الحق سلوكاً وغاية.
ختاماً.. نشكر كل من ساهم في إعداد هذا الإصدار السنويّ المبارك، راجين من الله تعالى أن يُعيد هذه الذكرى الغالية على أمّتنا الإسلامية وهي بحالٍ أفضل، وبتوحّدٍ أقدر على مواجهة المستكبرين والمتخاذلين.
وإلى إصدارٍ قادمٍ بمشيئة الله..

{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ، وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين.

نصرالدين عامر
رئيس مجلس الإدارة - رئيس التحرير

تحميل الكتاب